Saturday 28th August,200411657العددالسبت 12 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
النجف البداية والقادم أصعب
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بين مبادرة الشيخ علي السيستاني لإحلال السلام في النجف وبين تحقيق أهدافها مسافات كبيرة من الآمال والجهود والتفاوض.. بل وحتى التحارب إلى حد القتل الاستقصائي.
الشيخ السيستاني قد ينجح في وقف القتال في المدينة القديمة في النجف.. وقد تنجح مبادرته في إنهاء القتال حول الصحن الحيدري، وإخراج مقاتلي مقتدى الصدر من الصحن، والأماكن المحيطة حول مرقد الإمام علي بن أبي طالب، إلا أن المسألة والقضية لن تنتهيا بوقف (مؤقت) لحرب النفوذ بين القيادة الشيعية على الزعامة أولاً، والسيطرة على الصحن الحيدري بما يُمثِّله من قيادة معنوية للزعيم والذي يسيطر عليه أتباعه، وبما يدره من أموال يدفعها الزوار الشيعة من نذور وخمس وغيرها من هدايا تُقدَّر بالملايين.
الحكومة العراقية التي استنجدت بالقوات الأمريكية التي دفعت بعناصر المارينز ولواء الفرسان، وهم أشد المقاتلين الأمريكيين ضراوة، وعززت قوتهم بالطائرات المقاتلة والمروحية التي لم تتوان في إرسال قذائفها إلى المناطق المحاذية للصحن الحيدري، بل إن القذائف نالت وطالت المرقد نفسه.
وهذه القوات الأمريكية وصلت إلى أقرب نقطة من ضريح الإمام علي بن أبي طالب حيث كانت متواجدة قبل عودة الشيخ السيستاني على بعد 200 متر فقط، وخلفهم قوات الحرس الوطني، والشرطة العراقية التي ستتكلَّف بدخول الصحن الحيدري لإخراج العناصر المؤيدة لمقتدى الصدر.. أو لجمع جثثهم..!!
حتى تتبيَّن فرص نجاح مبادرة الشيخ السيستاني فإن القيادات الشيعية تأمل أن ينجح الشيخ السيستاني في إخراج مقتدى الصدر من الصحن الحيدري وعودة المرقد وأمواله إلى الحوزة النجفية أي المرجعية العليا، حيث يتم تقسيم هذه الأموال على المراجع كافة، ولا يستأثر بها أحد كما كان يفعل مقتدى الصدر.. كما أن القيادات الشيعية وخصوصاً السياسية منها، وهي على سبيل الذكر لا الحصر.. المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة عبد العزيز الحكيم، وحزب الدعوة بقيادة إبراهيم الجعفري، ومؤيدو المدرسي وغيرهم أن يؤدي إخراج المسلمين المؤيدين لمقتدى الصدر من النجف والكوفة إلى تحجيم الثقل السياسي للصدر ليعطيهم الفرصة لاسترجاع نفوذهم السياسي والديني.
ولعل هذه الرغبات هي التي جعلت الحكومة العراقية قوية في مواجهة مقتدى الصدر وأنصاره، حيث أتاحت لها رغبة القيادات الشيعية في تحجيم، أو لنقل وضع مقتدى الصدر في حجمه الحقيقي، أن تصر على تنفيذ مخططها في نزع سلاح جميع الميليشيات الخارجة على الحكومة.
وهكذا فإن معركة النجف إذا ما أفلح السيستاني في إنهائها وإخراج الصدر من الصحن الحيدري، والمسلحين من النجف والكوفة، فإن مسيرة نزع أسلحة الميليشيات ستتواصل سواء في مدن الجنوب بدءاً بالبصرة، والناصرية، والكوت، والعمارة, وتتوجه غرباً للسيطرة على الرمادي والفلوجة.. وكل هذا يجب أن يتم قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية حسب الخطط الأمريكية الموضوعة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved