انقلاب في بنجلاديش

في مثل هذا اليوم من عام 1975م أعلن راديو بنجلاديش وفاة رئيس الجمهورية الشيخ مجيب الرحمن أثناء انقلاب قام به الجيش وقالت إذاعة بنجلاديش ان الشيخ مجيب توفي في مقر سكنه ولكن لم ترد أنباء عن كيفية وفاته. والرئيس الجديد هو خونداكار مشتاق أحمد وهو وزير التجارة في الحكومة السابقة.. وقد شكل مجلس وزراء من عشرة مدنيين وقد انقطعت الاتصالات الهاتفية والبرقية مع العالم الخارجي وأغلق مطار دكا وفرض منع التجول.. وأذاع راديو بنجلاديش سلسلة من البيانات حث فيها على مساندة الحكومة الجديدة وحذر الناس من ان الحكومة لن تصبر على أية مقاومة.
وتفيد أنباء متنوعة من خارج بنجلاديش ان الشيخ مجيب ورئيس الوزراء واثنين من أبناء اخوته أيضاً قتلوا في الساعات الأولى من الانقلاب وعند ذلك نشبت اضطرابات في بنجلاديش قتل فيها مائتان من اعوان الشيخ مجيب.
وذكرت وكالة الأنباء ان قوات الانقلاب الذي وقع في بنجلاديش قد تمكنت من القضاء تماما على بعض القوات المؤيدة للشيخ مجيب الرحمن الذي أعلن مصرعه ورئيس وزرائه على يد قوات الانقلاب.
وكان راديو دكا قد أعلن نبأ الاطاحة بنظام الشيخ مجيب الرحمن وتغير اسم دولة بنجلاديش إلى جمهورية بنجلاديش الاسلامية بدلا من بنجلاديش الشعبية، كما أصدر الرئيس الجديد بيانا ناشد فيه المواطنين البنجاليين تأييد النظام الجديد ودعا دول العالم إلى الاعتراف به.. وقد أعلنت باكستان اعترافها رسميا بالحكومة الجديدة في بنجلاديش في بيان صدر بعد ساعات من نجاح الانقلاب.
وقال البيان ان باكستان هي أول دولة تعلن اعترافها بنظام الحكم الجديد برئاسة خونداكار مشتاق أحمد في داكا وانه تم اتخاذ هذا القرار عقب اجتماعات عقدها ذو الفقار علي بوتو رئيس وزراء باكستان مع مستشاريه في السياسة الخارجية.
وقال بوتو انه كنظرة انسانية وتلقائية إلى الشعب الشقيق في بنجلاديش فقد قررت ان أرسل فورا إلى بنجلاديش كمنحة من شعب باكستان 50.000 طن من الأرز و10 ملايين ياردة من القماش و5 ملايين ياردة من قماش القطن.
وحث بوتو الدول الأخرى ان تحتذي بحذو باكستان قائلاً: ان هذا النداء ينبع من إدراكنا المكروب لكيفية قطع أوصال بلادنا في مؤامرة دولية بلغت حد العدوان. وقال إنه تلقى بحزن وأسى نبأ النهاية المفجعة للشيخ مجيب الرحمن أفقد الاتحاد السوفيتي حليفا غاليا وقد أعلنت وكالة أنباء تاس نبأ الانقلاب الذي وقع في بنجلاديش ومصرع الرئيس السابق لبنجلاديش بدون تعليق كما نشرته صحيفة - أزفستيا- الناطقة باسم الحكومة السوفيتية في إحدى صفحاتها الداخلية.
ومما يذكر ان بين موسكو ودكا علاقات وثيقة منذ 24 يناير 72 فبعد مضي أقل من شهر على اعلان استقلال بنجلاديش اعترف الاتحاد السوفييتي بالدولة الجديدة. وبعد عدة أسابيع قام الشيخ مجيب الرحمن في أول زيارة رسمية له بالتوجه إلى موسكو وصرح خلالها بأن الاتحاد السوفييتي يقدر سياسة بنجلاديش.