Thursday 30th September,200411690العددالخميس 16 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

أبناء الوطن في كندا:الشعب الكندي طيب وراقٍ في تعامله معنا أبناء الوطن في كندا:الشعب الكندي طيب وراقٍ في تعامله معنا
محمد والعبدالعالي: أخْبَرْنا اليهودي أننا بلد متحضر وهذه قصتنا مع الذين وصفونا بالقتلة!

  * تورنتو - فهد الغريري:
تكاد تكون كندا إحدى أشهر الدول التي تنأى بنفسها عن الحروب والدخول في عداوات مع الشعوب الأخرى، وبدا ذلك واضحا منذ أن نالت استقلالها منفصلة عن حكم التاج البريطاني بمعاهدة سلمية لم ترق فيها قطرة دم واحدة، على النقيض مع جارتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى غرار مساحتها الجغرافية الشاسعة احتلت كندا مساحة كبيرة في أحلام الراغبين في حياة جديدة ووطن جديد من جميع القوميات في العالم مما جعل من تركيبتها السكانية خليطا عجيبا من مختلف الاعراق وأمدها بالكثير من الكفاءات في جميع المجالات العلمية الأمر الذي جعلها قبلة للكثير من طالبي العلم.
وبالإضافة الى ما تشهده كندا مؤخراً من توجه الكثير من الطلاب السعوديين إليها للدراسة في مختلف المجالات بدءا من تعلم اللغة الانجليزية وانتهاء بالعلوم المتخصصة كالطب والهندسة والعلوم الادارية وغيرها، فإنها أيضا أصبحت الوجهة المفضلة لهواة السياحة العلمية الذين يفضلون الاستفادة من اجازة الصيف في السياحة وتعلم اللغة جنبا الى جنب، وتزامن ذلك مع هجمة الاعلام الأمريكي المغرضة ضد السعوديين والمضايقات التي دفعت الكثير من الطلاب والسياح لتحويل وجتهم الى كندا التي شاء الله ان تكون الجارة التى ترى في نفسها ندا للولايات المتحدة الامريكية ونقيضا ومناهضا لسياستها في أغلب الأحوال.
ماذا يقول الطلاب والسياح السعوديون عن اقامتهم في كندا وعن تعامل الشعب الكندي معهم؟ وكيف يقارن الذين مروا بتجارب في دول غربية أخرى بين التعامل هنا وهناك؟ هذه الأسئلة كانت محور لقاء (الجزيرة) مع أبناء الوطن في كندا فإلى التفاصيل:
هذا الشيء يضايقني!
في البداية التقينا معاذ الحمادي الذي قال: صار لي خمسة شهور في دراسة اللغة وأنوي اكمال الدراسة الجامعية هنا، ولا يوجد أي مضايقات بحكم جنسيتي السعودية حتى انني أتعمد اعلان جنسيتي في أي مكان أتواجد فيه وأفخر بذلك، علما بأن هناك بعض الشباب يتحاشون ذلك خوفا من بعض ردود الافعال التي نسمع عنها ولم نرها خصوصا هنا في كندا.
وعن أكثر ما يضايقه يقول: أحس بالضيق أحيانا عندما نتطرق الى مناقشة الامور الدينية ونواجه بعض الانتقادات بخصوص بعض التفاصيل الدقيقة مثل الحجاب والزواج من أربع وغير ذلك مع اننا نحاول افهامهم ان هذه هي طبيعة ديننا وان ليس لهم الحق في انتقاد حضارة وثقافة مختلفة انطلاقا من مبدأ الحريات الدينية التي ينادون بها هم أنفسهم.
فيلم فهرنهايت يثير الكنديين
والتقينا عبدالرحمن المطوع الطالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قسم الحاسب الآلي ويقول: هذه ثاني سنة والوضع هنا أفضل في أمور كثيرة من بعض الدول الأخرى، فمن الناحية المادية مثلا سبق ان درست في بريطانيا والمعيشة هناك غالية جدا مقارنة بها هنا.
وعن فيلم فهرنهايت 11-9 الذي تزامن عرضه مع اقامته في كندا يقول: أثار الفيلم بعض النقاشات حول الأوضاع في الشرق الأوسط والسعودية خصوصا، علما بأن الكنديين من الاساس لا يكنون المودة للنظام الأمريكي وينتقدونه دائما وقد تناقشت مع بعض المدرسين والمدرسات بالاضافة الى أفراد العائلة التي أقيم لديها ووجدت لديهم انطباعاً جيداً تجاه المملكة بغض النظر عما ورد في الفيلم.
لا يعتبروننا مزعجين
ويقول أخوه سليمان المطوع الذي كان متواجداً معه: هذه أول مرة أسافر الى خارج المملكة، وعكس ما كنت أتوقع فقد وجدت هنا احساسا بالأمان وترحيبا من الكنديين الذين تعاملت معهم، حتى ان جارة للعائلة التي أسكن لديها جاءت لتلقي على التحية عندما علمت أني سعودي وأخبرتني بأنها تحب السعوديين نظراً لتجربتها في استضافة بعض الطلاب في بيتها وتقول ان السعوديين محترمون جدا وليسوا من مسببي المشاكل ولا تعتبرهم مصدر إزعاج أبدا.
هناك أفكار خاطئة
أما ناصر المطيري طالب طب الأسنان في جامعة الملك سعود والذي ينوي اكمال الماجستير في جامعة تورنتو فقال: أعجبتني كندا وخاصة تورنتو لأنها ملتقى لثقافات متعددة ومختلفة وبالتالي هناك اتفاق على الاحترام المتبادل بين الجميع.
أما بخصوص الكنديين فهم شعب طيب وراق في تعامله ولكن هذا لا يمنع ان الاعلام الأمريكي يؤثر على بعض الأفكار حيث اني سكنت مع ثلاث عائلات مختلفة ومن خلال نقاشي معهم اكتشفت ان لديهم اعتقاداً خاطئاً جدا حيث يعتقدون ان ما يعادل سبعين بالمئة من السعوديين يميلون الى أسامة بن لادن!كما انهم يناقشونني كثيرا في مسألة حقوق الانسان منطلقين من تطبيق حد القصاص على القاتل والسارق وغيرها وقد بينت لهم ان مثل هذه العقوبات انعكس اثرها في انخفاض معدلات الجريمة لدينا عكس ما هو موجود في الدول الغربية.
شعرت بالخوف !
أما العبدالعالي فيقول: أدرس في كلية العلوم الطبية وتحديدا في مجال التكنولوجيا الطبية الحيوية، كما أنوي دراسة الماجستير هنا بعد انهاء دراستي الجامعية. العائلة التي أسكن لديها تعاملهم جدّ رائع رغم ان لديهم بعض الافكار الخاطئة عن الدين الاسلامي واستطعت ولله الحمد أن أزيلها من أذهانهم، وخصوصا انه لأول مرة يستقبلون طلاباً في منزلهم حتى انهم لم يكونوا يعلمون أننا لا نتناول الخمر والخنزير وقد تجاوبوا معي حين أخبرتهم واحترموا رغبتي، ولكنه ايضا حصل لي موقف ضايقني بعض الشيء حيث كنا نمشي في أحد الشوارع ليلا أنا وبعض السعوديين وعند مرورنا ببعض الزنوج تلفظوا علينا بقولهم Killers أي قتلة فأسرعنا في المشي ولم نرد عليهم وحمدنا الله انهم اكتفوا بالتلفظ فقط حتى لا تحدث مشكلة قد يكون لها اثر سلبي على صورة السعوديين.
المضايقة من اليهود فقط
والتقينا محمد طراح طالب المرحلة الثانوية الذي قال: آتى الى كندا فترة الصيف من كل عام خلال الثلاث سنوات الماضية كما اني أنوي اكمال دراستي الجامعية هنا فقد أعجبني تعامل الشعب الكندي وطيبتهم وخصوصا اني ذهبت الى أغلب دول أوروبا وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية ولم أجد من هم في مثل طيبتهم حيث لم أواجه هنا أي مضايقات، الموقف الوحيد الذي ضايقني هو حوار دار بيني وبين يهودي كندي حيث انه حين علم اني سعودي سألني كيف لي أن أعرف اللغة الانجليزية فأجبته قائلا: لك أن تعلم أن السعودية بلد متحضر وذهبت وتركته.
معاملة خاصة
ويقول فايز المطيري طالب اللغة الانجليزية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية: تعامل الشعب الكندي رائع جدا بل ان العائلة التي أسكن لديها يعاملونني معاملة خاصة رغم وجود طالبين آخرين، أحدهما كوري والآخر إسباني، وتعلل ربة المنزل هذه المعاملة الخاصة بأني أتيت من ثقافة مختلفة ودين مختلف وهي لا تريد ان تحسسني بأي شعور بالاغتراب أو الوحدة.
وعن نظام التعليم في كندا قال: أعجبني نظام التعليم هنا والقائم على المشاركة الفعالة والحيوية داخل الفصل بعيدا عن التلقين وأعتقد لو تم تطبيق مثل هذا النظام في مدارسنا لكان له أثر ايجابي على الطلاب.
التعقيدات في السفارة
كما التقينا عبدالله أبا الخيل طالب في الصف الثاني الثانوي والذي جاء الى كندا لدراسة اللغة بمرافقة عائلته مستغلين فرصة الاجازة وتحدث في البداية عن معاملة الكنديين وأخلاقهم قائلا: الشعب الكندي جد راق ومحترم فهم لا يكترثون من اين أنت أو ما ديانتك، بل ينظرون الى أخلاقك وتعاملك ويحكمون عليك بناء على ما يرونه منك، بعكس الأمريكيين حيث كنا نذهب أنا والأهل كل سنة ولكننا لم نذهب هناك من بعد احداث 11 سبتمبر حيث أصبح الكثير من الأمريكيين يعاملوننا معاملة سيئة حتى لو كنا في غاية الاحترام.
وعن المضايقات قال: لم أمر بأي تجربة سيئة ما عدا مرة واحدة وكانت مع شخص أمريكي صادفته في المكتبة العامة حيث بدأ بالكلام معي أنا وزميلي بأريحية تامة ولكنه انهى الحوار وانسحب فجأة عندما علم أننا سعوديان وكان يعتقد أننا من شعوب أمريكا اللاتينية.
كما أبدى عبدالله اعجابه بنظام التعليم في الغرب بشكل عام وقال: أتمنى أن يكون هناك استفادة من أنظمة التعليم التي نراها في مثل هذه الدول، فللأسف لدينا نظام التعليم قائم على التلقين والحفظ حتى ان الكثير من الطلاب يتخرجون في المرحلة الثانوية وهم لم يفهموا الكثير مما درسوه ولذلك يواجهون صعوبات كثيرة في التعليم الجامعي.
وأشار أبا الخيل الى مشكلة يعاني منها الطلبة السعوديون في الخارج حسب تعبيره قائلا: من خلال رحلاتي السنوية واحتكاكي بكثير من الطلاب في الخارج أتمنى على سفاراتنا ان تجد حلاً لمشكلة الجواز، فنحن نعيش في رعب شديد خوفا من ضياع أو سرقة الجواز لأننا نعلم مدى التعقيد الذي سنواجهه في السفارة رغم انه أحيانا لا يكون للطالب ذنب في فقدانه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved