Sunday 15th August,200411644العددالأحد 29 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

الصدر يصف الحكومة بالدكتاتورية ويطالبها بالاستقالة الصدر يصف الحكومة بالدكتاتورية ويطالبها بالاستقالة
قنابل أمريكية من زنة 500 رطل تعبث بالمدن العراقية

  * بغداد - الرمادي -طهران - الوكالات:
قتلت القوات الأمريكية نحو 90 مقاتلا في مدن تقع شمالي بغداد وجنوبيها امس السبت غير أن ثمة هدنة تسري فيما يبدو بمدينة النجف المقدسة رغم تعهد رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر بمواصلة القتال حتى الموت.
وتفجر العنف عشية مؤتمر وطني يهدف إلى حث خطى مساعي العراق نحو الديمقراطية. وقال الجيش الأمريكي في بيان انه قتل نحو 50 مقاتلا في سلسلة عمليات قرب بلدة سامراء العراقية الشمالية ذات الاغلبية السنية امس السبت.
وقد شنت القوات الأمريكية غارات متكررة على هذه المنطقة السنية لطرد المقاتلين المناوئين لوجود القوات الاجنبية في العراق. وقال البيان ان طائرات أمريكية اسقطت قنابل زنة الواحدة 500 رطل على (مواقع معادية معروفة) في تلك العملية التي تستهدف منع المقاتلين من الوصول إلى المنطقة المحيطة بالبلدة.
واضاف قوله (تفيد التقارير الاولية ان نحو 50 عنصرا من القوات المعادية للعراق قتلوا خلال سلسلة عمليات قرب سامراء في 14 من اغسطس اب والتي بدأت في نحو الساعة 1201 صباحا. (وقال البيان ان المتمردين ردوا باطلاق نيران البنادق والقذائف الصاروخية وانه لم يصب احد بسوء بين القوات الأمريكية. وقالت الشرطة العراقية في سامراء ان خمسة على الاقل قتلوا واصيب 50 آخرون في قتال بالمنطقة على مسافة مائة كيلومتر شمالي بغداد. وقالت وزارة الداخلية العراقية امس السبت ان قتالا شديدا تفجر في الليلة الماضية بين افراد الميليشيا الشيعية من انصار الصدر والقوات الأمريكية التي تساندها الشرطة العراقية في مدينة الحلة مما ادى إلى سقوط 40 قتيلا من رجال الميليشيا وثلاثة من الشرطة. وقال مسؤول كبير بالوزارة ان القتال اندلع في ساعة متأخرة يوم امس الاول (الجمعة) في هذه المدينة الشيعية التي تقع جنوبي بغداد وان شدته خفت في الساعات الاولى من صباح يوم امس السبت وجاءت الاشتباكات بعد يوم من الهدوء النسبي في بلدة النجف بجنوب العراق حيث شن مشاة البحرية تدعمهم الدبابات والمقاتلات هجوما استهدف يوم الخميس الماضي القضاء على انتفاضة لمقاتلي الصدر.
وتبدو هدنة سارية لليوم الثاني في النجف امس السبت مما أتاح لبعض السكان فرصة الخروج وتفقد حجم الدمار الذي تسبب فيه قتال بدأ منذ نحو عشرة أيام. وبقي المقاتلون في بعض الشوارع حول مرقد الامام علي وقرب مقبرة ضخمة فيما تقوم القوات الأمريكية بدوريات في مناطق أخرى من المدينة.
من جهة أخرى أعلن الجيش الأمريكي مقتل جندي وأحد افراد مشاة البحرية يوم الجمعة في غرب العراق. ويعد تصاعد العنف أخطر تحد يواجه حكومة رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي منذ تسلمها السلطة من الاحتلال الأمريكي يوم 28 من يونيو حزيران لادارة البلاد إلى حين اجراء انتخابات في يناير كانون الثاني 2005م.
ويأتي تصاعد القتال قبيل افتتاح المؤتمر الوطني في بغداد اليوم الاحد من أجل تشكيل مجلس من مائة عضو للاشراف على الحكومة. وتعهد رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر بالبقاء في معقله بالنجف حتى تحقيق النصر او الموت دون ذلك محطما آمال التوصل لحل وسط مع القوات الأمريكية التي تطوق أقدس المزارات في المدينة.
وبدا الصدر الذي عززته مظاهرات جماهيرية تدين هجوما أمريكيا يهدف إلى سحق انتفاضته متحديا في وجه ما سماه الحكومة المؤقتة (الدكتاتورية) التي تحاول التفاوض لإنهاء المواجهة.ونقل المتحدث عن الصدر قوله لأنصاره في مسجد الامام علي انه ينصح الحكومة التي وصفها بالدكتاتورية والعميلة بالاستقالة وان الشعب العراقي بأكمله يطالب باستقالتها مضيفا انها اسوأ من صدام حسين.
واضاف المتحدث ان الصدر قال انه لن يغادر النجف وسيبقى فيها هو وأنصاره يدافعون عن المزارات الشيعيه حتى النصر أو الشهادة بينما ردد أنصاره (لا لا لأمريكا).
وقد ظهر الصدر واضعا ضمادات على ذراعه اليمنى مؤكدا على ما يبدو تقارير لمساعديه بأنه أصيب في القتال يوم الجمعة. ولكن فلاح النقيب وزير الداخلية العراقي نفى ان يكون الصدر قد اصيب وقال انه يتفاوض مع الحكومة لمغادرة مرقد الامام علي في النجف. وقال وزير الداخلية العراقي ان الصدر لن يمس اذا غادر الضريح سلميا. على صعيد آخر خضع الزعيم الشيعي الأعلى في العراق آية الله على السيستاني لجراحة ناجحة في القلب أجريت في لندن حسبما قال أحد مساعديه امس السبت.
وقال المساعد إنه ليس من الواضح متى يمكن ان تسمح الحالة الصحية للزعيم البالغ من العمر 73 عاما بالعودة إلى العراق. واحتج الآلاف من أنصار الصدر في قلب العاصمة العراقية واحتشدوا في مواجهة المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب الحكومة العراقية ومقر السفارة الأمريكية في بغداد.وشارك العديد من رجال الشرطة العراقية في الاحتجاج ورفعوا صور الصدر. وفي واحدة من أضخم الاحتجاجات في بلدة الديوانية الجنوبية اقتحم محتجون غاضبون المكاتب المحلية للحزب السياسي لعلاوي جماعة الوفاق الوطني العراقي وحطموا اللافتات وألقوا حجارة فيما احتج آلاف المتظاهرين في مدن السماوة والكوفة.
وسارت مظاهرات في الفلوجة السنية تأييدا للشيعة في معارك النجف. في الوقت نفسه قال الجيش البولندي إن مجموعة تضم حوالي 20 جنديا بولنديا أنهت مواجهة مع مقاتلين عراقيين الليلة الماضية في بلدة الحلة جنوب العراق وعادوا سالمين إلى معسكرهم في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت. وقال تشيسلاف ناتوفسكي المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش البولندي في وارسو لرويترز (انتهى الحادث دون إطلاق رصاصة وا حدة والآن عاد الجميع سالمين إلى معسكر القاعدة). وتعرض الجنود لمشكلات يوم الجمعة بعد ذهابهم لمساعدة رجال شرطة عراقيين يحاصرهم نحو 250 من الموالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
ومن جهة أخرى أعلن مصدر طبي أن متعهدا عراقيا وابنه أصيبا بجروح خطيرة برصاص اطلق عليهما صباح امس السبت في الرمادي بينما كانا متوجهين إلى مقر عملهما في القاعدة العسكرية الأمريكية في المدينة.
وقال الطبيب في المستشفى حمد خلف إن محمد حمد غضبان (55 عاما) وابنه دريد محمد (25 عاما) جرحا عندما تعرضت سيارتهما لإطلاق نار حوالي الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي (5.30 تغ). وقال عدنان الزيابي أحد جيران غضبان لوكالة فرانس برس أن الأخير تلقى (تهديدات بالقتل من المجاهدين الذين يريدون منعه من العمل لحساب الأمريكيين). وتقع مدينة الرمادي السنية على بعد حوالي مائة كيلومتر غرب بغداد.
وعلى الصعيد السياسي أكدت البعثة الدبلوماسية العراقية في طهران أمس السبت لإيران أنها تتابع (عن قرب) قضية الصحافيين الثلاثة الذين يعملون في وكالة الانباء الايرانية الذين اعتقلوا في العراق.
وقال القائم بالاعمال العراقي في إيران خليل سلمان في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية ان البعثة (تتابع عن قرب قضية توقيف صحافيي وكالة الانباء الايرانية).
واضاف (طلبنا من وزارة الخارجية العراقية معلومات عن ظروف واسباب هذه التوقيفات وآخر المعلومات عن اوضاع) الرجال الثلاثة. وكانت الشرطة العراقية اوقفت ليل الاثنين الثلاثاء الماضي مدير مكتب وكالة الانباء الايرانية في بغداد الايراني مصطفى دربان ومساعدين عراقيين له هما محمد خفاجي ومحسن المدني، بينما تشهد العلاقات توترا بين ايران والعراق. وقال مدير قسم الاخبار الدولية في وكالة الانباء الايراني حسن لواساني لوكالة فرانس برس امس انه ما زال يجهل سبب توقيف زملائه وما اذا كانوا موقوفين حتى الآن في وزارة الداخلية. ولم ترد اي معلومات جديدة منذ ايام عن قنصل ايران في كربلاء الذي فقد في الرابع من آب - اغسطس على الطريق بين العاصمة العراقية والمدينة الشيعية المقدسة وتبنت مجموعة (الجيش الإسلامي في العراق) خطفه في شريط فيديو.
وقد تحدثت الصحف الايرانية والعراقية في الاسابيع الاخيرة عن توقيف عدد من الايرانيين الموجودين بأعداد كبيرة في العراق بغرض التجارة او لزيارة العتبات الشيعية المقدسة.واستدعت وزارة الخارجية الايرانية القائم بالاعمال العراقي مرتين على الأقل خلال الاسبوع الماضي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved