Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الثقافة البرتقالية الثقافة البرتقالية
فهد الحوشاني

هذه الثقافة لم تأتِ عبر حملات الغزو الثقافي التي كنا نتحصن ضدها، ورغم ذلك نجدها قد سبقتنا إلى بيوتنا! فهي محلية عربية الصنع نشأت وترعرعت بين محيطنا وخليجنا، كان لها عدد من الارهاصات السابقة في بعض الاعمال الفنية والفيديو كليب المحلي والعربي، لكنها بالطبع لم تبلغ حد الظاهرة الا مع (البرتقالة)! لم يقم ذلك المطرب الذي ورط نفسه مع الفواكه بأكثر من عملية (تكثيف) في معمله الخاص لعدد من عناصر الثقافة السائدة، والتي تشكل المزاج العربي القائم الآن!! الذي قد يتعامل مع الاحمر احياناً ولكنه يتوقف كثيراً عند اللون البرتقالي الذي يعيشه في يومه وليلته واحلامه وآماله.
ما قام به علي سعد هو (تركيز) الواقع المزاجي وتقديمه في كأس يترجرج، لأن الكف التي تمسك به تريده رجراجاً! أليس كل علب العصير تطلب رجه قبل شربه؟!
إن أغلب ما يقدم لنا يلعب في مساحات خضراء مزروعة ومسموح اللعب فيها، فلماذا نهاجم اللاعبين بعد ان نطلق لهم صافرة البدء، ثم نعلن ان اهدافهم تسلل ومشكوك في صحتها؟! ألأن لجنة التحكيم مازالت تستقر في ذهنيتنا لكن عيوننا وامزجتنا حرة تنطلق الى الملاعب الخضراء المزروعة بالثقافة البرتقالية دون حسيب منا؟!
في هذا الرمضان حتى مَنْ كانوا يبثون ثقافتهم البرتقالية من خلال عناصر مغايرة لما يقدمه علي سعد انتقدوه او استفادوا منه في مسلسلاتهم وبرامجهم لانه نجح اكثر منهم في التكثيف والتركيز.
إن علي سعد مثله مثل جوال الباندا، يجب ألا نجعله شماعة نعلق عليها صدماتنا المفتعلة عندما تلعب الثقافات البرتقالية في ملاعبنا! إن الخوف ليس من ثقافة عناصرها كانت موجودة في السابق وتم تركيزها وصبها في كأس ورجت حتى (طاشت)! إن الخوف يجب ان يكون من ثقافة قادمة لم تكن البرتقالة إلا ارهاصا لها وضوءا برتقاليا تحذيرياً، سيتم تشكيلها من عناصر مغايرة لم نتعود عليها وتعتمد على الارتجاج اكثر مما سيتيح لها ان تنداح دوائر تأثيرها الى مساحات ليست خضراء ولم يكن مسموحا اللعب بها!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved