Friday 17th September,200411677العددالجمعة 3 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شواطئ"

أنقذ حياة طفلة من الموت المحقق أنقذ حياة طفلة من الموت المحقق
شجاعة (الضمادي) ألقت القبض على السائق الأجنبي الهارب!

  رجل أمن.. يخاطر بحياته وحياة أبنائه وينقذ - بعد الله تعالى - طفلة تعلق قميصها بأسفل إحدى السيارات التي سحلتها لأكثر من 800 متر على الأسفلت.. إنها الطفلة انتصار الشمري التي عادت للحياة بعد أن انسلخ لحمها عن عظامها.. والقصة أغرب من الخيال، وربما الخيال يكون أغرب من القصة التي يرويها ل(شواطئ) بطلها الرقيب في مستوصف قوى الأمن في حائل ضماد جار الله الضمادي.
يقول الضمادي: خرجت كالعادة إلى مقر عملي (مستوصف قوى الأمن السعودي) وبرفقتي هذه المرة بعض أبنائي لعرضهم على الطبيب وبعد أن أنزلت إحدى رجليّ من السيارة فإذا بصوت ارتطام قوي في الشارع الذي خلفي فنظرت فلم أرَ شيئاً ولكن دقات قلبي أثبتت أن هناك شيئاً قد وقع فحدّقت النظر فإذا بشيء متعلق بأسفل إحدى السيارات من نوع (فان صغير الحجم) يقوده أحد السائقين الأجانب (ويسحله على الأسفلت) فتأكدت بسرعة أنه إنسان فانطلقت بسرعة جنونية خلف هذا السائق غير مبالٍ بأعداد السيارات التي أمامي (أستغيث مرة وأنادي له مرة أخرى مع أن يدي لم ترتفع عن (البوري) واليد الأخرى على الأنوار، ولكنه لم يستجب، وكلما رأت عيناي قطعة لحم يشتد بي الأمر، وعندها دخلت في مرحلة لم أستطع فيها التمييز بين الحياة والموت، ونسيت نفسي حتى أنني بعد التوقف وجدت أبنائي في حالة هستيرية يرثى لها فلما أيقنت أن الأمر طال مداه وتخطى الـ(800 متر) ولم يكن عنده النية في التوقف اضطررت إلى أن أدخل مرحلة الخطر وأقوم بمراوغته - حتى أن أحد الزملاء قال لي بعد مدة ظننت أنك في فيلم سينمائي - المهم أنني أوقفت سيارتي أمامه وهو على سرعته وأنا على سرعتي حتى توقفت، وعلى الفور ذهبت مسرعاً وسحبت الفتاة الصغيرة من تحت السيارة وأصدقك القول بأنني لم أسحب (فتاة) وإنما سحبت قطعاً (من العظام) مخلوطة بدماء غزيرة، وعلى الفور استنجدت بمن حولي فهبّ إليّ أحد الأشخاص وحملها إلى مستشفى الملك خالد، أما أنا فقد أخذت الصغار الذين في السيارة الثانية مع أبنائي وقمت (أتمشى بهم) حتى هدأ روعهم ثم سألتهم عن المنزل وأوصلتهم إليه. وبالمناسبة فإن الشخص الذي أوصل المصابة إلى المستشفى هو زميلكم المحرر في مكتب حائل عبد العزيز العيادة الذي عرفته فيما بعد - جزاه الله خيراً - وقد ظننت أنها لن تعيش، ولكن الله - سبحانه وتعالى - كتب لها عمراً جديداً رغم أنكم ترون العظام واضحة لا يكسوها لحم مطلقاً.
بعدها توجهنا إلى منزل الطفلة (انتصار) في حي الطريفي وقد وجدناها برفقة والدها صحن العمودي لدى باب المنزل وهي تمشي بخطوات ثقيلة جداً وملابسها تكسوها بعض نقاط الدم لكون الجروح لم تلتئم فرحب بنا وشكر الله تعالى ثم قدم شكره (للضمادي) على ما فعله حتى أنه قال إن (انتصار) ولدت من جديد، وبالتحديد بعد أن أخرجها أبو أحمد من أسفل السيارة. وأضاف: لا مفر من قضاء الله تعالى ولكن ما يحز في النفس أن هناك مَن لا يحمل رحمة، وإلا لماذا لم يقف (السائق) بعد أن اصطدم بابنتي؟ ولولا الله تعالى ثم (هذا النشمي) الضمادي وكذلك زميلكم عبد العزيز العيادة من مكتب الجريدة في حائل لكانت ابنتي توفيت بسبب مجهول أو على أقل تقدير ستقطع وتتمزق هنا وهناك دون أن يعلم بها أحد لكون السيارة قريبة من الأرض. وهذه رسالة أقدمها لكفلاء مثل هذا السائق الأجنبي بأن يعلموهم في وقت وقوع حادث (ما) أن يقدموا المساعدة للمصاب ولو بنقله للمستشفى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved