Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

حقوق الإنسان.. ماذا يراد بها؟ حقوق الإنسان.. ماذا يراد بها؟
صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان /عضو هيئة كبار العلماء

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد... فقد كثر في الآونة الأخيرة الكلام عن حقوق الإنسان، وكأن الإسلام قد تناسى حقوق هذا الانسان حتى جاء الغرب الكافر فنادى بها وهو يريد بالإنسان من يحتمي به ويلجأ إليه. ومن لم يكن كذلك فليس بإنسان في عرف الغرب كإنسان فلسطين وانسان العراق وانسان أفغانستان الذين تدك عليهم بيوتهم ويشردون من ديارهم وتنهب ثرواتهم.
إن الإسلام قد كرم الإنسان وحمى حقوقه منذ أكثر من أربعة عشر قرناً حينما نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع. فحقوقه محفوظة منذ كان جنينا في بطن أمه إلى أن يكتمل أجله، قال تعالى:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}، لقد حمى الإسلام حقوق الناس وشرع العقوبات الرادعة في حق من اعتدى عليها فحمى حياته بالقصاص من القتلة الذين يقتلون الناس عمداً وعدواناً، وحمى عقل الإنسان بجلد السكران، وبالعقوبة الشديدة على من يتعاطى المخدرات أو يروجها، وحمى عرض الإنسان بجلد القاذف ثمانين جلدة وعدم قبول شهادته والحكم عليه بالفسق حتى يتوب وحمى النسل بجلد الزاني البكر ورجم الزاني المحصن. وحمى مال الإنسان من السرقة بقطع يد السارق، وحمى الأمن بقتل قطاع الطرق وصلبهم. أو قطع أيديهم وارجلهم من خلاف، أو نفيهم من الأرض وحمى الأمن بقتال البغاة والخوارج وحمى الإمامة والولاية العامة بقتل من يريدون شق عصا الطاعة وتفريق الكلمة. وحرم الإسلام الرأفة بالجناة أو إيواءهم والشفاعة لاسقاط العقوبة عنهم ولعن من فعل ذلك بينما الغرب الكافر يحمي الجناة ويحن عليهم ويعتبر معاقبتهم انتهاكاً لحقوق الإنسان التي ينادي بها ثم لا ننسى أن الله سبحانه كما جعل للإنسان حقوقاً يجب احترامها وحمايتها فقد أوجب على الإنسان حقوقاً يجب عليه أداؤها ومراعاتها أولها:
حق الله سبحانه ثم حق الوالدين والأقارب واليتامى والمساكين والجيران والصاحب بالجنب وملك اليمين وحتى البهائم لها حق على من يملكها بالرفق بها والإحسان إليها حتى عند ذبحها فقد دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت ودخلت الجنة امرأة سقت كلباً عطشان، فهل الاسلام قد أغفل حقوق الانسان حتى جاء الغرب الكافر لينادي بها وهو الذي يعتدي عليها وينتهكها جهاراً وعلانية، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved