Wednesday 20th October,200411710العددالاربعاء 6 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
هذه المليارات.. متى نحسن استثمارها؟
عبدالرحمن بن سعد السماري

عندما تعلن شركة جديدة للاكتتاب.. تتوتر أعصاب الناس.. ويبدأ الناس في حشد كل إمكانياتهم.. وحشد كل طاقاتهم المادية.. ويبدأ الاستعداد لحشد حوالي المائة مليار ريال.. من أجل ضخها في هذه الشركة أو تلك.
** دعونا نتحدث حول الاستكتاب الجديد وسائر الاستكتابات السابقة.
* أولاً.. زحام حول أفرع البنوك.. والشوارع كلها تغلق.. وتتوقف الحركة.. ومعارك وخناقات ومشادات و(الأول رابح.. والثاني طايح) وهكذا تتحول أفرع البنوك إلى ما يشبه الحراج.. زحام.. وتدافع.. وتوتر نفسي.. وخلافات.. ومشادات.. وكل دقيقة (يتلاقط الحلوف) اثنان.. فالمسألة.. حوسه.. (عَفْسِه).
** ثانياً.. هناك قضية اسمها.. الاستمارات إذ يتعذَّر الحصول عليها.. ثم يبدأ بيعها في السوق السوداء وهكذا تبرز قضية أخرى اسمها.. استمارات الاكتتاب.. لدرجة أنك تذهب لفروع بعض البنوك ويقولون (ما عندنا استمارات.. طارت في ثلاث دقائق.. راجعنا بكرة.. يمكن يجينا استمارات)..
** ثالثاً.. هناك من يستلف بطاقات.. أو يشحذ بطاقات.. أو يشتري أسماء.. والاسم بخمسين ريالاً.. بل قيل.. إنه وصل إلى مائة ريال.. فشراء الأسماء.. ما زال موجوداًَ.. رغم أنه أولاً.. لا يجوز شرعاً.. ثم إنه مخالف للنظام.. ثم إنه أيضاً.. مخاطر.. ومغامر.. وهكذا نحن دائماً..
** رابعاً.. بعضهم.. يستدين أو يستلف.. وبعضهم.. يبيع (الدِّردعة) السيارة.. وبعضهم.. يقترض.. وبعضهم.. يبيع بعض محتويات بيته.. وبعضهم (يْدَبِّر) نفسه وهكذا..
* خامساً.. دائماً ما تخلِّف مثل هذه الاكتتابات.. مشاكل وخلافات.. وبعضها.. يصل إلى الجهات المسؤولة بسبب غياب الوعي.. والاندفاع غير المدروس..
** ثم تعالوا (يالرَّبع) إلى نقطة مهمة.. وهي أن مليارات الريالات.. تلك التي دُفعت ورُجِّعت إلى جيوب أصحابها كسيولة.. أليست رقماً مخيفاً؟
** ألا يمكن.. إيجاد شركات جديدة.. ومجالات استثمار جديدة.. لامتصاص هذه الأموال.. وتوظيف أكبر قدر ممكن من البشر بها.. بدلاً.. من أن تذهب هنا أو هناك.. أو تصبح وبالاً على الأمن؟
* لدينا مجالات خصبة للاستثمار مثل شركات لمحطات الوقود.. وخدمات السيارات.. وشركات للمطاعم.. وشركات للتأمين.. وشركات صحية.. وبنوك أخرى.. وشركات للنقل (ليموزين) وصيدليات وهكذا.. بدلاً من أن شخصاً واحداً أو (عجوزاً) يملك ستة آلاف ليموزين.. وستمائة صيدلية.. وستين محطة بنزين.. والآخر لا يحصل على تصريح أو ترخيص حتى لبيع (الكركم)؟!!
* إنني أقرأ البورصة السعودية.. كعدد الشركات.. وأقرأ بورصة بعض الدول القريبة (الصغيرة) وأجد عدد الشركات متقارباً.
** ماذا يضر.. لو أننا ضاعفنا عدد شركاتنا.. وتم امتصاص تلك السيولة من المواطن.. ووظَّفنا آلاف الشباب العاطل؟
** إلى متى ونحن على هذا (الولد) خطوط الطيران واحدة.. ومحطات الوقود لشخص واحد.. والصيدليات لشخص واحد.. وهكذا الفنادق والمطاعم والليموزين.. وحتى إشارات المرور لشخص واحد؟
** كل يوم نسمع عن (خصخصة) جديدة وعن.. وعن.. ولكن الحال يقول: (يا ضَبْ الْبَر.. اشرب هوا) و(اللِّي يزعل.. يصفِّق نفسه).. والسلام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved