Saturday 30th October,200411720العددالسبت 16 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

خطة ذكية وراء إنهاء الكارثة بسحب السفينة لعرض البحر خطة ذكية وراء إنهاء الكارثة بسحب السفينة لعرض البحر
أمير جازان يثمن جهود الدفاع المدني في السيطرة على حريق السفينة الكويتية
الطيران العمودي ساند بفعالية كبيرة في إنهاء أزمة حريق استمرت 7 ساعات

* جازان - إبراهيم بكري:
ثمّن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان شجاعة رجال الدفاع المدني على حسن سيطرتهم على حريق السفينة الكويتية بميناء جازان في وقت قياسي مقارنة بحجم الحريق الكبير.
وأرجع سموه الكريم ذلك إلى حسن تأهيلهم وتدريبهم بإمكانات متطورة وحديثة في ظل الدعم اللا محدود من لدن حكومتنا الرشيدة.
(الجزيرة) من جانبها قامت أمس بجولة في أرض ميناء جازان لرصد آخر المستجدات حول الحريق الكبير الذي تسبب في وجود غيمة سوداء على مدينة جازان استمرت لساعات طويلة من صباح أمس الأول.
أسباب الحريق ما زالت مجهولة هذا ما سوف تقرره اللجنة المختصة خلال اليومين القادمين بعد وصول مختصين من المديرية العامة للدفاع المدني في مثل هذه الحوادث.
مصادر (الجزيرة) الخاصة أكدت أن الحريق استمر ما يقارب 7 ساعات، حيث كانت بدايته الساعة 7.35 صباحاً من أمس الأول الخميس واستمر الحريق لغاية الساعة 2.45 ظهراً.
السيطرة على الحريق لم تكن عملية سهلة، بل كان اختباراً صعباً لرجال الدفاع المدني بسبب ضخامة حجم السفينة والتي يبلغ طولها 175م وارتفاعها 7 طوابق وحمولتها تقدّر 150 ألف رأس من الماشية وتبلغ قيمتها ملايين الدولارات.
شجاعة رجال الدفاع المدني وحسن تأهيلهم ووجود الإدارة الواعية والحكيمة جعلهم يعلنون أقصى حالات الاستنفار بمشاركة 13 فرقة و85 فرداً وطائرة عمودية وعدد كبير من سيارات الإطفاء وأربع قاطرات بحرية و12 وايت قاذف وأربعة مواطير شفط مياه ولحظة وصول رجال الدفاع المدني تم إخلاء 87 بحاراً كانوا على ظهر السفينة حاصرتهم النيران وكادت أن تقتلهم لولا لطف الله ثم وصول رجال الدفاع المدني في أسرع وقت، وفور ذلك تم فك الحصار بآليات حديثة لتنقذهم جميعاً دون حدوث أي إصابات للبحارة المحاصرين.
وما زاد الأمر تعقيداً أن ألسنة النيران تتجه صوب خزان الوقود بسبب اتجاه الرياح ولكن حنكة وخبرة رجال الدفاع جعلتهم يبعدون السفينة عن الرصيف باتجاه عرض البحر خوفاً من انفجارها الذي سوف يتسبب في نسف كافة منشآت الميناء بسبب أطنان الوقود داخل الخزان وعدد 100 اسطوانة غاز يستخدمها البحارة لأعمال الصيانة كانت تشكل قنبلة موقوتة وهاجساً مخيفاً على فرق الحماية والإنقاذ.. العشرات من أفراد الدفاع المدني خاطروا بحياتهم وصعدوا على ظهر السفينة لكي يفرغوها من اسطوانات الغاز في موقف شجاع يجسد إخلاص أبناء الوطن وتم نقل 50 اسطوانة لخارج السفينة ولكن صعوبة الموقف لم تمكنهم من مواصلة التفريغ لكن تم نقلها لموقع أكثر أماناً على ظهر السفينة.
مسؤول رفيع المستوى بمنطقة جازان وصف ل(الجزيرة) بأن سحب السفينة لعرض البحر من رجال الدفاع المدني تعد خطة ذكية جداً ويجب أن تسجل وتحفظ كنموذج ناجح في مثل هذه الحرائق المعقدة ويجب أن تدرس في إدارة الأزمات، مضيفاً أن سحب السفينة سهل مهمة القاطرات البحرية والطيران العمودي الذي ساهم بفعالية كبيرة في القضاء على الحريق الذي يعد من أصعب وأخطر الحرائق على مستوى المملكة.
الطيران العمودي في هذه المهمة كان أشبه بطيور البحر التي تقترب من سطح الماء ثم تقلع مرة أخرى والدخان الأسود الكثيف لم يمنع قائد الطيران العمودي من الهبوط على ظهر السفينة أكثر من 40 مرة من أجل تفريغ المياه فوق ألسنة النيران وهي مغامرة كبيرة جداً من النادر مشاهدتها ورجال الدفاع المدني الذين كانوا على ظهر الطيران العمودي وصفوا أن حب الوطن وإنقاذ ممتلكاته يجعلنا ننسى الخوف ونغامر بأرواحنا.
ولقد ساند الدفاع المدني في هذه المهمة وحدة إطفاء الميناء وقوارب الإطفاء التابعة لحرس الحدود ووحدة إطفاء من مطار الأمير عبد الله بن عبد العزيز بجازان ووحدة إطفاء تابعة لأرامكو.
وفي نفس السياق يصل جازان اليوم ممثل لمؤسسة الكويتية بصحبة مندوب شركة التأمين لتقدير الخسائر المادية كما عبّر كافة البحارة عن شكرهم وتقديرهم لرجال الدفاع المدني الذين أنقذوهم.
خبراء اقتصاديون أكدوا ل(الجزيرة) بأن انفجار السفينة كان سوف يتسبب في خسائر كبيرة في ممتلكات الميناء وخطورة على الثروة السمكية بالمنطقة لكن فضل الله وحمايته ثم وقفة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز وحسن إدارته للأزمة جنبت منطقة جازان كارثة ذات عواقب وخيمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved