في مثل هذا اليوم من عام 1973 أعلنت إسرائيل رسميا سيطرة الجيش المصري على خط بارليف الذي أقامته إسرائيل على الشاطئ الشرقي لقناة السويس كخط دفاعي لا يقهر يحمي القوات الإسرائيلية التي احتلت سيناء في حرب يونيو 1967 .
وكان الإسرائيليون قد أحاطوا خط بارليف، المنسوب إلى رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق حاييم بارليف صاحب فكرة إقامة هذا الخط الدفاعي بدعاية هائلة.
فقد قال الإسرائيليون إنه أقوى من خط ماجنيو الذي أقامه الفرنسيون لمنع تقدم الألمان ولكن المصريين تمكنوا من اقتحامه والسيطرة عليه خلال ست ساعات فقط يوم السادس من أكتوبر وتمكنوا من إقامة رؤوس كباري لعبور ستة فرق مشاة مع نهاية اليوم الأول من الحرب.
وبعد انهيار خط بارليف السريع أنكر حاييم بارليف نسبة هذا الخط الدفاعي إليه وقال إنها بدعة صحفية وإن اسمه لم يطلق رسميا عليه.
وكان هذا الخط عبارة عن جبل من الرمال الممتد على طول شاطئ قناة السويس بزاوية ميل حادة للغاية بحيث لا يمكن لأي مركبة سواء كان مدرعة أو عادة عبوره بالإضافة إلى مجموعة من النقاط الحصينة المزودة بكافة أنواع الأسلحة الدفاعية المنتشرة على المحاور الرئيسية لخط المواجهة.
وكان الخبراء يقولون إن مصر في حاجة إلى قنبلة ذرية من أجل تدمير هذا الخط.
وكان المفارقة أن أحد الضباط الاحتياط في سلاح المهندسين العسكريين المصري هو الذي توصل إلى فكرة استخدام مضخات المياه في فتح ثغرات في الجسم الرملي للخط الدفاعي وجعلها بمثابة رؤوس كباري لعبور فرق المشاة والمدرعات إلى داخل سيناء.
وكان هذا المهندس قد شاهد كيف استخدم الخبراء الروس المشرفين على مشروع بناء السد العالي في جنوب مصر مياه النيل المندفعة تحت السيطرة في إزالة كميات هائلة من الرمال.
واستوردت مصر لهذا الغرض مضخات المياه من ألمانيا تحت غطاء استخدامها في مشروعات الصرف الصحي.
ونجحت فكرة الضابط المصري الصغير في تبديد أسطورة خط بارليف وإجبار جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل ووزير دفاعها المغرور موشيه ديان إلى الاعتراف بفقدان السيطرة على خط الدفاع الأول أو خط بارليف بعد ثلاثة أيام من اندلاع حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل.
|