Sunday 15th August,200411644العددالأحد 29 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

شارع العصارات! شارع العصارات!
سعد محمد عبدالعزيز المقرن / الرياض

قبل ما يزيد عن ثلاثين عاماً كان شارع الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود (العصارات) من أكبر شوارع مدينة الرياض، وبالمناسبة أخذ تسميته العامية من محلات بيع العصير التي تكثر على جانبيه حيث يخرج الشباب من داخل الأحياء القديمة لتناول العصير وكان ذلك سيراً عل الأقدام وأذكر أيضاً أن الوفود الرسمية تمر مع هذا الشارع فهو على جانب كبير من الأهمية في ذلك الوقت ورغم أن عرضه لا يتجاوز الثلاثين متراً تقريباً إلا أنه يعتبر من أوسع الشوارع في الرياض في وقته، ومع تقدم الزمن بدأ الشارع في الازدحام وأصبح يكتظ بالسيارات وبدأت مشكلة الازدحام تتفاقم وبدأت معها الاجتهادات لحل المشكلة ومن هذه الحلول توحيد مسارات كثير من الشوارع ومن ضمنها هذا الشارع (وتوحيد المسار أي جعل مساري الشارع في اتجاه واحد) ومن الحلول أيضاً إقامة كباري مؤقتة ولا زالت باقية وأذكر أنه في لقاء إذاعي مع أمين مدينة الرياض في ذلك الوقت (عبدالله النعيم) إجابة على سؤال أحد المستمعين عن متى سيتم إزالة هذه الكباري المؤقتة أجاب النعيم بأن مسمى مؤقت أنه يمكن فكها وتركيبها وليس إزالتها، عموماً مرت الطفرة وتوسع الرياض وتجاوزت التنمية حدود ذلك الشارع وتفاقمت المشكلة في شوارع كثيرة فاتخذت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قراراً بنقل مركز المدينة التجاري إلى موقع آخر أكثر اتساعاً وبالتحديد بين ميدان القاهرة من جهة الجنوب حتى طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من جهة الشمال وبدا في بداية الأمر حلاً جذرياً وبمرور السنين بدأت المشكلة تظهر من جديد وبدأ وسط المدينة التجاري بالازدحام مرة أخرى، كل هذه الأمور تحدث وكأننا نعيش بمعزل عن التخطيط.
إن المشكلة إذا تكررت فمعنى ذلك أننا لم نسع لتفاديها، فكم خطة خمسية مرت منذ ثلاثين عاماً، ألم تتطرق ولو خطة خمسية واحدة لحل هذه المشكلة وإذا كنا خططنا وعملنا فما هو سبب عودة المشكلة من جديد، من المسؤول عن تخطيط المدن؟ هي وزارة الشؤون البلدية والقروية أم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أم وزارة الاقتصاد والتخطيط؟ أنا لا أعرف الآلية التي تعمل بها هذه الدوائر ولكني أعرف أن معرفة مساحة حي من الأحياء مثلاً تساعد على معرفة عدد الوحدات السكنية المزمع إقامتها فيه وأعرف بالتالي كم من المفترض عدد الأفراد الذين سيسكنون تلك الوحدات السكنية ووو... إلخ وأخرج بنتيجة مفادها معرفة ما يجب أن آخذه في الاعتبار لتخطيط هذا الحي ومساحة الشوارع المحيطة وعدد المحلات التجارية والمرافق التي تخدمه حتى لا أصطدم بعد اكتمال سكنى الحي بعدم كفاية المدارس لعدد السكان أو عدم كفاية اتساع الشوارع لأعداد السيارات وما يتبع ذلك من مشاكل.
إن أي شخص قرأ أو اطلع على معلومات ولو بسيطة عن تخطيط الأحياء السكنية والنظريات التي وضعت في هذا الصدد حتى ولو كانت نظريات قديمة يستطيع أن يعطي أرقاماً تقريبية عن عدد سكان أي حي حتى قبل إنشائه وسيبني على ذلك تخطيط الشوارع والمرافق والمحلات التجارية وسيقدر حجم الكثافة السكانية المرتقبة ويضع لها ما يناسبها من الحلول. إن ما يؤسف له أن مشكلة الازدحام تزداد يوماً بعد يوم وتزداد معها مشكلة ذهاب الموظفين والطلاب وعودتهم، لذا بات من الضروري اتخاذ استراتيجية تشترك فيها كل الوزارات والهيئات المعنية لوضع خطة لعلاج تلك المشكلة والحد من تفاقمها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved