Saturday 28th August,200411657العددالسبت 12 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
جيل المستقبل!
عبدالفتاح أبومدين

كتب الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان، مقالتين بعنوان: كيف تساهم الأسرة في صناعة جيل المستقبل، بتاريخ 14، 21-6-1425هـ تحدث فيهما عن دور الأسرة في بناء جيل الغد، ولا أقول إن ما ألقى به الأخ الكاتب شيء خيالي، لكنه في مجتمعنا الحالي نادر جداً تطبيقه والقيام به، فنحن بين أب مشغول وأم لاهية، هذا في مستوى ما يمكن أن أسميه بالقادرين، أما الكثرة العارمة فلا شأن لها بهذه المسؤوليات!
- صحيح ان عندنا شرائح يسيرة ذات اهتمامات بأبنائها في دراساتهم.. وقد رأيت في الملحقات بخاصة، بعيداً عن صخب المدن الكبرى العاجة بسكانها وباللهو وسط مساحات عريضة وتنقل كبير، رأيت أقلية تعنى فيها الأسرة بأبنائها بدراساتهم ومذاكرة الدروس، وهذا لا يقاس عليه.. وفي الشهور التي يقرب فيها مواعيد الامتحانات يسعون إلى الدروس الخصوصية، أما بقية شهور السنة الدراسية فعليها السلام!
- حقاً إن الأبناء من الجنسين الذين آباؤهم وأمهاتهم في سلك التعليم يجدون اهتماما وعناية من المتابعة لهم في استذكار دروسهم وعونهم من قبل الآباء والأمهات، فنجدهم متفوقين في المدن الكبرى وفي الملحقات، أما البقية وهي كثر فحالهم شيء لا يذكر في المذاكرة والاهتمام!
- إن ما تحدث عنه الكاتب الكريم خلال حلقتين شيء مثالي، غير أنه يحتاج إلى أمة مثالية سلاحها الوعي وإدراك أمانتها ومسؤوليتها لتؤدي ما عليها.. ولا أبالغ ان قلت ان ما ألقى به الكاتب أشبه بحلم، وأؤكد أنني لست متشائماً، ولكني فرد يعيش ويرى الواقع، رؤية عشتها وأعيشها مجدداً، وكان الماضي أفضل من الحاضر في الشأن التعليمي.. ولعل المهم في حياتنا كلها كأمة مسلمة تعي ما تقول وتبرم، أن تفعل ما تقول، أما أن تقول ولا تفعل فلا قيمة لأقوالها وان طال الزمان، فلن تحقق شيئا!
- إذاً فإن ما قاله الكاتب والاستشهادات التي ساقها بعيدة عن واقعنا، وهو رجل يُعنى بعلم الاجتماع، أكبر الظن أنه ينبغي أن يخاطب الناس على قدر ما يقولون ويفعلون، وعلى قدر أفهامهم، لكن الدكتور الفوزان بخطابه الذي قرأت، ربما عنى نمطاً عالي الوعي والإدراك والالتزام بمسؤوليته، وإن ذلك لقليل جداً.. ولعل كاتبنا يغير نمط خطابه ليعيه عدد أكبر وأكثر إذا قدر أن يُقرأ ويقدر!
- نحن بعيد جداً يا دكتور عن هذه الممارسات القيمية التي سقتها في حديثك عن أمة تدرك وتقدر مسؤوليتها كلها، ومنها ما يختص بأبنائها وتعليمهم.. نحن ليس لدينا برنامج حياة يذكر، رغم أننا نتكلم كثيراً، لكن ينقصنا الكثير من الوعي والتنفيذ والالتزام.. ولعل كلام الكاتب لم تعه الكثرة، وربما في تقديرهم أنه لايهمهم، ويحتاج هذا الكلام إلى أن يترجم ان صح هذا التعبير، وأن يجد آذاناً صاغية، عل شيئا منه يصل إلى عقولهم فيتأثروا به ويؤثر فيهم، ثم ينفذوا شيئا منه، إن قدر لهم ذلك ووجدوا في نفوسهم استعداداً لإدراك مسؤولياتهم ووعوا ما قيل!
- ولا يخفى على كاتبنا وهو منا وفينا، أن الذين يكسرون إشارات المرور ليموتوا ويميتوا، والذين لا يبالون برمي القمامة في الأرض والبرميل المخصص لذلك أمامهم، والذين يرمون من شباك السيارة وهي تسير العلب الفارغة وأوراق الكلينكس وبقايا السجائر ويلوثون الشواطئ الخ، ليس من السهل ان يلتزموا وينضبطوا، لأنهم لايغارون على وطنهم، وقس على ذلك سلوك الشباب في شارعنا وحتى الأطفال شيء مزر، لأنهم فقدوا أيسر سبل التربية، لأن آباءهم وأمهاتهم غائبون، وحتى ان حضروا ورأوا ما يرتكبه أبناؤهم من أخطاء لا حدود لها، فإنهم لايكترثون فكيف نرجو منهم ماهو أهم من ذلك، ربما قلت حلماً؟ والله المستعان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved