Monday 30th August,200411659العددالأثنين 14 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

لما هو آت لما هو آت
من: عثرات وعثاء الضَّجة!! (2)
خيرية إبراهيم السَّقاف

كل الذي تشنَّفت له أذناي وآذان المئات، وثمَّة احتفائية تبارك خطوات اليافعة كي تدلي عن الوطن،... ما الذي ستقوله هذه التي أكدت معالي الوزيرة رئيسة الجلسة بأنَّه (الكثير الكثير عن الوطن)... راودني سؤال بحجم (هذا الكثير) الجزء الأول منه: (ترى هل ستمنح هذه الرئيسة المتحدثة بهذا الكثير عن الوطن الوقت الكافي كي تعبر في شوارع المدن، وداخل تفاصيل البيوت، وفي أدغال مكاتب الصحف - الإذاعة - التلفاز - مؤسسات المجتمع المختلفة - صدور ذوات التجارب - دفاتر سيرهن - خربشات البدايات - تطلعات تحولت إلى واقع - واقع يستشرف مستقبلاً)؟! والجزء الثاني منه: (متى - كيف - ممَّن استقت هذه اليافعة وجمعت وأحصت فأوعت خطوات التجربة - زمنيا - كيفياً - موقعياً - نوعية - شخوصاً بعينها، رموزاً بأسمائها، ثمَّ امرأة تمتدُّ بحجم الوطن وتمثلِّ جميع نساء الوطن، حين يُقال (المرأة في هذا الوطن فتكون هي - هنَّ؟)،...
غامرني تفاؤل كبير بحجم جزأيْ هذا السؤال الكبير العميق بحجم أمانة الوطن، وراودتني نهرة صغيرة أحجِِّم بها حذراً ما، كان يتصارع في داخلي... (كيف إن لم تفِ هذه اليافعة بأمانة الوطن؟... فنهرتُ حذري...
الآذان كانت يقظة، والتَّوجُّس في داخلي يحتدم... و... جاء صوتها يتلعثم، صوتٌ لم تنضجه التجربة بعد، لم يُلِم بكلِّ تفاصيل الإجابة عن السؤال الكبير على الرغم من أنَّ معالي الوزيرة النَّهمة للحفاظ على الوقت كانت تربَّت على رعشات هذا الصوت... اليافعة جاءت على نقطة هامشية يمكن أن تناقَش فوق طاولة الغداء في البيت الداخلي!، أسقطتْ تجربة (الاعلام) في تجربة (المرأة) صحافة - إذاعة - تلفازا، أغفلتْ تجربة طويلة حفرت مسارها في أيام بحجم وجود هذه اليافعة في مكان كهذا !، وليالٍ بطول قامة اسم الوطن الذي أكدت معالي الوزيرة بأنَّها ستقول عنه (الشيء الكثير)!!
تحولت هذه التجربة إلى معلومة مكرَّرة ألقتها اليافعة في حقائب ذواكر مئات المحتشدات تقول: (إنَّنا في الوطن نتوكأ على عصا الرجل، وعصا المرأة مثلومة، ولذا فقد ركزت على أنَّ (الصحفية) في الوطن تحتاج إلى (تدريب) لا يمكِّنها منه (الرجل)، ولذا فهي لا تحصل على حقوق زميلها الرجل، وعللَّ هذا الصوت اليافع طلب (التدريب للصحافيات) بأنَّه السبيل الذي سيمكِّنها من قدرة (النقل)للصورة الصحيحة عن امرأة الوطن لكلِّ هؤلاء المحتشدات في أوطانهن!
فيما تجلس من بنات الوطن من يطول باع تجربتها عشرات ممَّن احتشدن يبحثن في قضايا أكثر عمقاً وأوسع أفقاً .
معالي الوزيرة الرئيسة كانت أكثر لباقة واحتواءً وتربيتاً وهي تُلَمْلِم جرحاً تعثَّرت به الحقيقة بقولها: (يمكننا أن نوصي في هذا اللقاء بأن تتبنَّى الاعلاميات العربيات من هذا المنبر وفي هذا اللقاء الاعلامية السعودية وقضايا المرأة هناك كي تصل الصورة الصحيحة عنها)!!
حسرة كبيرة تعتري الحقيقة - التجربة - الإعلام بقنواته العديدة
وظلَّ صوت المرأة العربية يتداخل بعضه - بعضه الأخر
غوغاء لم تقف عند وعثاء امرأة الوطن - بل الحشد برمَّته... أدركتُ أنَّ الكبار والصغار في كلِّ بقعة من هذا العالم البشري لايزالون يمارسون الصَّخب الصوتي؛ لذلك حمدت الله كثيراً أن ساعدني على الصمت
ومددتُ يديَّ لأذنيَّ أعتذر منهما عن أن أقحمتهما في ضجيج كهذا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved