Tuesday 28th September,200411688العددالثلاثاء 14 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

لقاء الثلاثاء لقاء الثلاثاء
قمة التوتر حمراء
عبد الكريم الجاسر

يوما بعد آخر يؤكِّد الفريق الاتحادي أنه فريق خبير ومتمرس قادر على تجاوز كل الظروف نحو الفوز من مباراة إلى أخرى.
فالعميد قدَّم أمام الأهلي درساً في كيفية تحقيق الفوز بأقل مجهود ومن أقصر الطرق.. فاستغل ظروف اللقاء وتعامل مع المباراة كما يجب.. يدعمه في ذلك هذا الكم الهائل والمتنوِّع من اللاعبين والنجوم في جميع مراكز اللعب.. وهو ما يجعل الاتحاد يستمر المرشح الأقوى للهيمنة على البطولات السعودية لفترة طويلة.
لقاء العملاقين الاتحاد والأهلي لم يرتق كعادته إلى المستوى المطلوب.. فلقاءاتهما دائماً وأبداً ما تتأثر بالأجواء المصاحبة لها وبالتالي يغيب المستوى الفني.. وهي في مجملها لقاءات يغلب عليها التحفظ والأداء المتوتر وهو ما أكدته مباراة الفريقين الأخيرة.
فرغم ما يضمه الفريقان من نجوم قد يكونون الأفضل على مستوى الكرة السعودية، بل هم غالبية نجوم المنتخب السعودي إلا أن الأداء العام للفريقين ظل كما هي لقاءات الفريقين منذ سنوات طويلة.. وعادة في مثل هذه اللقاءات التنافسية يتفوق اللاعبون على أنفسهم ويقدِّمون أفضل ما لديهم مما يظهر معظم لقاءات التنافس التقليدي مليئة بالمتعة والإبداع والإثارة.. غير أن الفريقين للأسف لم يقدِّما ذلك رغم تسجيل ستة أهداف في المباراة.. لكن اللقاء في نظري كان متوسطاً وافتقد للإبداع والأداء الفني المطلوب.. وهذا لا يلغي المقدرة الاتحادية على الفوز والتعامل مع اللقاء كما يفعل الكبار.. في حين كان الأهلي كعادته مستسلماً وافتقد لاعبوه للروح العالية والرغبة في الفوز والإحساس بالتنافس وترجمة ذلك إلى عطاء وإخلاص وتضحية على أرض الميدان.. ولو حدث ذلك لشاهدنا مباراة كبيرة بالفعل في ظل هذا العدد الكبير من الأهداف الذي شهده اللقاء.
على أي حال أخفق المدرب الأهلاوي فلامير في تقديم فريق جيد وفشل في إجراء تبديلاته وساهم في تسجيل الهدف الاتحادي الثاني بإبقائه مدافعاً واحداً فقط في العمق بعد طرد العبدلي وتحول عبد ربه للظهير الأيمن مما سهَّل من مهمة الهجوم الاتحادي وخصوصاً المتخصص حمزة إدريس.. كما أن فلامير تخلَّى فجأة عن أسلوبه الذي لعب به أمام الهلال والقائم على التحفظ الدفاعي واللعب في ملعبه ومراقبة الخصم جيداً.. حيث فتح اللعب وتلقت شباكه أربعة أهداف ساهم فيها أيضاً أخطاء مدافعيه الأربعة.
وعلى الجانب الاتحادي لم يجد ايفتش صعوبة في اللعب بأي عدد من اللاعبين وتنفيذ طريقته المعتمدة على إغلاق المنطقة أولاً ثم الهجوم بعد ذلك ولذلك نجح وحقق الفوز الكبير دون عناء.
أخيراً نتمنى أن يتخلص لاعبو الفريقين من العصبية كما فعلوا في الشوط الثاني حين تفرغوا للأداء والأداء فقط.
ماذا يحتاج الهلال؟!
في ظرف أسبوعين تقريباً غيَّر المدرب البرازيلي أوسكار ملامح الفريق الهلالي وقدَّم شكلاً مختلفاً للهلال في نهائيات البطولة العربية في بيروت.. وقدَّم مباريات كبيرة أمام الزمالك والإسماعيلي المصريين وكان قريباً جداً من التأهل لولا أن خط الدفاع الأزرق وقائمة البطولة العربية خذلاه.. لكنه في النهاية قدَّم كرة ممتازة من حيث الأداء والسرعة وبناء الهجمات والوصول لمرمى الخصم والتسجيل وقدَّم هيكلاً صحيحاً للفريق فضلاً عن أنه شخَّص الواقع الفعلي للفريق وأسباب خسائره.. كل ذلك حدث في أقل من عشرين يوماً قضاها أوسكار مع الهلال الذي حضر إليه وهو يحتضر وفي أسوأ حالاته.
نعم، هكذا هو المدرب الجيد يستطيع أن يقدِّم عملاً يحكم من خلاله الآخرون على نوعية هذا العمل ويثقون به ويقيِّمونه.. فكما أن اللاعب الجيد لا تجد صعوبة في معرفته فإن المدرب الجيد كذلك.. أيضاً..
ولعل ما فعله أوسكار في نهاية أسوأ موسم مرَّ على الهلال في العشرين سنة الأخيرة كان كافياً لإعطائه الضوء الأخضر ليستمر في خطواته التصحيحية لتعديل أوضاع الفريق وإعادته نحو المنافسة.. حيث كان الأقدر ما لم يكن هناك مدرب كبير (بديل) بحجم يوردانيسكو أو برونو ميتسو ومن هم في حكمهما.. ولذلك فالوضع الهلالي الحالي والأداء الباهت وغياب العمل الفني تماماً الذي شاهدناه في المباريات الماضية يعكس حقيقة واحدة وهي أن الهلاليين فرَّطوا بالفعل في خطوة كانت ستختصر الكثير من الوقت والجهد بتعاقدهم مع أوسكار المتاح لهم وبين أيديهم.
فما يحدث في الفريق حالياً لا ينبئ بقدرته على العودة حتى وإن أحضر أفضل اللاعبين.. فالمدرب الجيد قادر بتكتيكه وطريقته على بناء فريق قوي على أسس فنية صحيحة لا تختلف باختلاف اللاعبين لكنها تزيد أو تنقص فقط حسب كفاءة اللاعبين الموجودين لديه.. والعمل الذي يقدَّم في الهلال حالياً ينبئ بكارثة حقيقية لأن العلة ليست مقتصرة فقط على اللاعبين ولكن الأهم وجود الرأي الفني الصحيح والخبير والقادر على قيادة هؤلاء اللاعبين ودعمهم وتقديم فريق يمكن أن يحمل كلمة واسم فريق.. غير أن ما أظهرته المباريات الماضية للهلال يكشف بجلاء لكل من يفهم كرة القدم أن أول خطوات الإصلاح يجب أن تبدأ من الجهاز الفني المتواضع الذي يقود الفريق دون منهجية أو طريقة أو هدف.. فالمسألة هي تجارب غير معتمدة على المقدرة الفنية والرأي الفني الصائب والصحيح وإنما في كل مباراة هناك مغامرة جديدة وتنتهي بالفشل.. وفي لقاء الأنصار كان هناك أخطاء أساسية في تشكيل الفريق ومهام أفراده ومراكزهم لتكون الخسارة التاريخية من الفريق الصاعد.. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فستستمر المغامرات حتى تصيب إحداها.
لمسات
* إذا أراد الهلاليون علاج فريقهم سريعاً فليحضروا أوسكار على أول طائرة قادمة!
* * *
* في قمة الاتحاد والأهلي كان أبو زندة نجم المباراة الأول وأنقذ بتألقه لجنة الحكام من أخطاء حكامها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved