Tuesday 19th October,200411709العددالثلاثاء 5 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار باختصار
هل هي الأخيرة؟
نورة المسلّم

كان ضرورياً جدا أن نعي ماذا يحدث من البعض بحق المجتمع ككل، وأن شائبة واحدة تخرج على الملأ إنما توحي بما لا تحمد عاقبته إذا لم نتمكن من تدارك الخلل.
حالة الرشوة التي أعلنت رسميا، والتي لا نعلم إلى أي مدى وصلت من خلال ما نشر وما نقض إلا انها جعلت فوهة الأقاويل تتسع وتزداد شراهة في التقاط، بعض الصور الرابضة على واقعنا دون أن ندرك حقا أننا ندس بيننا مثل هذه النماذج المنافية للحقوق والواجبات وما يعني ان هذه الرشوة التي أبطلت وأعيقت عن تكملة مشروعها، لم تكن الأولى، وأن المجال الذي فتحها، هو حتماً قد مرر غيرها من خلالها أو بواسطة آخرين اتخذوا مسلكاً لتمرير مثل هذه المسائل بما يتماشى مع المثل الذي يقول (ان لقمة في الفم تخجل العين).
والمعروف أن الكثيرين يتبادلون الهدايا الفجائية، بمعنى انها هدايا بلا مناسبات لكنها تترافق مع المناصب طبعا، وأن البعض الذي لا يؤمن أصلا بمثل هذه المبررات، هو من يطلب الرشوة صراحة وعليها يتوقف توقيع أو موافقة لممارسة حق مشروع وضع امانة لديه باسم الوطن، هؤلاء الناس لا أظنهم حريصين أبدا على وظائفهم قبل سمعتهم ومبادىء الشرف الوظيفي والوطني، ورغم أن بعضهم لا يملكون الا صلاحيات محدودة، غير انهم بلا شك نهجوا طريقاً سبقهم إليه غيرهم، وإلا لما اعترضوا طريق الناس ومصالحهم بالرشاوي.
نحن الآن لا نركز على حالة الرشوة التي قدمها الراشي هنا، لكننا نسأل ما الذي دفعه إلى تقديمها وبمبلغ خيالي كذلك الذي أعلن على الملأ؟ أوليس الأجدر بنا أن نتساءل كم هم المرتشون بيننا ومن يعبثون بمصالح الوطن ويخونون أمانته التي أوكلت إليهم، وان موظفين صغارا قدموا إلى وظيفة تتعلق بمصالح ومصائر الخلق، قد خرجوا منها بنفوذ مالي هائل، جعل البعض منهم في غنى عن وظائف الدنيا كلها؟أما آن لنا ونحن نقف وقفة واحدة في محاربة العطل والخلل إن وجدا، ان نبحث عن المرتشين أولاً، وثانياً وأخيراً، وبعد ذلك نوقف الراشين جميعهم على عتبات التصليح والإصلاح، حالهم حال أي من معوقات التقدم والبناء، وبهذا نقضي على منافذ تجلب لنا التلوث والأوبئة، التي تصادر حقوق الناس وتؤجل مصائرها إلى آجال غير معلومة، ونسدها؟ في النهاية يجب أن نحتكم إلى منطق الواقع الذي يقول إننا لسنا المدينة الفاضلة، وان ملائكتنا بينهم شياطين من الإنس تغري،ولئن وعدنا بمجتمع مستقيم فقد لا نتوقع الجنة او الفردوس بأكمله لكننا حتماً نطمع في قانون لا يعرف الصغير من الكبير، بل يعرف الأخطاء ويزنها وعليها يحاسب ويقرر!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved