* كابول -الوكالات:
يخوض ثمانية عشر مرشحاً الانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها اليوم السبت التاسع من تشرين الأول - أكتوبر في أفغانستان.
ولم يبلغ العنف في أفغانستان الدرجات القصوى كما توعدت حركة طالبان، لكن أمل الأفغان يبقى رهينة هاجس الخوف من الاعتداءات.
فقد قتل مئات الأشخاص - من أفغان وجنود أجانب أو عاملين في منظمات إنسانية- في أفغانستان نتيجة عمليات مسلحة قام بها أنصار نظام طالبان الأصولي السابق.
ولم تترجم تهديدات طالبان بمنع العملية الانتخابية بعد على أرض الواقع، لكن الأجهزة الأمنية -الأفغانية والأجنبية- اتخذت تدابير مشددة تحسباً لأي طارئ قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة اليوم السبت والتي يرجح أن يفوز فيها الرئيس الأفغاني أحمد كرزاي لولاية جديدة.
لكن بالرغم من ترجيح فوزه، يحتاج كرزاي الباشتوني البالغ من العمر 46 عاماً إلى غالبية واسعة ليتمكن من توحيد الصفوف، خصوصاً بعد أن شابت حملته الانتخابية أعمال عنف وتسبب اعتداله تجاه زعماء الحرب، بأضعاف موقفه.
وقد عاش كرزاي في المنفي في ظل الاحتلال السوفياتي (1979 -1989م) وتولى منصب نائب وزير الخارجية بين العامين 1992 و1994م في الحكومة التي شكلها برهان الدين رباني بعد سقوط النظام الموالي للسوفيات.
وعاد سراً إلى البلاد في تشرين الأول - أكتوبر 2001 وانتخب رئيساً (انتقالياً) في كانون الأول -ديسمبر 2001 من أعضاء اللويا جيرغا (المجلس الكبير) الذي ضم الأعيان وزعماء القبائل في افغانستان.
وسيواجه كرزاي في حال فوزه تحديات هائلة وخصوصاً أن أفغانستان لا تزال منقسمة، ولا يزال (أسياد الحرب) يفرضون سطوتهم على بعض مناطقها. ويسيطر البؤس على أفغانستان التي تفتقر إلى الطرقات والمياه والكهرباء، فيما الأمية تشمل غالبية شعبها وتزدهر فيها تجارة الأفيون.
ويتوقع المسؤولون الأمنيون حصول اعتداءات اليوم السبت خصوصاً، أي في اليوم الذي سيتوجه فيه الناخبون المسجلون البالغ عددهم 10.5 ملايين إلى مراكز الاقتراع الخمسة آلاف الموزعة في كل أنحاء البلاد للإدلاء بأصواتهم وخصوصا أن المستوى الأمني المطلوب لدرء أي هجوم لم يتوفر بعد.
وأوضح المسؤول الأمني في اللجنة الانتخابية جون ماككومبر (لدى العدو نقطة لصالحه وهي قدرته على اختيار الهدف والوقت المناسب للهجوم بعد دراسة مواطن الضعف).
وأضاف (نحن نسعى إلى إزالة كل نقاط الضعف. نعلم ما يريد العدو فعله لكننا لا نزال نجهل ما إذا كان يملك القدرة على التنفيذ).
وقتل شخصان الأربعاء إثر انفجار قنبلة في أقصى شمال البلاد خلال مهرجان انتخابي لأحد المرشحين المؤيدين للرئيس حميد كرزاي لمنصب نائب الرئيس. كذلك وقعت سلسلة عمليات الثلاثاء في جنوب البلاد جاءت لتذكر بأن الخطر الطالباني ما زال ماثلاً. فقد قتل سبعة عناصر من الشرطة الأفغانية اثر انفجار لغم، كما جرح ثلاثة موظفين في عمليات تسجيل أسماء الناخبين، وقتل إرهابيان مفترضان في انفجار عبوة ناسفة كانا يحملانها.
وفي كابول، قامت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (ايساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي، بتعطيل قنبلة قوية.
ويسهم تسعة آلاف عنصر من ايساف في توفير الأمن إلى جانب 18 ألف جندي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. والى جانب هؤلاء الجنود الأجانب البالغ عددهم 27 ألفا، سيشارك حوالي 60 ألف عنصر من الشرطة والجيش في حماية الانتخابات الرئاسية الديمقراطية الأولى في تاريخ أفغانستان.
ويعد الموظفون المكلفون بتسجيل أسماء الناخبين هدفاً أساسياً لطالبان.
فقد قتل اثنا عشر منهم منذ بداية هذا العام ما يدفع المحللين إلى الاعتقاد بأن حركة طالبان لا تملك فعلاً الوسائل لتنفيذ تهديداتها.
وفي كابول، لفت الصحافي والكاتب الباكستاني أحمد رشيد المتخصص في شؤون طالبان منذ سنوات طويلة، إلى (أن أعمال العنف لم تكن بالقوة التي كنّا نخشاه).
وفي أحدث هجوم لتعطيل الانتخابات سقط صاروخان قرب قاعدة عسكرية أمريكية ومجمع سفارة الولايات المتحدة في كابول صباح أمس.
وقال متحدث باسم قوة حفظ السلام بقيادة حلف شمال الأطلسي: إن أحد الصاروخين لم ينفجر بعد سقوطه قرب مركز الاعتماد الصحفي الخاص بالانتخابات والمواجه للقاعدة الأمريكية.
وفي واشنطن قال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه: إن الانفجار وقع على بعد 200 إلى 300 متر خارج مجمع السفارة. جميع الموظفين الأمريكيين بخير.
وأضاف قد (أعلن زوال الخطر.. وعاد الموظفون إلى مقارهم). والتفاصيل الخاصة بالصاروخ الثاني غير واضحة لكن لم ترد على الفور أي تقارير عن سقوط ضحايا.
وأغلقت القوات الأمريكية والأفغانية المزودة بالأسلحة الثقيلة الحي الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية كابول بعد الانفجار.
|