Saturday 28th August,200411657العددالسبت 12 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

المنشود المنشود
O.K
رقية الهويريني*

لم يحظ مقال - كتبته - بمثل ما حظي به مقال (سبب ونتيجة)!! من تأييد وتأكيد على ما ورد فيه، وكان موضوعه يدور حول أسباب المعاكسات، ونتائجها السلبية على الشباب والفتيات وعلى الأسرة والمجتمع بوجه عام.
وقد وردتني عدة رسائل بهذا الخصوص يتضح من خلالها أن الأمر تعدى كونه ظاهرة إلى مشكلة اجتماعية تحمل خللاً سلوكياً! وإحدى هذه الرسائل من قارئ كريم يعترف فيها بمغامراته ومعاكساته طيلة سبع سنوات. يقول: (لفت انتباهي مقالك (سبب ونتيجة) وإشارتك إلى بعض البنات ولباسهن غير المحتشم الداعي إلى الغزل والمفسدة! وقد صدقتِ فيما قلتِه! وسوف أعترف لكِ، وبكل صراحة، لا.. لأفضح نفسي وقد سترني الله - وله الحمد والمنَّة - بل أريد أن أؤيد كلامك وأؤكد على ما جاء فيه جملةً وتفصيلاً، حتى يكون عبرة وعظة للشباب والفتيات.. فأنا شاب من خارج الرياض، أقمت فيها 7 سنوات للدراسة, وكنت مثل أغلب الشباب الطائش غزلاً، وتسكعاً في الأسواق، وكنا - نحن الشباب - ندخل الأسواق لنشاهد الفتيات، وندور في تلك المجمَّعات وعلى وجوهنا ملامح الصياد الباحث عن طريدة، لنقابل بعضهن واللاتي خرجن من بيوتهن للاستعراض فحسب! دون حاجة للتسوُّق إن لم يكن هدفهن الصيد أيضاً، فهيئتهن تدل على ذلك، حيث اللثام يُظهر العينين المرسومتين بعناية، ويتعمَّدن إرخاءه بين آنٍ وآخر!! ليبين جزءاً واسعاً من الوجه، ويرتدين عباءة مزخرفة على الكتف تبدي المفاتن الجسدية ولا تسترها!! وتفوح منهن رائحة العطور المتداخلة!! ووالله إننا لنعرف العابثات من المحافظات من خلال اللبس والحشمة! فالمتبرجة والمتعطرة ذات العباءة المخصرة والمطرزة تجذبنا وتشجعنا على مطاردتها لأنها أعطتنا (O.K) أي سمحت لنا بالغزل بسبب تبرجها وهيئتها و.. عطرها!! أما المحتشمة فإنا نخافها ونحترمها (والله الذي لا إله إلا هو) أننا نُقدِّرها ونتحاشاها، بل حين نقابلها نخفض نظرنا إلى الأرض! فما أعز الدين وما أنصفه حين حذَّر المرأة من التبرج والسفور، ودعانا إلى غض البصر ليكون ذلك حِرزاً لنا من الوقوع في المعصية.. وأنا الآن متزوج ومدرس - ولله الحمد - وقد عصمني الله من هذه المفاسد، وأسأل الله العلي القدير أن يعصم الشباب، ويغفر لنا جميعاً خطايانا إنه تواب رحيم، وطالب في نهاية رسالته الكُتّاب في الصحف أن يكونوا عوناً للفتاة المسلمة المحتشمة، فلا يخفى علينا - جميعاً - الهجمة الشرسة على ديننا وشبابنا وفتياتنا) انتهى..
وتعليقاً على ما ورد في رسالة الأخ التائب من المعاكسات والذي ندعو له بالثبات، أقول: إن النار من مستصغر الشرر، والقضية ليست لهواً ولعباً، وإزجاءً لوقت الفراغ فحسب، بل إن لها تبعات كثيرة، حتماً، لدرجة أنه قد يُخيل لكلا الطرفين أنه يعيش ما يُسمى بالحب... وأوهامه! وقد تنجرف الفتاة في المستنقع لسهولة استمالة عاطفتها، وابتزاز مشاعرها، بل قد يعيش الشاب أزمة عاطفية بسبب الإعجاب بالشكل ، فالنظر رسول العشق، وهو سهم من الشيطان، فيصبح الشاب بعدها في حيرة وورطة، فهو لا يستطيع الزواج من فتاة سهلة المنال، لأن ذلك لا يتوافق مع دينه الذي يُحرِّم العلاقات الخاطئة، غير الشرعية, ولا يتلاءم مع مبادئه وأخلاقه التي تمقت السفور وعدم الحياء، ولا ينسجم مع عاداته وتقاليده التي ألفها منذ الصغر، وهي الستر والاحتشام الذي يُميِّز فتاة بلده عن غيرها! وفي الوقت ذاته لا يقاوم العاطفة التي تؤجج مشاعره!! فما العمل إزاء ما يمر به شبابنا من آلام ونحن عنهم لاهون، وعن همومهم غافلون؟! وعن احتياجاتهم مشغولون، وبإشباع عواطفهم مقصرون؟!
إن إهمال التربية الصحيحة للأبناء وإغفال احتياجاتهم المتمثِّلة في الحب والاحتواء والخوف، وإهمال ترسيخ المفاهيم الأخلاقية وخصوصاً الفضيلة والعِفة والحياء، من شأنه أن يجعل شبابنا يعيشون حياة قاسية من القلق، ورياحاً عاتية من الحيرة تكاد تعصف بهم وتحيلهم إلى ركام، فما أشقاهم وما أتعسنا، حين لا تتعدى هموم أبنائنا إلا الزينة والتسكع في الأسواق والمنتزهات!! وغيرهم يسابق الزمن بالاختراعات والمنجزات، وعندما يستيقظون ليعدّوا مكاسبهم لا يجدون إلا السراب والأوهام وحفظ أبيات العشق والغرام!
ألا تشاركونني الرأي أننا بحاجة إلى إعادة النظر في تربية (الفتى والفتاة) على الفضيلة والعِفة والحياء، فليست الفضيلة حِكراً على المرأة، ولم تكن العِفة - قط - خاصة بالفتاة، وليس الحياء مقتصراً على البنات، وإن كان إزار العِفة للمرأة أتم وأكمل, ورداء الفضيلة أسمى وأجمل، ووشاح الحياء للفتاة أبدع و... أروع!!

*ص.ب 260564 - الرياض 11342


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved