Monday 30th August,200411659العددالأثنين 14 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
حول رجال الأمن..
عبد الرحمن بن سعد السماري

** لا يمكن لأيِّ صادق منصف متابع للأوضاع الأمنيّة.. إلاّ أن يشيد بشيئين اثنين:
** الأول: التقدم الأمني والتطوُّر الكبير.. الذي شهدته القطاعات الأمنيّة.. نوعاً وكمّاً.. وحضوراً ونجاحاً وتميزاً.. وهذه النقلة.. يشهدها ويلمسها الجميع.. فيما يدرك الجميع.. أنها لم تأتِ هكذا صدفة.. بل وراءها خطط وعقول ودراسات وأشياء كثيرة.
** الثاني: التقدم النوعي والتميُّز والتفوُّق.. الذي سجّله رجال الأمن على كافة المستويات.. مما يعكس حجم إعداد وتأهيل رجل الأمن.. وحجم الجهود التي بُذلت لصياغة رجل أمن متميز يناسب المرحلة.. ويناسب العصر.
** دعوني.. أترك النقطة الأولى.. وهي الحديث عن المستوى الأمني المشرف..الذي تشهده بلادنا.. وحجم ما نتمتع به من أمن فريد ومتميز.. لأنه ليس مجالي هنا فقط.
** أمّا.. ما أعنيه هنا.. فهو مستوى رجل الأمن عموماً.. سواء كان رجل شرطة أو مرور أو مباحث أو جوازات.. أو غيرها من القطاعات الأمنية المتعددة..
** رجل الشرطة.. أو رجل الأمن.. كان إلى وقت ليس بعيداً.. متجهم الوجه.. غليظ الطِّباع.. يخاطبك بوجه مكفهر..
** إذا جمعتك الظروف به في أيِّ مشكلة.. سواء كنت طرفاً فيها أو غير طرف.. فإنك إزاء شخص سيعنِّفك ويقسُو عليك.. وما عليك إلا الصبر.. فهو رجل شرطة.. وأيّ كلمة منك ستجعله يقتادك إلى التوقيف و(أُصْ.. ولا كلمة) هذا قبل سنين..
** اليوم.. الأمر اختلف تماماً.. فلا رجل الأمن بوسعه استيقافك أو حجزك.. إلاّ وفق لوائح ونظم محدَّدة.. وجرائم بيَّنها النظام.. نظام.. الإجراءات الجزائية.. بكلِّ دقّة.. ولم تعد المسألة متروكة لاجتهادات رجال الأمن كما كان في السابق.. ولا شك أنّ صدور هذا النظام كان نقلة كبرى.. وليست هيِّنة..
** النقطة الثانية.. هي أنّ رجل الأمن اليوم.. لم يعد ذلك الشخص المتجهم المقطب الحاجبين.. بل هو إنسان يدرك أنه موجود لخدمتك ومساعدتك وخدمة المجتمع كله..
** يبدو لي.. أنّ رجل الأمن بالأمس.. كان يتوقع أنّ دوره.. هو ممارسة التسلُّط والفوقيّة والشعور بنوع من السلطة على الناس..
** واليوم.. أدرك رجل الأمن.. بحسِّه وتأهيله.. أنّه موجود لخدمة الإنسان.. وخدمة المجتمع..
** اليوم.. يستوقفك رجل الأمن.. أو رجل المرور وأنت مخطئ أو متلبِّس بخطأ أو مخالفة.. ويبتسم في وجهك ويخاطبك ببشاشة.. ويحاورك ويسألك بهدوء.. وكيف وقعت في هذا الخطأ.. أو يشعرك.. أنك مخطئ ويطبِّق عليك اللوائح والنُّظم بكل هدوء ومسئولية.. ودون أن يتجاوز مسئولياته..
** اليوم.. رجال الشرطة ورجال المرور ورجال الأمن عموماً.. على درجة عالية جداً من التأهيل والتدريب والإعداد الكبير..
** الكل.. يعي مسئوليته.. ويدرك واجباته.. ولم يعد هناك مجالات للاجتهادات والنزوات الشخصية.
** لقد قلَّت أو انعدمت الشكوى من رجال الأمن.. والمرور والدوريات الأمنية.
** في السنوات الماضية.. كنا نتلقّى اتصالات ورسائل من مواطنين يشتكون من قسوة وتعامل بعض رجال الشرطة أو المرور.. وغلظة بعضهم.. أو تجهُّمهم على الأقل... أو سخريتهم من الشخص..
** واليوم.. لم نعد نسمع.. أو نتلقّى شيئاً من ذلك.. إلاّ ما ندر.
** ودعونا نتوقف عند كلمة (ما ندر) ومعنى هذا.. أنّ هناك فئة موجودة.. ولكنها (نادرة) من بقايا الأمس.. ما زالت تشعر أنّ مسئولية رجل الأمن أو رجل المرور (متى لبس البدلة) أو (علَّق الشريط)..أنه التسلُّط والإساءة للآخرين.. وممارسة الفوقيَّة والاستعلاء عليهم.
** بعضهم.. وهم (ندرة للغاية) يستخدم عبارات جارحة أو خشنة أو قاسية.. دون أن يتورع في إطلاقها.
** هؤلاء.. وهم ندرة.. وأكثرهم يعمل في القرى والهجر النائية.. يظهر لي.. أنّه لا فائدة من تعليمهم وتربيتهم وتطويعهم.. لأنّ الطَّبع يغلب على التطبُّع.. فمثل هذا الشخص.. تجده أقشر حتى في منزله وفي الحي وفي وسط عمله.. وفي كل علاقاته.. فهو لا يصلح في أيّ عمل ميداني له مسيس بالناس وبحياتهم اليومية.. وأحسن عمل له.. هو المستودع.. أو الملفات.. أو أحواش حجز السيارات.. ليُترك (يتهاوش) مع الملفات والسيارات المصدومة.. ويتناوبون على طريقة (استلامك 00يا عريف)..
** يظهر.. أنّ شخصاً واحداً من رجال الأمن يتصرف بشراسة وغلاظة و(نَفْخَةْ) يسيء للآلاف من زملائه المهذبين.. بل يسيء للمؤسسة الأمنية كلِّها.. ويعطي انطباعاً سيئاً عنها.. مع أنّها كلّها برجالها.. قمّة التهذيب والالتزام والمسئولية.
** وهكذا.. عندما تراجع في بعض الدوائر التابعة للأمن = شرطة.. مرور.. جوارات الخ = ويقابلك بعضهم بوجه متجهم.. ويخاطبك بغلظة وسخريّة.. أو يرد عليك.. أو يسمعك كلاماً.. لا يليق.. وهم أيضاً.. ندرة للغاية.
** إنّ المطلوب.. متابعة تلك النوعية (النادرة) وإبعادها عن أيّ عمل ميداني أو له مسيس بالناس.. حتى يدركوا ويدرك الآخرون أيضاً.. أنّ عملهم.. إنّما هو لخدمة الناس.. وليس لممارسة التسلُّط عليهم.
** أعود وأؤكد مرة أخرى.. بل مرات.. أنّ من أشرت إليهم.. ندرة.. لا يشكِّلون ولا واحداً في الألف.. بل أقلّ.. لكنهم مع الأسف.. موجودون.. وأتمنى.. لو تتم متابعتهم وتنسيقهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved