الخمير الحمر يستولون على الحكم في كمبوديا

في دول أمريكا اللاتينية فشارك في ثورة فيديل كاسترو في كوبا وحارب إلى جوار الشيوعيين في إفريقيا وقتل على يد القوات الأمريكية في بوليفيا.
في مثل هذا اليوم من عام 1970 أعلن الشيوعيون في كمبوديا عن قيام جمهورية الخمير بعد الإطاحة بالحكم الملكي للأمير نوردوم سيهانوك في كمبوديا.
وكانت الفترة من عام 1967 إلى 1970 قد شهدت سلسلة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية مما أدى إلى تدهور شعبية حكومة سيهانوك ومهد الطريق أمام الخمير الذين يمثلون غالبية سكان كمبوديا للوصول إلى الحكم وإعلان قيام جمهورية الخمير بعد الإطاحة بالحكم الملكي.
وفي مارس عام 1970 خرج الملك سيهانوك في جولة خارجية شملت موسكو وبكين فقام الجنرال لون نول بانقلاب عسكري ناجح.
وفي الثامن عشر من مارس اجتمعت الجمعية الوطنية (البرلمان الكمبودي) وقررت بالإجماع اسقاط سيهانوك عن رئاسة الدولة وتعيين الجنرال لون نول رئيسا للوزراء وتعيين أحد أفراد عائلة سيهانوك أميرا للبلاد مع إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وكانت أغلبية الطبقة الوسطى وطائفة الخمير العرقية في العاصمة الكمبودية بنوم بنه قد رحبت بالإطاحة بسيهانوك بسبب قلقها من سياسات سيهانوك. وكان الأمير نوردوم سيهانوك قد وصل إلى بكين حيث بث نداء عبر الإذاعة طالب فيه الشعب بمقاومة الحركة الانقلابية. وبالفعل شهدت البلاد مظاهرات وفوضى شاملة. ولكن عناصر الخمير المسلحة تصدت للمتظاهرين وألحقت بهم خسائر فادحة. واستمرت أعمال الفوضى والاضطرابات وشعر الخمير بالقلق من موقف المؤسسة الملكية في البلاد فقرر لون نول إلغاء الحكم الملكي وإعلان قيام جمهورية الخمير الحمر في كمبوديا. ولكن الأمير نوردوم سيهانوك شكل الجبهة المتحدة لكمبوديا من منفاه في بكين وبدأ الكفاح من أجل العودة إلى عرش بلاده. وخلال السنوات الأولى من السبعينيات شكل الشيوعيون الخمير ميليشيا مسلحة عرفت باسم الخمير الحمر نظرا لميولها الشيوعية. وتمكنت في إبريل عام 1975 من الاستيلاء على العاصمة بنوم بنه بعد فرار رئيس الوزراء لون نول خوفا من إعدامه على يد ثوار الخمير الحمر.اتسمت سنوات حكم الخمير الحمر بارتكاب المذابح والانتهاكات لجميع المعارضين في البلاد وكان بول بوت الذي تولى قيادة الخمير الحمر بعد ذلك على رأس قمة أشد زعماء العالم دموية. ونجح نوردوم سيهانوك في العودة إلى عرشه بعد أكثر من عشرين عاما حيث تمكن من قيادة البلاد إلى وضع نهاية للحروب الأهلية وتحقيق المصالحة بين مختلف الفئات المتصارعة.