Sunday 15th August,200411644العددالأحد 29 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار باختصار
عاشت الخصوصية
نورة المسلّم

معظم من يكتبون منا أوهم يحاولون رسم الصورة العامة لمجتمعنا يعيدون ويكررون كلمة (الخصوصية) وأننا شعب ذو خصوصية، حتى باتت هذه الخصوصية مشنقة للأحلام والطموحات، وأصبحت في جانب آخر فكرة من لا يملك الفكرة.
وهنا نبدو وكأننا جزء مهمل، لا نقترب من أحوالنا ولا نتفقدها أو نعالجها بسبب هذه الخصوصية التي منحناها حقا كي تقف عائقاً وحائلاً دون ملامسة جراحنا واكتشافها، أو على الأقل الشعور بأننا كباقي شعوب الأرض لنا ما لنا وعلينا ما علينا.
وليت هذه الخصوصية دعتنا في شأننا المستور دائماً الذي نؤمن به دائماً بأن الغطاء خير وسيلة للعلاج، بل أصبحنا للآخر فكرة مثيرة، وصندوقاً مغلقاً يحيط به الغموض وحب الاستكشاف، ولكم في ذلك أمثلة عديدة، منها أن تلك البدعة الأخلاقية التي حدثت هنا، ولا يزال الخوض فيها مستمراً لم تكن مسؤوليتها حصراً على فاعليها أو أطرافها، بل المجتمع بأكمله. فقد تناقلت الخبر وكالات الأنباء العالمية، وانطلاقاً من مبدأ أن كل شيء يصدر من هنا لا بد أن يكون مثيراً للانتباه، فقد أثيرت القضية في برنامج طويل وعممت على قناة (الجزيرة) تلك القناة التي نشوقها ونحرضها لاستحضار إبداعها وبطولاتها.
وهنا لا بد أن نسأل: إلى متى يتزعم إعلامنا فكرة خصوصيتنا الشديدة هذه، وأن نصبح قضية غامضة حتى لأنفسنا، وأن نبدو دائماً كالمغلق، رغم أن مصائرنا بداخله، لكننا لا نستطيع الاقتراب منه، بينما يبدو ما بداخله مثيراً ومبهما.
أتمنى ألا يطول بنا الحال ونحن على ضفاف هذه الخصوصية التي ابتدعناها، ولا أدري من الذي اخترعها كي أقول له- سامحك الله-، فقد تعلق بها الركب الإعلامي بكامله، وبات الجميع يرددها بوعي وبدونه، بينما ضاعت في حمولتها المبطنة كثير من همومنا التي لا أظنها تحتمل هذه الخصوصية، وأن لدينا من المشاكل ما يحتاج إلى شجاعة وتفحص، وألا نبقى في لوائح الانتظار شديد الخصوصية حتى تتساقط على رؤوسنا القنابل بتكدس المشاكل التي ظلت غافلة تحت رداء شيء اخترعه السعوديون لأنفسهم وصدقوه، وقالوا نحن لدينا خصوصية، فلا تقربوا منا، ودعونا ننام على أحلامنا الخاصة جداً، أما الواقع فهو كفيل بنفسه طالما عاشت الخصوصية، رغم أن أجراس الوقت تقول: إننا في القرن الحادي والعشرين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved