Tuesday 24th August,200411653العددالثلاثاء 8 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
كلهم (مشايخ)
عبد الرحمن بن سعد السماري

كلنا في هذا الوطن.. يعرف معنى كلمة (شيخ).. وحجم منزلة ومكانة هذه الكلمة الكبيرة.
** كلمة لا يُستهان بها.. ومتى تقدّمت اسم شخص.. فمعنى ذلك.. أنه ذو مكانة عظيمة كبيرة.. جعلته يستحق هذا اللقب الكبير.. الذي يسبق اسمه.
** هذه الكلمة الكبيرة.. لا تطلق عادةً.. إلا على مَن يستحقها؛ ولذلك.. تجد قُرى بأكملها.. أو مدناً صغيرة ليس فيها مَن يُطلق عليه هذا اللقب.. إلا إذا كان هناك (قاضٍ) في البلد أو عالم مشهور.. أو مَن يستحقها عادةً.. وهناك أيضاً (راعي القريِّة.. يعرف أَخَيِّهْ).. وبعكس المدن الكبيرة (اللِّي كلٍّ صار فيها شيخ).
** هذا اللقب الكبير.. صار اليوم على كلّ لسان.. وابتذل وخرج عن معناه.. وصارت كلمة شيخ.. تُطلق على من (هبّ ودبّ).
** لقد سرت على الألسن.. وصار أكثر الأشخاص يُقال لهم: شيخ؛ فهذا شريطي عقار يقال له: شيخ.. وهذا دلاَّل يقال له: شيخ.. وهذا.. محرِّج.. وهذا هاوي ترزز يقال له: شيخ.. أو ربما سُمِّي (الشيخ) هكذا.
** المعروف.. أن اسم الشيخ.. لا يطلق.. إلا على العالِم المعروف.. أو مَن في حكمه.. من طلبة العلم المتمكنين.. وهكذا كلّ القضاة.
** ومثلهم.. رؤساء القبائل الكبار المشاهير (شيوخ القبائل).. وليس شيوخ (صنادق) العقار.. وتطلق لغةً على الطاعن في السن؛ توقيراً وتقديراً له.
** أما أن نتوسَّع في استخدام هذه العبارة الكبيرة.. ونطلقها على كلّ من (هبّ ودبّ) فهذا مرفوض.
** لقد تمّ امتهان هذا اللقب الكبير.. وأسهمت الصحف في ابتذاله.. وبالذات.. الصفحات الرياضية.. والصفحات الاقتصادية (ولا تهون صفحات الشعر الشعبي)؛ فالتجار.. صاروا مشايخ.. وشعراء النبط.. صاروا مشايخ.. وأعضاء الأندية.. صاروا مشايخ.. وشريطية ودلالو السوق والحراج.. صاروا مشايخ.. والكلّ.. صار شيخاً.
** إن هناك نظاماً.. أو قل (عرفاً) يضبط هذا اللقب.. وعلى مَن يُطلق فقط.. ولكن.. هناك تجاوزات كبيرة في استعماله.
** بل إنك تجد شخصاً (شريطي.. أو تاجر.. أو انتهازي متسلق) يُسمى شيخاً.. وأبوه لا يطلق عليه هذا اللقب.. مع أنه لم يتفوق على أبيه في أيّ شيء.. بل هو دونه.. ولو أنه صار عالماً أو قاضياً أو فقيهاً.. لما استغربنا و(بلعناها).. ولكن.. أخذ لقب شيخ.. بالقوة (عنوة) و(جِيْزَهْ.. جيز غيره).
** ومثل هذا.. أن يكون هناك في الحي.. أو في المسجد.. أناس (طويلب) علم (يطقطق) في هذه الأمور، وهو لا يحمل مؤهلاً شرعياً.. وليس له نصيب من العلم الشرعي المعروف.. ومع ذلك.. يسمونه (شيخاً) أو الشيخ.. وهو مبسوط وسعيد بهذا اللقب.. بل يرفض أن يُطلق اسمه (حاف) هكذا.. بل.. لا يرد.. أو (يْتِصِيْقَهْ) - كما يقولون - إذا لم يقل له: الشيخ فلان.
** أخيراً.. (البطن مليان حكي).. ولكن.. ما كلّ ما يعلم يقال.. أو (منيب ملزوم).. و(صِبْ قْهَوَهْ).. و(عَطْ الشيخ؟!!).. والسلام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved