Thursday 30th September,200411690العددالخميس 16 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

إلى متى المهاترات والتراشق الإعلامي؟ إلى متى المهاترات والتراشق الإعلامي؟

الحقيقة أنه شيء لا يعقل كل هذا الذي نراه من خلال إعلامنا الرياضي وبالذات المقروء منه والذي بلا ريب يعد انعكاساً سيئاً لمعطيات ومفرزات واقعنا الرياضي بمنافساته المتعددة. فالذي يطلع على ما تحمله طيات صحافتنا الرياضية كل يوم يرى العجب ويدرك لأول وهلة أن التنافس الرياضي لدينا يغلب فيه جانب التبارز بالألسن أكثر من التنافس الميداني فالألسن في تقاذفها للكلمات والعبارات التي تنطوي على السب والشتم وتبادل الاتهامات والتشكيك في النزاهات والنوايا قد تفوق في صورتها عن تلك (الكور) التي تتقاذفها الأقدام ركلاً وتسديداً في ملاعبنا، فيندر يوماً أن تخلو واحدة أو أكثر من صحفنا اليومية الرياضية المتخصصة أو عبر الملاحق الرياضية دون أن تحوي بعض الملاسنات على هيئة تصريحات وغيرها أو حتى مقالات وأقل ما يوصف به ذلك أنها حرب شعواء لا أحد يسلم منها نرى من خلالها التناحر بعينه الذي قد يكون بين رئيس ناد ما وآخر أو بين نائب أو مشرف على الكرة بهذا النادي أو بين بعض الإداريين والمدربين وكذلك اللاعبين وهلم جرا..!! وكل ذلك قد يندرج تحت غطاء قناعات ذاتية عند البعض يرون في ذواتهم أنهم الصح والأصلح والآخرون هم الخطأ والغلط. وهذا ولا شك يساهم في تأجيج الشعور وتضخم الذات وبالتالي الانضواء تحت لواء الرد والمجابهة والانسياق طوعاً للدخول في هذه المعمعة والدائرة المفرغة دون طائل.
ومما يحزن عندما يكون الدافع لبعض هذه المهاترات في الغالب بمقصد الرغبة في الظهور والبروز بأدنى الوسائل والقرب من التواجد الإعلامي ووميض الفلاشات على حساب التصاف والتقارب في وجهات النظر، والغريب أيضا في سياق هذه القضية أنه بفعل هذه النزاعات التي تدور رحاها على بساط بعض صحفنا المحلية أن أندية صغيرة لا حول لها ولا قوة في البروز والمنافسة الميدانية أصبحت تنافس وتضاهي الأندية الكبيرة أندية الأضواء في وجود بعض منتسبيها المستمر إعلاميا (على الفاضي) بفعل هذه النزاعات والمهاترات وحب التواجد الإعلامي من خلال تجابه بعض إدارييها أو لاعبيها في ملحمة تبادل الاتهامات والإسقاطات وعمليات نشر الغسيل، وهذا مما ساهم في هذا التضعضع الذي نراه يحل بمجالنا الرياضي الآن ويكاد يقوض أركانه ويهدم بنيانه ويسير به نحو غياب التقهقر وتثبيط عزيمته باتجاه مدارج التفوق والتقدم وفي الأخير يبقى هناك سؤال على شفاه كل من لا يرضيهم هذا الواقع ماذا لو كانت هذه النزاعات والمهاترات بكافة أشكالها وما يستهلك من جرائها من مداد وجهد في أمور ومناقشات بناءة وآراء هادفة تسهم في تطوير رياضتنا وتدفع بعملية رقيها وتقدمها. هل يكون الحال على ما هو عليه الآن.؟ بالتأكيد والعقل والمنطق لا..!!؟؟

محمد سند الفهيدي
بريدة - ص.ب: 4521


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved