Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

معظم القتلى قضوا اختناقاً والسلطات تخاطر باندلاع انتفاضة في الجنوب معظم القتلى قضوا اختناقاً والسلطات تخاطر باندلاع انتفاضة في الجنوب
حكومة تايلاند تعترف بخطئها الفادح في مقتل 80 مسلماً

* بانكوك - الوكالات:
قال رئيس الوزراء التايلاندي ثاكسين شيناواترا أمس الأربعاء إن قوات الأمن ارتكبت أخطاء في الطريقة التي تعاملت بها مع حوادث شغب للمسلمين في جنوب تايلاند وأعرب عن الأسف لمقتل نحو 80 مسلماً أثناء احتجاز السلطات لهم. وقال المراقبون إن الأسلوب الذي اتبعته الحكومة يجعلها تخاطر باندلاع انتفاضة في جنوب البلاد المضطرب.
وقال للبرلمان يمكنني القول إن الحكومة لجأت إلى إجراءات خفيفة ولم تستخدم القوة في إخماد المحتجين لكن أخطاء وقعت أثناء نقل المعتقلين إلى شاحنات.
وكانت هذه أول تعليقات لرئيس الوزراء منذ قال مسؤولون في وقت متأخر يوم الثلاثاء إن 78 محتجاً لقوا حتفهم من جراء الاختناق يوم الاثنين أثناء نقلهم إلى مركز احتجاز في ثكنة عسكرية بجنوب تايلاند الذي يغلب المسلمون على سكانه. ومات معظم القتلى اختناقاً عندما تم حشر 1300 من المتظاهرين في شاحنات إثر استخدام الأجهزة الأمنية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفرقة التظاهرة خارج مركز الشرطة في محافظة ناراثيوات.
وتدخلت قوات الأمن الاثنين لتفريق تظاهرة احتجاج على اعتقال ستة مسؤولين محليين شارك فيها ثلاثة آلاف شخص في ولاية ناراثيوات في جنوب تايلاند الذي يشهد حركة انفصالية منذ مطلع السنة.
وقال ثاكسين إني آسف لضياع أرواح بطريقة ما كان ينبغي أن تحدث بسبب الاختناق وسوف آمر بتشكيل لجنة تحقيق في الواقعة.
وكانت حركة التمرد في جنوب تايلاند الذي يبعد أكثر من ألف كلم عن بانكوك، تنشط بصورة غير منتظمة على مدار عقود لكنها جددت نشاطها في كانون الثاني - يناير عبر اقتحام مخزن للجيش، وقبل عدة أشهر قتل العشرات من المسلمين في مذبحة نفذتها قوات عسكرية داخل أحد المساجد.
وشهد الجنوب الذي يشكل المسلمون أكثر من 80% من سكانه، أعمال عنف خطيرة في السبعينيات والثمانينيات بسبب النزعة إلى الانفصال ثم عاد الهدوء مع اضعاف الحركات التاريخية الكبرى.
وقال رئيس الوزراء الذي يواجه أزمة خطيرة سنشكل لجنة للتحقيق في نقلهم في شاحنات حشروا فيها حتى عجزوا عن التنفس.
وكان مسؤول حكومي تايلاندي أعلن الثلاثاء أن 80 شخصاً توفوا معظمهم اختناقاً خلال نقلهم بشاحنات تابعة للجيش إثر اعتقالهم خارج مركز للشرطة تجمعوا أمامه للاحتجاج.
وقتل ستة متظاهرين خلال تفريق التجمع الذي شارك فيه آلاف المسلمين الغاضبين أمام مركز الشرطة في إقليم ناراثيوات، بينما اعتقل حوالي ألف آخرين.
وقال ثاكسين نحن آسفون.. حاولنا الاهتمام بهم وما كان يجب أن يموتوا. وأضاف ستشكل لجنة للتحقيق حتى نتمكن من التوصل إلى نتيجة.
وأكد رئيس الوزراء التايلاندي أن قوات الأمن لم تستخدم أسلحتها لتفريق التظاهرة، لكنه أوضح أن المتظاهرين رشقوا عناصر الأمن بالحجارة وتسببوا في جرحهم. وتابع استخدمنا كل الوسائل الهادئة ولم يصغوا فبدأنا اللجوء إلى خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، لم يطلق أحد النار على الحشد، اعتقل متظاهرون واقتيدوا في شاحنات توفي بعضهم اختناقاً فيها.
وذكرت التقارير الأولية للأطباء الشرعيين أن ثمانين بالمئة من الضحايا توفوا اختناقاً، وقد نقل المعتقلون الذين وضعوا بأعداد كبيرة في شاحنات مغطاة قطعت أكثر من 120 كيلومتراً في حوالي ست ساعات في جو حار، وعند وصول الشاحنات كان 78 منهم قد توفوا، وأثارت هذه الحوادث صدمة كبيرة في تايلاند، حيث طلب من الحكومة أن تكشف ملابساتها.
ودعت واشنطن بانكوك الثلاثاء إلى التحقيق في موت هؤلاء الموقوفين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن السلطات التايلاندية مسؤولة عن الطريقة التي عومل بها هؤلاء الموقوفون ونطلب أن يكشف التحقيق الجاري كل الظروف المحيطة بموتهم.
وأضاف أن الولايات المتحدة قلقة أيضاً أمام حالات الوفاة التي تزايدت في جنوب تايلاند وتأمل أن تدير الحكومة التايلاندية هذا الوضع بطريقة لا تؤجج معها التوتر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved