Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

مد وجزر.. وضحك على الذقون مد وجزر.. وضحك على الذقون

* أطلقته - هيا سعد:
مع إطلالة شهر رمضان المبارك أثبتت الفضائيات العربية أنها فضائيات (مد وجزر) تأخذ أمواجها بالتدفق غير المرضي من حيث عدم التركيز على احترام ذائقة المشاهد العربي النزيه، حيث إنها تحمل (موجة) فضائية عارمة ذات فكر استهلاكي وأهداف قصيرة المدى، لأنها تتعامل مع المشاهد كما يتعامل أصحاب الاستثمارات مع السوق وما يتطلبه من بضاعة رخيصة خالية من علامة الجودة المطابقة للمواصفات والمقاييس المحترمة فهي تسعى إلى دراسة جدوى الجديد الذي سيحقق أكبر قدر ممكن من العوائد المادية. وذلك دون أي اعتبار حقيقي لأي أهدافٍ أخرى.
إننا بالنظر في حركة المد والجزر التي أخذت في تعاطيها جميع القنوات الفضائية العربية من خلال تقديم البعض من الأعمال غير الهادفة، وسحب بعض الأعمال الأخرى والتي تأتي في الصميم وتكون ذات مغزى واضح وصريح للمعنيين بالأمر، نرى أنها قد تأتي ثمارها وقد تجعل المشاهد العربي على يقظة فيما يدور في فلكه، ويلامس حدود أرضه.
وذلك أن هذه الأعمال التي قدمت ثم سحبت، بعد النظر فيها وجد أنها قد تسبب ربكة وقد تشد انتباه المشاهد وتوقظه على حقيقة ما يدور حوله.
وقد تسبب خسائر فادحة لكبار المستثمرين خلف هذه الفضائيات، لأنها ستقلل من متابعة السذج الذين يبحثون عن المضحك الرخيص وذلك لأن الذين سيحرصون على متابعتها سيكونون من أصحاب العقول الناضجة والواعية لما يدور خلف الكواليس.
وبذلك أرى أنه لا يخفى على الجميع ما تقوم به بعض الفضائيات من استخفاف للمشاهد واستهتار بأصحاب العقول المحدودة.
فانطلاقاً من الخط الساخن وبرامج (التوك شو..) (tuck show), مروراً بالخطوط الحمراء في برامج (اتصل واربح) وصولاً إلى مسابقات الملايين والضحك على الذقون.. وبعد ذلك التذبذب بين هذا وذاك.. وتغطية ما تبقى من مساحة بإعلان تجاري يحمل صوراً... لست في حاجة إلى شرحها وتفصيلها، لأنها مسبوقة الشرح والتفصيل، وتقدم على طبق مغلف.. لا ينتبه لها إلا الذي يزيل هذا الغلاف، الرقيق الشفاف.
إن التذبذب وعدم الثبات هذا دليل على فقدان ربان السفينة الفضائية لجهاز (جي بي إس) أو بمعنى أصح.. جهاز تحديد الاتجاهات. المتمثل في الإيمان القوي الراسخ، المنبعث من الرسالة الحقيقة واتجاهها الصحيح الثابت. وليس في أن تسير السفينة إلى حيث تتدفق الأمواج وتقود الأعاصير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved