Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

في موكب الحياة في موكب الحياة
لماذا لا نعامل المرأة كما كان يعاملها رسولنا الكريم؟!!
د. عبدالرزاق بن حمود الزهراني

محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الإسلام وقدوة المسلمين، ومثلهم الأعلى, وسنته هي المصدر الثاني للتشريع، والسنة هي أقواله وتقريراته صلى الله عليه وسلم. وعند النظر إلى بعض مواقفه، وتعامله مع المرأة، نجد أنه كان آية في الأخلاق النبيلة، والتعامل الرقيق، واحترام المرأة، والحفاظ على مشاعرها، وعدم جرح أحاسيسها، ومد يد المساعدة لها.
إن البعض من المسلمين اليوم يستنكف من تقديم المساعدة لزوجته، أو الأخذ بيدها ومساعدتها في صعود أو هبوط, فضلاً عن أن يساعدها في بعض أعمال المنزل التي يستطيعها، ولا تنقص من قدره، وبعضهم يعتقد أن احترامه لزوجته أمام الآخرين، والنزول عند رغبتها يقلل من شأنه، ويُنقص من رجولته، ويفقد قوامته. إن للرسول القائد موقفاً يعتبر مثالاً للتواضع والرحمة، ومثالاً لتقدير المرأة واحترامها.فقد جاء في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، فلما كان في بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبي: كذلك سوقك بالقوارير؟!! وبينما هم يسيرون برك بصفية بنت حيي جملها، وكان من أحسن الإبل، فبكت، فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاءً وهو ينهاها، وأمر صلى الله عليه وسلم الناس بالوقوف والنزول، علماً بأنه لم يكن يريد النزول. إنه صلى الله عليه وسلم لم يعنفها، ولم يرفع صوته عليها، رغم أن السبب الذي بكت من أجله كان بسيطاً، بل إنه أخذ يمسح دموعها بيده، وفي هذا ما فيه من الحنان والرقة والتواضع.والموقف الثاني يرويه لنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها (أي لصفية) وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب (11). وكلنا يعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يسابق عائشة، ويقول: (خياركم خياركم لأهله)، ويقول: (ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم). إلى غير ذلك من الأحاديث التي تدعو إلى التعامل الإنساني مع المرأة، واحترامها، وتقدير مشاعرها، وأحاسيسها.

فاكس 012283689


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved