Saturday 28th August,200411657العددالسبت 12 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

العدد (385) 20 -2 -1392هـ الموافق 4 -4 -1972م العدد (385) 20 -2 -1392هـ الموافق 4 -4 -1972م
نص كلمة معالي وزير المواصلات في حفل افتتاح الطريق

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} (1-2) سورة الفرقان.. اللهم صل وسلم وبارك على نبي الهدى والغفران من أرسله الله رضى للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
أصحاب السمو: أيها السادة..
أرحب بكم وأشكركم باسم حكومة المملكة العربية السعودية على مشاركتنا في هذا الاحتفال بمناسبة افتتاح طريق بنيناه هنا على مشارف الخليج العربي حيث يتدفق الأمل في مستقبل سعيد ملؤه الوعي وكيان قوي يحفظ التراث، ويشد الإرادة إلى الأمام وبخطى الحكمة والرشاد.
وبين أيديكم الآن كتيب صغير أعدته وزارة المواصلات عن مشروع هذا الطريق الذي يربط أجزاء المنطقة ويشدها إلى بعضها.. بمنشآت قوية لتصريف مياه الأمطار وبتوصيلات وتوسعات وتحسينات إضافية في مداخل الأطوال المنفذة (130) كيلومترا وبعرض تسعة أمتار مع الأكتاف وبلغت تكلفته 50.670.537 ريالا سعوديا واستغرقت دراساته ومواصفاته وتنفيذه نحو ست سنوات إلى آخر التفاصيل الموضحة في الكتيب الصغير عن هذا المشروع الذي قدمته حكومة المملكة العربية السعودية هدية متواضعة إلى شقيقات لها في الدين، والدم واللغة.. وحق الجوار.
بكل هذا، وبحق الإيمان الذي لا يكمل إلا بأن يحب المؤمن لأخيه المؤمن ما يحبه لنفسه كانت استجابة حكومتنا لإنشاء هذا الطريق.. كاستجابتها لإنشاء أي طريق حيوي في المملكة.. وكانت توجيهات رائد النهضة المتوثبة فيصلنا المفدى هي الدفع الأول إلى هذه الاستجابة لتحقيق مطلب مهم يأتي في مقدمة مطالب التنمية والتطوير، وهو بناء الطريق والمواصلات.. وأشهد ان الفيصل لم يدفعنا فحسب إلى إنشاء هذا الطريق وإلى تحقيق كل مطلب مفيد لأهل المنطقة أثناء تنفيذه بل ظل يتابعنا دائما لإنجازه حتى انتهى كما ترونه وقام بمهمته في تيسير حركة المرور والاتصالات والحمد لله على ما وفق ويوفق إليه في مجال التنمية، وفي مجال المساهمات الخيرة التي اخذ على عاتقه عاهلنا الفيصل بن عبدالعزيز أن يؤدي بها ما يراه حقا علينا.. وفي حدود استطاعتنا لكل من يترتب لهم الحق باسم الإخاء وتحت راية التضامن الإسلامي الذي ينادي به الفيصل كحق على كل مسلم في هذا العصر وقد تداعت على المسلمين فيه دواعي الكفر والتحلل والاستعمار، والحمد لله على ما وفق إليه من إنجاز هذا الطريق وافتتاحه وتسليمه والمنطقة طاهرة من تلك الدواعي إن شاء الله، وقد طهرها من نفوذ الأجنبي المستعمر الذي أساء ولم يحسن.. وفرق ولم يجمع الشمل.
وها هي الآن تجمع الكلمة وتوحد الصف والهدف بين شقيقاتها مرفوعة الرأس متطلعة إلى النصر وإلى إعلاء كلمة الحق.. ولن يصلح حال أمة متفرقة.. والإسلام الذي هو محجتنا يأبى التفرقة.. ويدعو إلى الاجتماع وتوحيد الكلمة والكيان على أفضل أسس ومبادئ يصلح بها حال الناس في كل زمان ومكان.. ولا أحتاج أن أقول إن المواصلات الحقيقية هي التي تبني تلك الأسس والمبادئ كما تبني الطرق وتنمي سبل الاتصال بين الناس، فأرجو أن تكون من أهلها جميعا، وان يأخذ الله بيدنا في هذا الطريق إلى حيث نستدرك ما فات، ونستعيد حقنا في أطيب حياة.
أصحاب السمو: أيها السادة..
إننا سعداء بهذا اللقاء الأخوي في هذه المناسبة بين إخوان لنا من هناك وهنا تفضلوا فلبوا الدعوة وشاركوا في الاحتفال بجهد بذلته وزارة المواصلات.. وعلى اختلاف مستويات العاملين فيها لا شكر على واجب كما يقال، وأرجو أن تكون قد أدت الواجب فأحسنت الصنع والتقت الطريق بالتعاون مع المؤسسة التي أشادته (مؤسسة بن لادن) واسمحوا لي بذكره في هذه المناسبة فقد كان حماسه قوياً للتنفيذ منذ أن كلف به كعادته تجاه ما كان يكلف به من مشاريع في المملكة أو خارجها.. ثم تولته مؤسسته، ومضت بقبس من حماسه وقوته في هذا السبيل.. يرحمه الله.. ويأخذ بيد المؤسسة.
والآن لقد أصبح الطريق ماثلاً للمرور، وافتتحه من قبل باسم الله ابن المنطقة.. ولمن شاء أن يعبره من الأخوان ليتعرفوا إليه والى إخوان لهم في هذه المنطقة المتفتحة على مشرق الجزيرة.. وعسى أن يتحقق بهذا التعارف كل خير ان شاء الله.
وعلى أننا قد فرغنا من الطريق واستلمناه وسلمناه.. لا نتجمل ولا نشكر إذا أبدينا الاستعداد لمواجهة أية مشكلة مع المسؤولين هنا موضوعها الطريق أو صيانته بالرأي والمناقشة وتقرير الحل.. وبالتعاون الدائم المستمر على كل ما يخدم المصلحة ويحقق الخير للناس.
أيها السادة..
مرة أخرى، ونيابة عن وزارة المواصلات وباسم حكومة المملكة العربية السعودية اكرر الشكر والامتنان لاستجابتكم الكريمة إلى المشاركة في هذه المناسبة الطيبة ونرجو أن تتكرر المناسبات الطيبة وان نحتفل بها في كل حين - لنحمد الله على ما أولانا من الفضل والخير ولنستزيد من أواصر الإخاء والود والتلاقي الدائم على كل خير في ظل كل حكم سعيد ينعم به الوطن وأهل الوطن.. والسلام عليكم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved