Thursday 19th August,200411648العددالخميس 3 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

صحافتنا المحلية.. والقضايا الإنسانية صحافتنا المحلية.. والقضايا الإنسانية
عبدالله بن عثمان الضالع / بريدة

يظل الطرح الإعلامي للقضايا الإنسانية ومن ثم البحث عن علاجها من أهم النقاط المطروحة للمناقشة والأخذ والرد، وخصوصاً إذا كان ذلك عبر الإعلام المقروء لما يحويه من دقة في التفاصيل المتعلقة بالموضوع، مما يشكل بالتالي فكرة كاملة لدى المتلقي عن أبرز عناصره - ظاهرة كانت أم خفية - هذا الطرح الإعلامي لهذه النقطة يتفاوت شكلاً ومضموناً من صحيفة لأخرى مما جعل الصحافة تنقسم حولها إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: صحافة وضعت هذه النقطة في ملف الكتمان، بل وأصبح من سابع المستحيلات أن تتخلل إحدى صفحاتها يوماً من الأيام (قضية إنسانية تبحث عن الحل)، ذلك أن مجال صفحاتها لا يعترف بنوع من هذا القبيل، كون أمواج الإعلانات الهادرة ألقى بها على شواطئ النسيان.
- القسم الثاني: صحافة تكتفي بطرح هذه النقطة في مجال ضيق دون الكشف عن التفاصيل المحيطة بها، ودون التطرق أيضاً لما يستجد حولها في قادم الأيام فبالتالي تكون الحلول المصاحبة للقضية - إن وجدت لها حلول - محدودة نظراً للغموض الكامن الذي يلف حولها.
- القسم الثالث: صحافة تطرح هذه النقطة بشكل موسع مصحوب بأدق التفاصيل المتعلقة حولها - ليس هذا فحسب- بل إنها تتابع بشكل (شبه يومي أو أسبوعي) جميع المستجدات التي طرأت حولها، وآخر مضامين الحلول التي تتعلق بها حتى يتم حلها في نهاية المطاف.
- لن أذكر أمثلة من الصحافة المحلية ارتضت لنفسها أن تكون تابعة للقسمين الأول والثاني، لسببين لا ثالث لهما:
* الأول: أن العرف الصحفي يمنع هذا الشيء جملة وتفصيلاً.
* الثاني: أن المتابع الحصيف للإعلام المقروء على علم تام وإدراك كامل عن الصحف التي تنطوي تحت هذين القسمين.
- أما عن القسم الثالث فمن أبرز الصحف التي تحمل لواءه هي (صحيفة الجزيرة) كونها تؤمن بأن متابعة القضايا الإنسانية، ومن ثم البحث عن حلولها من لدن أصحاب الشأن هي أسمى القيم التي قامت عليها (الرسالة الصحفية) مستشعرة بذلك الهدي النبوي الكريم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
- لن أذكر هنا جملة القضايا الإنسانية التي تبنتها (الجزيرة) ريثما انتهت في المقام الأخير صوب الحلول الناجحة والأبدية - بإذن الله- لأن ذلك الشيء بمثابة القيام بتأليف جملة من المطبوعات التي تختزل هذه القضايا، لكن سأورد مثالاً واحداً - أو قضية واحدة - ظلت هي الأطول - زمنياً - عما سواها (كونها امتدت لما يقارب الثمانية عشر شهراً) قبل أن تنتهي إلى الحل، وهي قضية الطالب السعودي (سامي عمر الحصين) الذي يدرس علوم الكمبيوتر في ولاية ايداهو الأمريكية، حيث اعتقل في بداية الأمر بتهم تتعلق بمساعدة جماعات إرهابية، ومن ثم أخذت التهم في الازدياد بعدما أضيفت تهمة أخرى إليه - وهي العمل على جمع أموال لصالح جماعات إرهابية فلسطينية وأخرى في الشيشان، حتى أمر أحد القضاة الفيدراليين أخيراً بترحيله إلى (المملكة العربية السعودية) رغم أنه كان على وشك الحصول على شهادة الدكتوراه في مجال تخصصه (علوم الكمبيوتر).
هذه القضية ذكرتها هنا نظراً لكثرة المراحل التي مرت بها عبر ما يقارب سنة ونصف السنة، رغم كل ذلك أبت (الجزيرة) إلا أن تضع المتابع داخل محور القضية، وإيضاح كل ما يستجد حولها حتى انتهت إلى ما آلت إليه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved