Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

« الجزيرة » تروي الدقائق الأخيرة للاكتتاب في (اتحاد اتصالات) « الجزيرة » تروي الدقائق الأخيرة للاكتتاب في (اتحاد اتصالات)
بنوك تعلن وقف الاكتتاب قبل انتهاء الفترة النظامية.. ومواطنون يصرخون:هل يمدد الاكتتاب؟

* تقرير كتبه - عبد الله العاصم:
خيم الحزن على وجوه أعداد كبيرة من المواطنين الذين غادروا فروع الكثير من البنوك المحلية ب(خفي حنين) في آخر أيام الاكتتاب في شركة اتحاد اتصالات، وفي ليلة الثلاثاء الماضي وعند دوام الفترة الثانية للبنوك (يبدأ الساعة التاسعة ليلاً وحتى الحادية عشرة ليلاً) وضعت يافطات في افرع لهذه البنوك تبلغ المراجعين المهرولين للاكتتاب بعدم قبول اكتتابهم!!
وفي بنك آخر.. تكدس مئات المواطنين وسط وخارج مبنى البنك باحثين عمن يسهم في تخفيف معاناتهم وإنهاء معاملاتهم، وفي هذا البنك وزعت أرقام (قليلة) لترتيب الاكتتاب وتنظيم المراجعين الذين لم يحصل غالبيتهم على هذه الأرقام الظاهر جزء منها في جيوب رجال الأمن والسلامة الموظفين في هذا البنك.
ومع اقتراب الساعة من الحادية عشرة ليلاً واقفال أبواب البنك الذي صار ممتلئاً بالمواطنين تعالى الصراخ للمطالبة بزيادة الموظفين المعنيين بمراجعة استمارات الاكتتاب والذين لم يتجاوز عددهم اثنين وفي حالات كثيرة يكون موظفاً واحداً لانشغال الآخر بمهام أخرى - كما يدعي -.
كانت ليلة الثاني عشر من رمضان مأساة حقيقية لكثير من المواطنين، ضاعت فيها أوقاتهم وطاقاتهم، والكثير الكثير من التزاماتاتهم، كانت ليلة ذكرتهم بروايات ألف ليلة وليلة الأسطورية، معظم المراجعين أتوا للبنك من الساعة التاسعة ليلاً وآخرون تأخروا كثيراً وأتوا التاسعة والنصف، كان الجميع على موعد مع حلقة كانت ستميز مسلسل (طاش ما طاش)، حارس أمن يعمل في البنك يمرر أرقاما متقدمة لصديق يعرفه.. وغياب تنظيمي للمراجعين.. ومسؤول - غير سعودي - في البنك يمرر معارفه وينهي معاملته والباقون يتفرجون وهم يضحكون ويتحسرون.. وفي خضم انفلات الأعصاب يحضر من الصندوق شاب موظف ليطلب من المدقق في خدمات العملاء - موظف واحد فقط - وقف عمله، ويصيح: أوقفنا الاكتتاب!!
وتتعالى الاصوات ويبحث المراجعون عن (المدير) ليقال انه خرج ولم يعد، الموظف في خدمة العملاء وبدافع إنساني واصل عمله وزملاؤه في الصندوق توقفوا عن أي عمل، وفي ظل مواصلة هذا الشاب لعمله (الإنساني) وتجمع الكثير من المراجعين أمام نوافذ الصندوق (المغلقة) أصلاً وتوسلهم ورفع أصواتهم أحياناً للموظفين داخل الصندوق الذين تكاد ألا تراهم من (عجعجة) الدخان.. في ظل هذا كله يخرج المسؤول - ليس المدير - بقميص وبنطلون ليرفع صوته ويؤنب الشاب الموظف أمام أعين ومسامع الحاضرين لعمله المقدر من المواطنين.
ووسط هذه الظروف وكردة فعل (طبيعية) على تصرفات الموظفين في البنك، تتعالى أصوات المراجعين وتزيد نبرة ارتفاعها وتصير فوضوية لا توصف في البنك، ليخرج من (الإبريق) المدير! وهو بكامل اناقته، ويطلب من الجميع المغادرة طوعاً أو كرهاً ويهددهم باستدعاء الشرطة لطردهم، وتكون إجابات المراجعين : نحن نريد الشرطة.
بعدها يعي المدير حساسية الموقف، ويبدأ الإسهاب في الحديث عن نفسه وحزمه وصرامته مع الموظفين ويحاول التخفيف من غضب الغاضبين ويطلب منهم الانتظار 15 دقيقة وبعدها الانتظار 30 دقيقة وعند الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل يطلب سعادة المدير والسكرتارية تنظيم الصفوف والصف (طابور) لإنهاء اجراءاتهم لتعود الابتسامة لمحيا البعض، ويباشر البعض الآخر اتصالاتهم مع زوجاتهم لبحث أمر السحور، وواحد هناك يتوقف عن تعبئة أوراق يحملها تحمل اسماء وتواقيع والأرقام الهاتفية للمراجعين لتقديمها شكوى ضد البنك..
وعند توقف عقارب الساعة عند الواحدة وخمس وأربعين دقيقة ترتفع أصوات الموظفين في الصندوق وكل الموظفين موجودين وتظهر أمام المراجعين الشخصية الحقيقية للمدير ليخرج وكما هو وسط حراسات السكرتيه ويقول: عذراً فلن نستطيع عمل شيء، وعذره - رعاه الله - ان هناك عجزا ماليا وقع فيه الموظفون ويحاولون معرفته ولن يخرجوا لمنازلهم إلا بعد تغطية العجز.. بعدها عرف المراجعون ان (النفخ في قربة مشقوقة حرام) وعذروا المدير بعد أن عرفوا انه (لا يفك ولا يربط) ودعوا على المسؤول الأجنبي!!
وتساءلوا: هل يصدر قرار بتمديد الاكتتاب؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved