Friday 17th September,200411677العددالجمعة 3 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

خريجو كليات المعلمين خريجو كليات المعلمين
صورة للتعبير المسؤول عن الرأي والشكوى
سهم الدعجاني

هرع عدد من أبنائنا خريجي كليات المعلمين من مختلف مناطق المملكة الى الصحف المحلية الأيام الماضية، ينقلون اليها (مصيبتهم) ويطلبون منها نقل معاناتهم، فقالوا بصوت مرتفع: أخذوا علينا تعهداً بعدم التدريس سوى في التعليم العام.. ونحن الآن بدون عمل، فقد قبلت وزارة التربية والتعليم (5200) خريج منهم، ونحو (3000) لم يتم استيعابهم، بعض هؤلاء ركبوا صهوة (الصحافة) ليصل صوتهم الى المسؤول فحصل ما حصل، فقد وجه وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد باستيعاب جميع خريجي كليات المعلمين لهذا العام في جميع مناطق المملكة خلال (10) أيام.
المسألة في نظري أعمق من موضع (الشكوى)، فهؤلاء الطلاب لم يستسلموا للأمر الواقع أولاً، بل (تجمعوا) أمام مكاتب المسؤولين في الوزارة، وحرصوا على مقابلة المسؤولين المعنيين بالأمر، ثم ذهبوا الى مكاتب الصحف المحلية في مدينة الرياض، ولكن بعيداً عن نقاش الجدل الأزلي بين (وزارة المالية) والوزارات المعنية بخصوص (الوظائف المعتمدة) وخروجاً من الصورة القاتمة التي رسمها بعض الخريجين (يعول أسرته والثاني ينتظر قرار التعيين لتحديد موعد زواجه والثالث يخشى الدين وعدم سداده في ظل هذه الظروف).
بعيداً عن هذا كله أقول: إن هذا الطقس الصحي الذي مارسه بعض هؤلاء الخريجين يعطي اشارة الى أن أبناءنا الطلاب (المعلمين القادمين) على درجة من (الوعي الحضاري) في علاج مشكلاتهم بعيداً عن (الصراخ) ورفع الصوت لمجرد رفع الصوت أو (الصمت) المميت القاتل للطموح مما ينبئ بأننا فعلاً في طريقنا الى حياة مدنية كريمة، يملك المواطن فيها حرية التعبير ويجد صدى لرأيه وشكواه وكم أعجبتني استجابة معالي وزير التربية والتعليم الذي وجه باستيعاب الجميع لتعويض النقص، فشكراً له باسم هؤلاء، جميعاً.
هذه مجرد نظرة فاحصة لما وراء السطور في هذه الحادثة التي أرجو ألا تكون (عابرة) أمام من يرصد حركة المجتمع وتطوره الايجابي إن وجد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved