Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

نحو مدرسة متطورة نحو مدرسة متطورة
مندل بن عبد الله القباع

حينما نتعرض لمفهوم المدرسة المتطورة نرتكز على مبادئ أولية
أولها: صياغة الأهداف التي تمكن المتسلم من تحقيق ذاته ويتأكد هذا المبدأ عندما نشكل العقل الناقد دائب التساؤل والاستفسار لتكوين فكره، ويقدر على إرسال ما استوعبه في عملية تواصل جيدة وعلاقات اجتماعية ناجحة، واكتسابه خلقاً طيباً.
ثانيها: وضع المناهج التي تمكن المتعلم من إرضاء اهتماماته العقلية وإكسابه حرفة تتناسب مع قدراته وميوله واحتياج المجتمع.
ثالثها: تكوين المواطن الصالح الذي يعرف مسؤوليته قبل نفسه وأهله ووطنه بحيث يكون مساهماً - عن وعي وإدراك - في تجسيد قيم المجتمع وتميزه عن غيره في تأكيد الهوية الوطنية.
هذه هي بعض من المبادئ الأساسية للتطلع إلى المدرسة المتطورة فإن كان في البدء تحديد وصياغة الأهداف فهي تسري قبل المدرسة الابتدائية والثانوية، وتحقيق هذه الأهداف المتوافقة تحتاج لمناهج جيدة تساعد في بلوغ الأهداف وتطبيقها ميدانياً دون عثرات أو عوائق.
ويقول رجال التربية إن المناهج في تطورها ترسي قواعد التعلم المثمر وإكساب مهارات وخبرات ومواقف واهتمامات وأفعال تمكن من تحقيق الأهداف.
إذن على طريق النهج الفعال يتم إبراز وتجسيد وتحقيق الأهداف، وتدور هذه المناهج حول:
أولاً: تعليم المهارات الأساسية وهي القراءة والكتابة والحساب، وهي أساس التواصل سواء من أجل غايات شخصية أو من أجل التعامل مع الآخر في محيطه.
ومن أجل المساهمة في تحمل قدر من عبء التنمية المحلية لا بد له من توظيف المهارات الأساسية في تفهم البيئة والمتاح من إمكانات فيها ومتطلباتها الآنية والمستقبلية، وكذلك تفهم طبيعة العلاقات القائمة بين الأفراد والجماعات المكونة للبيئة التي يعيش فيها.
ويضم إلى هذه المهارات الأساسية دراسة التاريخ والجغرافيا ومبادئ علم الاجتماع والاقتصاد وشيء من العلوم الفيزيقية والبيولوجية وذلك للإلمام بالعالم الطبيعي والاجتماعي القائم به، وأيضاً للإلمام بالعديد من العلوم وتطبيقاتها في الحياة اليومية وتعرف كيفية التوصل بمنهجية علمية لحل مشكلات الواقع وتخطي صعوبات الحياة بالاستفادة بنتائج التطبيقات العملية لكل من العلوم الحيوية والفيزيائية والكيميائية وعلوم الزراعة والصناعات والإفادة من هذه النتائج المتحرى عنها كنتيجة تطبيق العلوم المذكورة ليتم الربط بين العلم والعمل.
ثانياً: تزويد المدرسة الإعدادية والثانوية باستكمال المناهج العملية التطبيقية لتخريج الأيدي العاملة الماهرة لتغطية احتياجات سوق العمل، ورفع الموهوبين إلى الجامعة والمعاهد العليا ليتم إعدادهم ليكونوا أخصائيين أكفاء يؤمنون للوطن حاجته من الفنيين والتقنيين اللازمين الذين يمكنهم المشاركة الواعية في مشروعات التنمية لتغطية الأسواق المحلية باحتياجاتها الاستهلاكية والتقنية وبتيسير إجراءات بلوغ التقدم والتطور المنشود.
هذه العمالة الفنية والماهرة قد نالت قسطاً من طرق التعليم الحديثة والمتطورة ويذكر لنا الاختصاصيون في التربية أن أحدث هذه الطرق وأنفعها ما يطلق عليه بالتعليم المبرمج الذي ينهض على أربعة مرتكزات أساسية هي:
1- منطلقات التعلم التراثي أي كيف يعلم الطالب نفسه بنفسه.
2- إرساء قواعد حل المشكلات ليسلكها الطالب في حل ما يواجهه من مشكلات في الأعم تربوية سلوكية.
3- انتقاء أساليب التعليم المناسبة لكل مرحلة تعليمية.
4- وضع أسس تنمية الإبداع وتحرير الشخصية.
فإن كانت هذه تمثل المرتكزات الأساسية لإقامة المدرسة المتطورة فالأمر يحتاج إلى تفعيل أكثر نلخصه على النحو التالي:
- التعلم المستمر.. وهو مدى الحياة (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) ووفقاً لهذا يسير التعليم على خط متصل منذ سنوات العمر الأولى إلى نهاية العمر، خاصة وأن العلوم والمعارف تتكاثر كل يوم، وأصبحت الخبرة الإنسانية مفتوحة لا تحدها حدود ولا يقف أمام استمرارها أي حائل مما يجعل التعليم متغيراً والخبرة كذلك متغيرة فالبضرورة يلزم إعادة التأهيل مع كل ما هو جديد للإلمام بالتقدم العلمي الحادث في مجتمعات صارت سماواتها مفتوحة بلا حدود مما جعل المؤسسة التعليمية مركزاً للتعلم وتأهيل الطالب ليعلم نفسه بنفسه، ويتضمن هذا التأهيل كيفية البحث عن المعلومة وكيف يتعامل مع المراجع ويتعرف على المصادر والدوريات والحوليات وكيف يلم بالطرق والوسائل التي تفيد دراسته أو بحثه.
والمدرسة المتطورة هي التي تساعد الطالب في مواجهة المشكلات التي تعترض سبيله العلمي خاصة وأن هذه المشكلات قد تتصل بحاجاته وميوله ومطالبه المتجددة، هذه المواجهة تقوم على أساس الإلمام بها من كافة النواحي واستخدام الخبرة الثرية التي ألم بها من تعامله مع قضايا التربية المختلفة ومواقفه العديدة.
- التفرد في الخصائص والمميزات التي تخص كل فرد على حدة وتقديم العناية والرعاية الواجبة لكلٍ حسب حالته من حيث قابلية التعلم والميول والرغبات والإمكانيات.. الخ.
وحسب معطيات المدرسة المتطورة يمكن تنمية الطفل المبدع كي يندفع للعمل المثمر لإغناء الشخصية السوية التي تجعل العمل وسيلة للتوافق النفسي والاجتماعي وحافزاً على التقدم ودافعاً للخلق والإبداع. وفي الختام نقول إن المدرسة المتطورة هي التي تتيح الفرصة للطالب كي يستغل مواهبه الكامنة أقصى استغلال ممكن، للتعامل - الممكن - مع ما تفرضه علينا الحياة العصرية من مهام في مجالات متعددة في الاجتماع والتكنولوجيا والعلوم.
وتهيىء المدرسة المتطورة القوى البشرية القادرة على مواجهة التحديات، وتخطي الصعوبات التي يفرضها الواقع العولمي، وتهتم المدرسة المتطورة بعملية الإتقان والاكتساب المهني الحرفي والعمل الدءوب من أجل مواكبة التغيرات الحادثة في النواحي الأخرى المهتمة بالعمل المتواصل للحاق بركب الأمم الأكثر تقدماً والتي نعيش معها في عصر واحد.
فما رأي رجال الاختصاص التربوي؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved