Thursday 19th August,200411648العددالخميس 3 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

القصيبي والسعودة القصيبي والسعودة
مسفر سعيد القحطاني / الخرج

لا يختلف اثنان على ان ظاهرة البطالة التي يعاني منها الشباب السعودي من أهم المشاكل الجديرة بالحل في مجتمعنا.
أي نعم، لا يخلو أي مجتمع في العالم من هذه الظاهرة، ولكن ليس كما هو موجود في مجتمعنا الآن، فالأرقام والاحصائيات تؤكد ما تعاني منه أهم فئات المجتمع ألا وهي الشباب.
وقد يخفى على غالبية الناس بأن هنالك ما تسمى ب(مافيا السعودة) تلك العصابة التي تسعى جاهدة لإبطال سعودة الوظائف او قصرها في اسوأ الأحوال على الوظائف البسيطة كبيع الخضراوات مثلاً، ونحن هنا لا نقلل من قيمة هذه الأعمال والوظائف البسيطة.
وبالفعل لها ما أرادت، فمنذ انطلاق فكرة السعودة كانت ولا تزال حبراً على ورق ولم تر أهدافها النور الى الآن. ومن البديهي جدا ان تختبئ هذه العصابة خلف ستار تحقيق السعودة وذلك حتى لا يُفتضح أمرها، فهي بين الحينة والأخرى تبدو لنا بأقنعة جديدة تتظاهر فيها بدعمها لهذه القضية.
ومن الأهداف التي تصبو اليها هذه العصابة وتحاول ترسيخها في عقول العوام، دفع الشباب والزج بهم الى قبول أي عمل وان كان براتب زهيد داعية بذلك الى العمل بقاعدة (شيء افضل من لا شيء). فنجدها تطالب لِمَ لا يعمل الشاب الجامعي في ورشة للسيارات مثلاً؟ وكأنه لا يوجد لدينا شباب سعودي في معاهد فنية خصصت لذلك، ولنا ان نقيس على ذلك أمثلة عديدة.
وينبغي علينا ألا نؤمن بمثل هذه الأفكار التي ما طرحت إلا من أجل أهداف غير سامية. فبلادنا - حماها الله- من اوائل الدول المنتجة للنفط وفيها من المجالات العلمية والصناعية وغيرها ما يفتخر به كل مواطن ينتمي الى هذا الوطن.
إذاً علينا ان ندرك باننا لم نصل الى المرحلة التي تفرض على شاب جامعي العمل في ورش للسيارات او محل لبيع الخضراوات.
أي نعم، نحن نريد التطور والتقدم واللحاق بركب الدول المتقدمة، ولكن ليس بين عشية وضحاها وليس بالطريقة آنفة الذكر، فاليابان مثلاً لم تصل الى ما وصلت اليه الآن إلا بعد سنوات عديدة من التخطيط والتنفيذ.
ونحن -معشر الشباب- متفائلون جداً بقدوم الدكتور غازي القصيبي وتعيينه وزيراً للعمل، وسنعلق على قدومه -بعد الله عز وجل- آمالاً جديدة وطموحات غلفها اليأس وطول الانتظار، كما نسأل الله العلي العظيم ان يوفقه لاستئصال ظاهرة البطالة وان يوفقه لزرع السعادة في وجوه الشباب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved