Wednesday 8th September,200411668العددالاربعاء 23 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

السياحة في الجوف على أعتاب نقلة اقتصادية نوعية السياحة في الجوف على أعتاب نقلة اقتصادية نوعية
حمد بن معاشي العطية/رجل أعمال سعودي

من المؤكد أن التنويع في مصادر الدخل الوطني يعكس رجاحة الرؤية المستقبلية التي تستشرف آفاق الاقتصاد السعودي، بكل أبعاده، وبمختلف روافده، ومن هنا.. كان صدور المرسوم الملكي رقم (9) بإنشاء الهيئة العليا للسياحة بتاريخ 12-1-1421هـ خطوة فاعلة في مسيرة العمل التنموي الذي تشهده المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين، وحكومته الرشيدة، فقد جاءت الهيئة لترفد خطط التنمية الاقتصادية بمحور على درجة عالية من الأهمية، وهو القطاع السياحي الذي يُعد أحد أهم الخيارات التنموية في المستقبل، وليؤكد أن كل مناطق المملكة فيها من المقومات السياحية ما يجعلها واحدة من أهم المزارات الجاذبة في الوطن العربي والعالم، وأن السياحة إليها لا تعتمد فقط على الجانب الديني في: مكة المكرمة، والمدينة المنورة وإنما.. هناك على كل مساحة جغرافية من مناطق المملكة عوامل جذب سياحي إذا تمَّ استثمارها على النحو الأمثل سنرى في المستقبل المنظور ثمارها الاقتصادية ذات أثر بالغ في منظومة الاقتصاد الوطني السعودي بشكل عام.
ولعله من المهم في هذا السياق أن أشير إلى أهمية الاستثمار السياحي والترفيهي في منطقة الجوف بوصفها البوابة الشمالية للمملكة، وواحدة من أكثر المناطق السعودية تجذراً في عمق التاريخ العربي، فالجوف التي تعاقبت على أرضها الحضارات يمتد وجود الإنسان فيها إلى ما قبل التاريخ وخير دليل على ذلك المكتشفات الأثرية والتاريخية، والشواهد والقلاع والحصون التي تؤكد أن أرض الجوف شهدت البدايات الأولى للحضارة الإنسانية في جزيرة العرب، ففي هذه المنطقة ظهرت مملكة (أدوماتو) في دومة الجندل، وذلك في القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت دائماً محط اهتمام العديد من الممالك القديمة التي تنبهت لأهمية موقعها الجغرافي، وخصوبة أراضيها، وعذوبة مياهها، وكثرة مراعيها، وجمال مناخها في كل الفصول، ومن تلك الممالك التي استشرفت أهمية منطقة الجوف في زمن مبكر من التاريخ الإنساني مملكة تدمر وآشور، وغير ذلك من الحضارات التي مرَّت على الجزيرة العربية، وهذا كله يعني أن الجوف كجزء من خريطة المملكة تشتمل على كل عوامل الجذب التي تجعل منها منطقة سياحية من الدرجة الأولى، فهي من خلال روعة مناخها يمكن أن تكون مصيفاً له خصوصية فريدة في فصل الصيف، وهي من خلال خضرتها الدائمة ومصادر الماء العذب فيها يمكن أن تكون منطقة استجمام هائلة في فصل الربيع، وهي أيضاً من خلال الآثار الحضارية والتاريخية الموجودة فيها يمكن أن تكون مزاراً دائما للسياحة الثقافية على مدار العام، لذلك فإن عملية الاستثمار السياحي فيها تكتسب خاصية مميزة وناجحة سواء كان ذلك من قِبل الجهات الرسمية المعنية، أو من قِبل القطاع الخاص، وأصحاب رأسمال الطموح، ويمكن في هذا الصدد الاستشهاد بموسم صيف (الجوف حلوة) الذي انطلق بداية صيف عام 1424هـ وبداية صيف عام 1425هـ محلِّقاً بالجوف نحو تطلعات استثمارية كبيرة تضع المنطقة بأكملها على أعتاب نقلة نوعية تؤهلها لتكون في مصاف المدن السعودية الجاذبة للعمل السياحي والاقتصادي المشارك في التنمية الشاملة للمجتمع السعودي الطموح، وهنا... تجدر الاشارة الى ان هذه النقلة تحتاج الى جهود مكثفة من الهيئة العليا للسياحة، وتوجيهات مضاعفة من سمو أمينها العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي حقق للسياحة السعودية قفزة كبيرة في مساحة زمنية صغيرة هي أربع سنوات عمر الهيئة منذ إنشائها، وإلى جانب هذا الاهتمام الرسمي، فإن المهمة التي يمكن ان تصل بالأهداف الى غايتها تتمثَّل في جهود رجال القطاع الخاص من أبناء المنطقة بشكل خاص، وتتحوَّل الأحلام والطموحات الى حقائق على أرض الواقع، وتتقدم منطقة الجوف الى مدن الصف السياحي الأول في المملكة، وتصبح بالفعل جزءاً مؤثراً في منظومة الاقتصاد السعودي بشكل عام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved