Wednesday 20th October,200411710العددالاربعاء 6 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ومرّ عام على رحيل أخي ومرّ عام على رحيل أخي
منصور محمد الدوس (*)

قلة من الرجال الذين يحملون في حقيبتهم الحياتية الصورة المثالية ببسماتهم الشخصية وصفاتهم السلوكية في زمن أو حقبة طغت فيها الماديات على تفكير وسلوك ووجدان الكثير والكثير حيث تتجلى مواقفهم الرائعة ومعادنهم الأصيلة مع الآخرين في أحلك ظروفهم. ومثل هؤلاء النماذج المتميزة بالتالي تبقى صورهم حاضرة في الأذهان والوجدان سنوات وسنوات حتى بعد رحيلهم عن هذه الدنيا الفانية.
وأخي الراحل ناصر إبراهيم الشريمي (غير الشقيق) الذي مرّ على وفاته عام كان ينتمي لهذه النماذج الرائعة في تعاملها وسلوكها وطيبتها المتناهية.. كان - رحمه الله - مجبولاً على الطيبة والأخلاق العالية فرغم أنه كان يكبرني بـ 15 عاماً فقد كان مثل الصديق الصادق المصدوق في تعامله الرفيع وتواضعه الجمّ فضلاً عن تقديره للآخرين؛ الأمر الذي أكسبه رصيداً كبيراً في بنك العلاقات العامة.. فما أكثر من زاره عند مرضه بعد عودته من رحلته العلاجية في الخارج، وما أكثر المعزين الذين اكتظ بهم منزله بعد وفاته، وما أكثر من بكى على رحيله ومن دار الحزن في فلك تفكيره من الأصحاب والأحباب.. هكذا كان - رحمه الله - صاحب مبدأ واحد في تعامله مع الجميع صغيراً كان أو كبيراً، كان أغلى ما ناله في هذه الدنيا الفانية محبة الناس له وهذا حصاد البذور التي زرعها في قلوب كل من تعامل معه من كثب.
آه يا أبا إبراهيم ما أصعب الفراق وما أصعب الحزن عندما أتذكرك صباحاً ومساءً. كيف أنسى الأيام الجميلة التي عشتها معك، فلا أنسى في مثل هذه الأيام عندما كنت تزور الأقارب المحتاجين وتقدم لهم المساعدات والأرزاق قبل دخول شهر رمضان المبارك حباً وطمعاً في كسب رضا الرحمن بنية صافية وقلب سليم وخالٍ من الرياء.. وكنت تحثنا على مثل هذه الأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله زلفى.
كيف أنسى حرصك الدائم على الوصل وزيارة الأقارب حتى وأنت في أحلك ظروفك الصحية؟ كيف أنسى النصائح الجميلة التي كنت تسديها لنا خاصة في أمور الدين والحياة بشكل عام؟ كيف أنسى إطلالة صوتك عبر سماعة الهاتف تسأل عن الحال وتغمرنا بتواضعك رغم فارق السن بيننا؟ إنها السمة الشخصية والصفة السلوكية التي جبل عليها - رحمه الله - سمة التواضع والأدب والتعامل الأمثل التي وهبها الله - عز وجل - لفقيدنا الغالي.
آه يا أبا إبراهيم.. ما أصعب الفراق فها هو العام أزف على الرحيل وأنت غائب عنا جسداً، لكنك حاضر بسيرتك النيرة وسمعتك الطيبة. نعم مرّ عام كامل على هذا الرحيل الصعب وما أصعب فراق الأحبة، ولكن عزاءنا فيك المحبة التي رسمتها في قلوب ووجدان الآخرين وحصدتها بكثرة الدعاء والبكاء والحزن الشديد على رحيلك.
اللهم ارحم أخي ناصر الشريمي وأسكنه فسيح جناتك واجعل ما أصابه من مرض وتعب تكفيراً وتمحيصاً للذنوب والخطايا يا سميع الدعاء ويا واسع المغفرة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved