Friday 17th September,200411677العددالجمعة 3 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

الصين والهند تحتاجان إلى تريليونات الدولارات لإقامة محطات كهربائية بديلة للنفط حتى عام 2030 الصين والهند تحتاجان إلى تريليونات الدولارات لإقامة محطات كهربائية بديلة للنفط حتى عام 2030

* سنغافورة -ديفيد فوجارتي - (رويترز):
مع ارتفاع أسعار النفط وتزايد معدلات التلوث يزيد اهتمام آسيا بالطاقة صديقة البيئة لكن الخبراء لا يرون آفاقاً لأن تبتعد المنطقة سريعا عن الاعتماد على النفط والغاز والفحم، والمشكلة هي التكلفة الكبيرة لمشروعات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية والوقود العضوي إضافة إلى عدم تقديم الحكومات حوافز تشجيعية ومخاوف البعض أن تكون الطاقة المتجددة غير قابلة للتطبيق أو أن تشكل تهديدا لمواردهم.
وقال صامويل توميوا خبير الطاقة المتجددة في البنك الآسيوي للتنمية (يجب أن نعمل جاهدين على اقناع الحكومات بأن هذا أمر يتعيَّن عليها التركيز عليه). وأضاف (هناك فصائل داخل الحكومات تريد الطاقة المتجددة وأخرى لا تريدها.. هناك العديد من المصالح سواء شركات الطاقة القديمة أو شركات نفط). والجماعات المدافعة عن البيئة مثل جرين بيس (السلام الاخضر) والمؤسسات الإقراضية مثل البنك الآسيوي للتنمية تقول إن الطاقة المتجددة مهمة لمستقبل آسيا الاقتصادي، ومن شأن الطاقة المتجددة أن تقلل الاعتماد على النفط وتحد من مخاطر تقلبات أسعاره وتخفض التلوث في منطقة يسكنها أكثر من نصف سكان العالم.. وبلغ متوسط أسعار الخام الأمريكي 38.67 دولاراً للبرميل حتى الآن هذا العام بارتفاع يزيد على عشرة دولارات عن متوسط أسعاره في الأعوام الخمسة الماضية.. وسجل الخام الأمريكي مستوى قياسيا بلغ 49.40 دولاراً للبرميل الشهر الماضي. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن آسيا وبخاصة الصين والهند بحاجة لاستثمار تريليونات الدولارات في مشروعات طاقة حتى عام 2030 وبخاصة لاقامة محطات كهرباء لربط المزيد من الناس بالشبكات الوطنية.. إلى جانب هذا يزدهر قطاع النقل والمواصلات.
ويقول المحللون إن الطاقة المتجددة يمكن أن تسهم في تلبية جزء من هذا الطلب الكبير على الطاقة لكن أغلب الحكومات تحتاج لتغيير أسلوب تفكيرها وتمرير قوانين تتيح الفرصة لإقامة مشروعات للطاقة المتجددة.. وهناك بالفعل دلائل على التغيير.. فلدى الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط بعد الولايات المتحدة خطط طموحة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة تشمل زيادة طاقة توليد الكهرباء من طاقة الرياح من 570 ميجاوات حاليا إلى 20 الف ميجاوات بحلول عام 2020 وإلى 50 ألف ميجاوات بحلول عام 2030، ويكفي واحد ميجاوات لامداد ألف منزل بالكهرباء.. والاتجاه لاستخدام المزيد من الوقود العضوي مثل غاز الميثان الذي ينبعث من المستنقعات والمناجم واستخدام القش ومخلفات قصب السكر والقمامة في تشغيل محطات الكهرباء قد يوفر على الصين في نهاية الأمر 28 مليون طن من الفحم سنوياً.
وفي اليابان أحد أكبر مستوردي النفط في العالم يبحث صنَّاع السيارات في مجال خلايا الوقود لتشغيل طرز جديدة باستخدام الهيدروجين رغم أن تكلفة ذلك ما زالت خارج متناول قائد السيارة العادي. وفي الشهر الماضي حثَّ رئيس وزراء الهند العلماء والمسؤولين على الإسراع بتنمية مصادر الطاقة المتجددة في ثالث أكبر دولة آسيوية مستهلكة للنفط. ومن المتوقع أن يؤدي الارتفاع القياسي في أسعار النفط في العقود الآجلة إلى زيادة تكلفة واردات الهند بنسبة 50 بالمئة إلى 27 مليار دولار في العام الذي ينتهي في مارس اذار عام 2005. ومن أجل خفض استهلاك النفط بدأت الهند في خلط البنزين مع الايثينول وبدأت تجارب على تشغيل السيارات بخليط من الديزل العضوي المستخرج من النباتات والديزل العادي.. وقدرت وزارة موارد الطاقة غير التقليدية في الهند أن البلاد يمكنها توليد 80 ألف ميجاوات من المصادر المتجددة لكنها لا تولد سوى خمسة آلاف ميجاوات نصفها من طاقة الرياح.وتتحول باكستان إلى طاقة الرياح وتتنافس عدة شركات أوروبية على إقامة مشروعات لاستغلال هذه الطاقة، وتدرس بنجلادش كذلك الاستعانة بطاقة الرياح وتأمل في تشجيع استخدام أكبر للخلايا الشمسية في القرى النائية. وستبدأ الفلبين في العمل على أول محطة كهرباء تدار بالسكر العام المقبل.. وفي يوليو تموز الماضي بدأت السيارات الحكومية في استخدام خليط من وقود الديزل يحتوي على واحد بالمئة من ميثيل الإستر المستخرج من جوز الهند. وتريد الفلبين وهي بالفعل ثاني أكبر منتج في العالم للطاقة الحرارية تعزيز استثماراتها بدرجة أكبر في هذا القطاع للمساعدة في سد النقص في الكهرباء. وتتحول اندونيسيا كذلك إلى الطاقة الحرارية لتلبية نمو في الطلب على الكهرباء بمعدل سنوي يبلغ عشرة بالمئة في حين تريد تايلاند استبدال البنزين بخليط يحوي عشرة بالمئة من الايثانول وتهدف إلى زيادة الاستهلاك اليومي من الايثانول 12 مرة بحلول عام 2006.
ورغم أن هذه الخطوات إيجابية يقول المحللون إن الطاقة المتجددة لن تمثل سوى نسبة ضئيلة من إجمالي الطاقة المستخدمة في آسيا في المستقبل المنظور.. وقال جيفري براون كبير الاقتصاديين في شركة فاكتس الاستشارية: (دائما ما يكثر الحديث عن الطاقة المتجددة والطاقة البديلة عندما ترتفع أسعار النفط)، وأضاف (لكن الواقع هو أن الطاقة المتجددة ستظل تمثل جزءا صغيرا من إجمالي الطاقة بشكل عام في العقود القليلة المقبلة..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved