Sunday 22nd August,200411651العددالأحد 6 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

دعوة للعمل التطوعي بالدفاع المدني دعوة للعمل التطوعي بالدفاع المدني
عميد: مساعد منشط اللحياني /مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام

تعد الأعمال التطوعية من أنبل وأشرف الأعمال التي يباشرها الإنسان في أي مجال تعود عليه بالنفع والفائدة.
والتطوع في معناه العام قيام شخص بمباشرة عمل ما يعود بالفائدة على الآخرين دون مقابل مادي، يهدف من خلاله تقديم المساعدة والعون لأشخاص أو جمعيات أو مؤسسات خيرية أو حكومية.
ويبرز العمل التطوعي في ديننا الحنيف عندما باركه الشارع الحكيم ووعد أصحابه بالأجر والمثوبة من عند الله في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ}.
ويلاحظ القارئ العزيز أن الأعمال الطوعية في البلدان المتقدمة أصبحت جزءاً من المجتمع، ويحرص على أدائها مهما كانت الظروف قاسية أو عسيرة، فتراه يستقطع جزءاً من وقته ليقدمه لمحتاج أو لمساعدة هيئة خيرية عامة أو خاصة، بل قد يكون ذلك على حساب صحته وأسرته وتعليمه، غير أنه يجد في ذلك العمل البهجة والسرور والسعادة، وأنه أنجز شيئاً مهماً قدمه لمجتمعه بكل تفانٍ وإخلاص.
ونحن لسنا أقل من أولئك انتماءً لديننا أو عقيدتنا التي تحثنا على الانخراط في هذا العمل الإنساني الخير.
والمتابع لجهود الدفاع المدني في هذا المجال يلاحظ صدور نظام الدفاع المدني عام 1406هـ الذي حدد كيفية الاستفادة من المتطوعين في أعمال الدفاع المدني، فكانت البداية أن تمت الاستعانة بالمواطنين للمساهمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام مع قوات الدفاع المدني عام 1407هـ، وتوالت المشاركات في مواسم الحج كل عام. ثم كانت حرب الخليج 1410هـ التي منحت المواطنين فرصة المشاركة في أعمال الدفاع المدني؛ حيث شارك أكثر من (8000) ثمانية آلاف متطوع في عمليات الإرشاد والإغاثة والإخلاء والإيواء وتشغيل محطات الوقود والمخابز بعد أن تلقوا دورات تدريبية مكثفة في تلك التخصصات.
ولإيجاد آلية تنظم العمل التطوعي فقد صدرت لائحة تنظيم أعمال المتطوعين بالدفاع المدني بتاريخ 15-1- 1422هـ؛ مما أتاح الفرصة لمشاركات أهلية بشكل موسع، فكانت مشاركة طلبة المعهد الفني للتدريب الصحي الأهلي مع قوات الدفاع المدني بالحج لثلاث سنوات على التوالي؛ حيث كانت مشاركتهم فعالة، خاصة حول جسر الجمرات وتقديم الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام عند حدوث حالات إغماء أو تدافع، وهم يشكرون على هذه البادرة الإنسانية.
والدفاع المدني حينما يتيح الفرصة لمشاركة القطاع الأهلي والمواطن في أعماله الإنسانية إنما يشكل قاعدة وطنية مدروسة ومؤهلة على أعمال الدفاع المدني تستطيع القيام بالدور الإسعافي الأوَّلي له ولغيره حتى وصول فرق الدفاع المدني. ولقد كان للمرأة دور بارز في التدريب على أعمال الدفاع المدني؛ حيث تم تشكيل فريق نسائي متطوع لتدريب النساء في الجمعيات الخيرية والجامعات والمعاهد والمدارس على كيفية مواجهة الحرائق وعمليات الإنقاذ والإخلاء، وقد كانت النتائج ملموسة ومشاهدة، خاصة في المدارس؛ حيث كان التعامل مع الحوادث التي تقع بها من قِبَل المعلمات والطالبات جيداً ويقضي على أكثر من 70% من حوادث الحريق قبل وصول فرق الدفاع المدني. وهذا يعتبر إنجازاً للدفاع المدني سوف يستمر في تنفيذه على مستوى المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات حتى يتم غرس هذا المفهوم الإنساني لدى كافة أفراد المجتمع، ويلمس الجميع عندئذ النتائج المرجوة بإذن الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved