Wednesday 20th October,200411710العددالاربعاء 6 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

تيمور لنك يحاصر مدينة حلب تيمور لنك يحاصر مدينة حلب

في مثل هذا اليوم من عام 1400 زحف تيمور لنك بقواته الجرارة ووقف أمام مدينة حلب لمحاصرتها، حتى نجح في اقتحامها، وارتكب الفظائع والجرائم مع أهلها.
في إحدى قرى مدينة (كش) ولد تيمور في 8 من إبريل 1336م.
ومدينة كش هي اليوم مدينة (شهر سبز)، أي المدينة الخضراء بالفارسية، وتقع جنوبي سمرقند في أوزبكستان.
عاش تيمور أيام صباه بين أفراد قبيلة (البرلاس) الأوزبكية أقرباء أجداده، وأتقن فنون الحرب الشائعة عند القبائل الصحراوية من الصيد والفروسية ورمي السهام، حتى غدا فارسا ماهرا، متقنا لرمي السهام. وعندما تُوفِّي (كازغان) آخر إيلخانات تركستان سنة 1357 قام (تغلق تيمور) صاحب (كاشغر) بغزو بلاد ما وراء النهر، وجعل ابنه (إيلياس خواجه) قائدا للحملة، وأرسل معه تيمور وزيرا، ثم حدث أن ساءت العلاقة بين الرجلين، ففرَّ تيمور، وانضم إلى الأمير حسين حفيد كازغان آخر إيلخانات تركستان، وكان الأمير حسين صهرا لتيمور.
ونجح الاثنان في جمع جيش لمحاربة إيلياس خواجه، لكنهما لم ينجحا في تحقيق النصر، وفرَّا إلى خراسان، وانضما إلى خدمة الملك (معز الدين حسين كرت).
ولمَّا علم الأمير تغلق تيمور بوجودهما بعث إلى معز الدين بتسليمهما له، غير أن تيمور وصاحبه هربا إلى قندهار ومنها إلى سيستان، فاحتال واليها وهاجمهما، وفي أثناء الهجوم أصيب تيمور بجراحات شديدة، وتعرضت قدمه اليمنى لضربة أورثتها عاهة جعلته يعرج، فسُمِّي ب(تيمورلنك) أي تيمور الأعرج. ثم عاود الاثنان جمع الأتباع والأنصار، ونجحا في مهاجمة إيلياس خواجه، وتمكنا سنة (766 ه - 1364م) من السيطرة على بلاد ما وراء النهر، ثم لم يلبث أن وقع الخلاف بين تيمور لنك وصهره، حسمه الأول لصالحه، ودخل سمرقند في (12 من رمضان 771 ه - 14 من إبريل 1370م)، وأعلن نفسه حاكما عليها، وزعم أنه من نسل جغتاي بن جنكيز خان، وأنه يريد إعادة مجد دولة المغول، وكوَّن مجلس شورى من كبار الأمراء والعلماء.
وبدأ تيمور لنك غزواته باكتساح بلاد الكرج (القوقاز) ونهبها سنة 1399م، ثم سار إلى (عينتاب) ففتحها، واتجه إلى حلب حيث دار قتال دام أربعة أيام سقطت بعده، وبلغ عدد القتلى فيها عشرين ألفاً والأسرى أكثر من ثلاثمائة ألف.
وبعد عمليات النهب والحرق والسبي والتخريب التي قام بها تيمور لنك وجيشه اتجه إلى حماة والسلمية، ولم يكن حظهما بأحسن حال من حلب، وواصل زحفه إلى دمشق التي بذل أهلها جهودا مستميتة في الدفاع عن مدينتهم، لكن ذلك لم يكن كافيا لمواجهة جيش جرار يقوده قائد محنك، فاضطروا إلى تسليم دمشق. ولمَّا دخل تيمور لنك المدينة أشعل فيها النار ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها، وأصبحت أطلالاً، وبعد أن أقام بها ثمانين يوما رحل عنها مصطحبا أفضل علمائها وأمهر صُناعها، واتجه إلى طرابلس وبعلبك ففتحهما، وعند مروره على حلب أحرقها مرة ثانية وهدم أبراجها وقلعتها، وبذلك وجّه ضربات قاصمة لدولة المماليك في الشام التي لم تفلح في مقاومة هذا الغازي الجبار وجيشه الجرار.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved