Wednesday 20th October,200411710العددالاربعاء 6 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

متلازمة (يوماً ما) متلازمة (يوماً ما)
نورة الحناكي

ٍ(يوماً ما عندما أكبر وأكمل دراستي وأحصل على وظيفة سوف أعيش حياتي بالطريقة التي أريدها - يوماً ما عندما أسدد كل ما عليّ من أقساط وتستقر مواردي المالية ويكبر أبنائي، سوف أشتري تلك السيارة الجديدة الجميلة وأقوم بعمل رحلات مثيرة إلى الخارج- يوماً ما عندما أصبح على وشك التقاعد، سوف أشتري ذلك المنزل الجميل وأسافر عبر هذه البلاد الجميلة، وأرى هناك كلما يستحق أن أراه- يوماً ما (إد فورمان).
يعد إد فورمان إحدى الشخصيات الناجحة وهو رئيس شركة
(Egzidive Develapment System) ومقرها مدينة والاس حيث انه لا يؤمن بتأجيل العمل والمماطلة في اكتساب الفرص، حيث انه استطاع وهو في سن السادسة والعشرين أن يجمع أول مليون دولار في ثروته، ثم بدأ بعد ذلك في توسيع نطاق عمله إلى مستوى يرضى ويطمح إليه، إلى أن تم انتخابه لعضوية الكونجرس الأمريكي عن ولايتين مختلفتين، وكان كل ما وصل إليه من منصب وثروات هائلة... حجر أساسه هو قوة التركيز في أداء العمل.. وعدم تأجيل اقتناص أول الفرص حتى لو كانت ضئيلة، فتجده حقق الكثير في وقت قصير وذلك ليس بسبب ضربة حظ طرقت بابه ولكن بسبب جده وحرصه واتقانه في العمل.
إنه مثال بسيط لكل إنسان.. قرر أن يوقع عقد موضوعه (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) هائلة هي تلك الشرائح من البشر التي تؤجل أعمالها إلى أجل غير مسمى، إلى ساعة وهمية لا تدري عن ظروفها وقدرتها على تحقيقها في ذاك اليوم الذي افترضته لذاتها، فهي بذلك لا تؤجل عملها فقط، ولكنها تؤجل سنوات عمرها الحالي وتضيفه إلى التالي... فإذا قفزت بها السنين وانكمشت بشرة جلدها وضعف جسدها.. تدرك عدم جدوى عملها بعد ما تخطت الستين من عمرها، بل تدرك بأن اللحظات التي استهانت بها، قد استهلكت كل قواها دون أن تكسب أو تجني منها شيئاً.
لحظتها تسترجع ذاكرتها التي بدأت تشيخ، وتتذكر مشوارها الجامد الذي يخلو من الجد والعمل الذي اكتسبت منه لحظات ناجحة وسنوات فاشلة، فتجدها تعيد الشريط مرة واثنتين وأربع، محاولة العثور على حجر أساس تبني عليه سنوات مستقبلها المقبل، ولكنها لن تجد في آخر مشوارها سوى شعر أبيض قد غزا رأسها لن تجد سوى قلب عليل وعظام هشة تستوقف حركتها، عندها ستلوم نفسها وتؤنب ضميرها على ما بددته من الوقت.. وهكذا إلى أن تموت فإذا دققت في طريقة تفكيرها.. ستجد أن نصف عقود عمرها قد خسرته في اللهو وفي انتظار الوقت المناسب والشوق على مارد يحقق لها جميع أمنياتها، أما النصف الآخر من عمرها فتضيعه في تأنيب ذاتها وإدراك خطئها متأخراً.
كلمة أخيرة:إذا كان هناك لابد من وجود قدوة تسير على أدراجها حتى تنجز أعمالك ولا تهدر وقتك.. فاعلم بأن هناك الملايين من الشخصيات الناجحة من يسير على خطاها، ولكن لا تنس من فضلك، أن تسرد نجاحاتك حتى تكون أنت أيضاً قدوة هادفة لغيرك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved