Thursday 28th October,200411718العددالخميس 14 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

7 محرم 1392هـ الموافق 22-2-1972م العدد 379 7 محرم 1392هـ الموافق 22-2-1972م العدد 379
لماذا نكتب.. وكيف نقنع؟
ساعد خضر الحارثي

عندما يتناول أي كاتب مهما كانت قدرته الكتابية موضوعاً لكاتب آخر نشر على صفحات صحفنا المحلية بالنقد السليم وابداء الرأي فيه فإنما يعبر عن مرئياته تجاه هذا الموضوع حسب رأيه.. ومدى مقدرته وتطلعه وثقافته.. ولكل كاتب رأيه له الحق في ابدائه وعرضه على القراء سواء كان معارضاً أم مؤيداً لفكرة الكاتب الآخر.. ويترك الحكم للقراء.. والتمييز بين السمين والهريان وأخذ ما كان ايجابياً واهمال ما كان سلبياً.. إذا فما على الكاتب الآخر إلا أن يتقبل النقد الموضوعي في موضوعه بنفس هادئة، وتفكير متزن، وان كان فيه الخطأ والصواب.
الإنسان معرض للخطأ كما هو معرض للصواب، وجل من لا يخطئ، فإن كان رأي هذا الكاتب ونقده صحيحاً سليماً فمن الحق التسليم به.. وهذه هي الغاية من الكتابة.. وإذا كان مجانباً للصواب فمن حقه أيضاً محاولة اعادته بالنقاش الهادف البناء والبراهين والدلائل دون تهويش لا طائل تحته.. وأخاله عائداً إذا كان ممن يعنون ويقدرون الكلمة والفكرة والهدف وشعور الآخرين.. وهذا - وللأسف - ما نفتقر إليه لدى كتابنا وخاصة الصغار منهم الذين لا يزالون في بداية الطريق عند اول درج السلم. وأمامهم طريق صعب طويل لا يجتازه من لا يهمه إلا أن يرى اسمه معلقاً في ذيل موضوعه.. يخيل له أنه يتلألأ ويضيء على صفحات الصحف غير آبه بالفكرة والهدف.. فما أن يعمد كاتب لتناول موضوع آخر، مدحاً واطراء، إلا نصب رأسه هذا الممدوح، وشد قامته، وكرر عبارات الشكر والثناء لهذا الكاتب.. والويل له ان كان تناوله منتقداً مبيناً ملاحظاته وبعض الهفوات التي يكون وقع فيها الكاتب الآخر.. فما أن يقرأ هذا إلا امتعض وزم شفتيه، وشمر عن ساعديه، وشحذ قلمه، وأخذ ينفضها بشدة محلقاً في الأعالي (مع الغضب الكثير والنغم الحزين) مبتغياً أن يغمد هذا اليراع في صدر هذا الكاتب الذي تناول مقاله منتقداً.. يريد أن ينتقم منه.. أن يتهمه بالجهل وبالجنوح عن الصواب مهما كان مصيباً.. وربما قال هذا أقل من أن أرد عليه.. لا لسبب من الأسباب.. إنما لماذا ينتقد مقاله ليس إلا.
أليس هذا نوعا من السلبية.. أليس من الجدير عدم تقبل انتاج مثل هؤلاء.. (هذا رأيي)!. وهذا ما يلفت نظري دائماً في كتابات بعض الأخوة أثناء ردودهم على منتقديهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved