Sunday 15th August,200411644العددالأحد 29 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

فيما غابت أعين الرقيب فيما غابت أعين الرقيب
أكبر سوق تجاري في المملكة يستصرخ المسؤولين
عشوائية في البيع.. انعدام مستوى الصحة.. بضاعة فاضحة.. عنوان عريض لما يحدث هناك

  * متابعة وتصوير - عبدالله سعود الغامدي:
لم يكن يدور بذهني وأنا أتجول في أكبر الأسواق الحيوية في الرياض إن لم يكن في المملكة كلها أن أرى هذه المشاهد، وربما يخيل للمتابع لهذه الأسطر اني أتحدث عن مكان آخر وليس قلب عاصمة الهندسة والمعمار الرياض.
وحقيقة خلال الجولة التي قمت بها أخذت مني الحيرة والدهشة أي مأخذ وأنا أتجول بين أزقة وحواري البطحاء، وأعتقد بأن العنوان العريض الأنسب لاستهلال هذا التقرير هو (فوضى وعشوائية ورقابة غائبة).
وأثناء بداية جولتي الميدانية استوقفتني عدة مشاهد أولها الزحام الشديد الذي (شل) حركة السير والذي نتج عنه مخالفات صريحة وذلك بسبب الملل ونفاد الصبر من السائقين فأصبحوا يقطعون الإشارة لما رأوه من تكدس وازدحام لا يطاق أمام الإشارة المرورية. وعجزت عبر هذه (الكتل) البشرية أن أجد موقفاً لسيارتي، فالرصيف هناك أضحى وكأنه وجد خصيصاً لاستقبال هذا الكم الهائل من البشر. وباختصار شديد، فأمر إيجاد موقف لسيارتي أصبح عبارة عن معادلة رياضية صعبة للغاية يعجز حتى (فيثاغورث) عن حلها.
وفوق هذا وذاك فالمواقف المقطعة مرة تكون أزفلت وأخرى صبة أسمنتية وأخيراً موقف ترابي مليء بالحصا.
وأثناء طريقي لدخول الأسواق وجدت المخالفات الصريحة والعلنية من الباعة المتنقلين الذين عرقلوا (بتحد) حركة المتسوقين الذين جاءوا لقضاء مستلزماتهم ومتطلباتهم اليومية..
أما المشهد الثاني الذي يلفت النظر هو عشوائية البيع لسلع مشبوهة صحياً وأخلاقياً تدرجت من بيع خفي إلى علني يقشعر منه البدن، فقد وجدت سوقاً للخضروات والفواكه قد استقر بالقرب من حاوية النفايات التي اتخذها الباعة غير النظاميين مستودعاً لهم وثلاجة ينقصها التيار الكهربائي.. وازداد الأمر سوءاً عندما رأيت الأسماك والروبيان قد استكانت في مأمن في ذلك الصحن الذي يئن تحت وطأة الذباب والحشرات في جولتها اليومية ما بين المستنقعات التي تقبع أمام طرقات البيع ويجتهد المارة لاجتيازها. أما القطط فقد وجدت ضالتها تماماً في هذا المكان لتمرح متنقلة بين أكوام القمامة المنتشرة بكثرة في هذا المكان وحتى داخل المحلات التجارية.
المشهد الثالث يعتبر ثالثة الأثافي.. فالداخل لهذه المنطقة لا تخطئ سمعه أصوات الباعة المرتفعة التي تجاهر في العلن بترويج بضاعة غير مشروعة معروضة على جنبات الطريق الذي يحسب المتسوق بأنه طريق في بومباي أو دلهي. أقراص (سي. دي) منسوخة وجدت رواجاً كبيراً بين ضعاف النفوس الذين أقبلوا على شرائها بنهم بعيداً عن عين الرقيب، وشيئاً فشيئاً ترى أغلفة هذه الأقراص وقد زينت بشتى أنواع وأشكال الصور الإباحية الفاضحة مقابل ثمن زهيد من المال يتفاوت ما بين خمسة إلى خمسين ريالاً. والأدهى والأمر أن أكثر المقبلين على هذه الأقراص هم من فئة الشباب.. حرية كاملة في العرض يقابلها حرية في الشراء وكل هذا يتم بالعلن وعلى مرأى ومسمع المتسوق البريء الذي يدخل للسوق أملاً في تسوق نظيف ليس من ضمنه هذا الفساد. وربما أغرته هذه الصور ليقتني واحدا على سبيل حب الاستطلاع.
وبعد فهذه ملامح أكبر سوق في المملكة، دونتها (الجزيرة) بالكلمة والصورة لتضع النقاط فوق الحروف وتنقل مأساة حقيقية تدور رحاها في منطقة تمثل قلب العاصمة التجاري النابض ولتضع الأمر برمته للجهات المسؤولة لتقول كلمتها وكلنا ثقة بتفاعل هذه الجهات التي لن يرضيها بالتأكيد هذا الوضع.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved