Saturday 9th October,200411699العددالسبت 25 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
معارض للسرقات فقط!!
فاطمة العتيبي

بينما انشغلت اليومين الماضيين بالقراءة في موضوع السرقات الشعرية.. هاتفتني زميلة وقالت لي:
لقد سُرقت..
فاختلط عليَّ أهي المتنبي أم أبي تمام أم عنترة؟!..
وعدت إلى واقعي.. فتذكرت إنها امرأة من هذا الزمان تحمل في حقيبتها مثلنا كلنا.. بطاقات ائتمان من السهولة استخدامها واستغلالها من أبسط سارق (عليمي) بالدارج من القول..
ومن نعمة الله على السارق أو ابتلائه إن صح التعبير.. أن الحقيبة فيها مبلغاً مالياً كبيراً إضافة إلى مجموعة بطاقات بنكية وصور خاصة تخص محدثتي وأطفالها..
يعني محفظة دسمة!! لسارق ماهر موهوب سحب المحفظة بكل خفة وشطارة..
قلت لها: ما الذي يجعلك تذهبين لمعارض (الزحمة) والعالم المكتظة؟..
قالت: هل تظنين المعرض الذي ذهبت له هو معرض في الديرة مثلاً أو منفوحة أو حلة القصمان.. حيث لا تنظيم وبضائع معروضة في الهواء الطلق يتزاحم عليها الركبان من مختلف الجنسيات والثقافات!
لقد سرقت في معرض راقٍ وقرأت إعلاناته في الصحف حيث يعرض منتجات خارجية ويدعو الناس إليها في معرضه المقام في أحد فنادق الرياض.
وقد اكتشفت السرقة في لحظات بسيطة إذ لم يفصلني عن استخدام المحفظة في المرة الأولى إلا دقائق معدودة.. لم يكن بوسع السارقة الخروج من الصالة وسارعت بإبلاغ المسئول في صالة العرض.. وكان رده عليَّ وتجاوبه معي أنه أبعد سماعة الهاتف عن أذنيه فقط لكي يقول:
العوض على الله يا أختي..
وكأني كنت أتسوله..
حين لا تكون هذه الجهات قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الناس الذين تعلن لهم وتجذبهم لزيارة المعرض..
ولا هي قادرة على حماية ممتلكاتهم أو على الكشف عن حقيقة الزبائن حيث دار لغط واكتشفت أخريات سرقة حقائبهن..
وحين يكون التجاوب مع الزائرين بهذا البرود.. وحين يكون تجاوب الإدارة لا يقل بروداً عن موظفيها..
فهل نقاطع هذه المعارض ونكتفي بذلك لسوء تنظيمها ويسقط ضحايا جدد لها.. ويقاطعون ثم يأتي آخرون..
وتظل هي تحقق المكاسب لأن الناس لا يتبادلون الخبرات فينقلون مايواجهونه فيها وتنقل الصحافة وبقية وسائل الإعلام الوجه الناجح ولا تظهر الوجه الآخر.
قلت لها: لا أبداً.. ليس هذا المطلوب منك فقط.. لوسائل الإعلام مسئوليات عدة منها إظهار صوت المواطن وإعطاؤه الفرصة للحديث عن السلبيات التي يواجهها.
والحقيقة أن التجاوب البارد من قبل منظمي مثل هذه الأنشطة هو تجاوب أقل ما يقال عنه أنه منفر وطارد للزائرين.. فما الذي كان سيضيره لو أنه سارع في اتخاذ إجراءات تكفل عودة المسروقات خاصة أن بلاغاً عنها كان سريعاً.
** استضافة المعارض واستقبال البشر لا يحتاج إلى مكان فسيح ولامع وجميل وبارد.
إنها تحتاج أولاً إلى حسن التنظيم وعمل الاحتياجات اللازمة لحفظ حقوق الناس وحمايتهم.. سواء من التدافع أو من السرقات أو من التستر والتخفي.. وذلك يكفل تحقيق الأمن لمن جاء لكي يدفع لك مالاً ويشتري ويقتني من معارضك.. فهل أدت هذه الجهات الحقوق المنوطة بها.

فاكس 2254637-01


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved