أول خط أنابيب لنقل النفط في بنسلفانيا الأمريكية

في مثل هذا اليوم من عام 1865 تم مد أول خط أنابيب تحت الأرض لنقل النفط في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. وكانت هذه الولاية الأمريكية قد شهدت حفر أول بئر نفط في العالم أيضا في خمسينيات القرن قبل الماضي وهكذا توجه الكولونيل أدوين دريك الى بلدة تيتوسفيل في بنسلفانيا، واقترح وسط القهقهات الساخرة لأهل البلدة ان يحفر بئراً بعمق 1000 قدم، فحفر حتى تدفق النفط من عمق 69 قدماً من أول بئر بترولية في العالم في عام 1859 فتغير بذلك وجه العالم. بدأ اكتشاف النفط شمال غرب ولاية بنسلفانيا حيث كان السكان يشكون من تلوث بئر ماء بما يسمى زيت سنيكا، فاغتنم رجل يدعى سام كير هذا الأمر وبدأ بتعبئة الزيت في قنان وبيعها كدواء للشفاء من كل الأمراض تحت شعار مثير يقول: ثلاث ملاعق يومياً تجعل الكسيح يمشي والقروح تجف! ووصلت عينة من هذا الزيت الخرافي الى محام شاب يدعى جورج بيسلK وكان عضواً في مجموعة تجري اختبارات لمعرفة ما إذا كان زيت سنيكا صالحاً للاضاءة مثل مادة نزلت في الأسواق آنذاك اسمها كيروسين، حيث كان معظم العالم يستضيء بالشموع المصنوعة من شحوم الحيوانات أو المصابيح التي تشتعل بزيوت الحيتان. أحد أعضاء مجموعة بيسل كان يقيم في غرفة مشتركة في أحد الفنادق مع شاب مريض يعمل قاطع تذاكر وهو أدون ديرك، وقد استطاع هذا الشاب ان يقنع المجموعة بأن تدفع له ألف دولار سنوياً ليذهب الى بنسلفانيا وينقب عن الزيت، فوافقت وأعطته لقب كولونيل ايضاً لتضفي على شخصه شيئاً من الأهمية والاحترام. وكان ظهور النفط بداية عصر جديد في تاريخ البشرية سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو التقني. كان العالم قد توصل إلى طاقة البخار في القرن الثامن العشر حيث اعتمد على الفحم في تشغيل المحركات البخارية ولكن الفحم كان ينطوي على صعوبات عملية كبيرة فكان ظهور النفط نقلة حضارية كبرى بسبب سهولة نقله واستخدامه حتى أصبح المصدر الرئيسي للطاقة في العالم. وإلى جانب أنابيب نقل النفط ظهرت ناقلات النفط العملاقة لنقل هذه المادة الثمينة من مواقع الانتاج إلى مراكز الاستهلاك خاصة أن أغلب الاكتشافات البترولية بعد ذلك ظهرت في بلدان آسيا وإفريقيا في حين تركزت مناطق الاستهلاك في أوروبا وأمريكا. وبعد مرور أقل من مائة عام على اكتشاف النفط في بنسلفانيا كانت المملكة العربية السعودية قد تمكنت من اكتشاف كنوزها النفطية لتصبح أكبر مصدّر للبترول في العالم حاليا.