الأمير سلطان بن سلمان:
هيئة السياحة تعد مشروعاً متكاملاً لترسيخ الانتماء الوطني وبناء هوية سياحية للمملكة

* الرياض - الجزيرة:
أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة على المعاني الكبيرة والسامية التي تحملها الذكرى السنوية لليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن هذه المناسبة الجليلة تذكرنا بالجهود التي بذلت من أجل قيام دولة موحدة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه، وحققت خلال فترة زمنية وجيزة الكثير من الإنجازات الحضارية والإنسانية حتى تبوأت مكانة دولية كبيرة.
وبيّن سموه أن ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من خصائص فريدة بصفتها أرض الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة الملايين من المسلمين، ومهد الحضارات وملتقى العالم القديم، وما تمتلكه من مقومات تاريخية وحضارية ومن موقع استراتيجي بالنسبة للعالم المعاصر، بالإضافة إلى عامل الأمن والاستقرار الذي تحقق بعد نشأة هذا الكيان الكبير وتوحيده جديرة بأن تعزز من انتماء المواطن إلى هذا الوطن والحفاظ عليه.
وحول الدور الذي يمكن أن تقوم به السياحة في هذا الصدد أشار أمين عام الهيئة العليا للسياحة إلى أن الهيئة ربطت ومنذ وقت مبكر بين نشاط السياحة وبين بعد الانتماء الوطني وحرصت دائماً على تعزيزه كجزء أساسي ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، وأكد على أن كافة جهودها في مجال تنمية السياحة الداخلية يتمحور حول هذا البعد المهم، وكمثال على ذلك أوضح سموه أن الهيئة تعد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم مشروعاً متكاملاً لتعريف طلاب المدارس بأهم المقومات الوطنية في مجالات الثقافة والتراث والآثار والبيئة، إذ يقوم هذا المشروع بإتاحة الفرصة للطلاب باستكشاف بلادهم والتعرف على بعضهم البعض وعلى مواطنيهم في المناطق المختلفة، ولاشك بأن الوقوف على تلك الأماكن بصورة شخصية قادر على توسيع مدارك الطلاب ومعرفتهم بجوانب مضيئة من تاريخهم وثقافتهم والتنمية الشاملة التي تعيشها بلادهم.
كما أشار سموه إلى أن من الأمثلة الأخرى التي تربط بين تعزيز الانتماء والسياحة الداخلية عمل الهيئة حالياً على تطوير الهوية السياحية للمملكة والمناطق بصورة جديدة ينتظر أن تسهم بشكل غير مسبوق في إبراز الهوية الوطنية، إذ ستعمل هذه الهوية على تقديم مقومات المملكة بمناطقها المختلفة في قوالب إبداعية وجذابة من شأنها أن تشجع المواطنين على وجه الخصوص على التعرف على بلادهم عن كثب والفخر بما تختزنه من كنوز إنسانية وثقافية وبيئية وتنموية رائعة.
وأكد أن برامج الهيئة التسويقية في العام القادم وما يليه، وما ستقوم به الهيئة وشركاؤها في المناطق والقطاع الخاص من مجهودات في سبيل تحفيز وتسهيل حركة المواطنين في بلادهم وجعلها وجهتهم السياحية الأولى، ومن ذلك تطوير المنتجات السياحية والبرامج المستمدة من العمق الثقافي والتراثي المحلي لأنها تصب في إبراز جوانب مهمة من الثقافة الوطنية، وتعزيز الانتماء لدى المواطنين وخاصة الشباب منهم.