Saturday 30th October,200411720العددالسبت 16 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

ثقافة جيلنا القادم في خطر.. طالما العامية (تتمخطر)!! ثقافة جيلنا القادم في خطر.. طالما العامية (تتمخطر)!!

تعقيبا على صهيل العامية الشعبية.. ونزواتها التي طفح بها الكيل، وأنّت منها عزيزتنا غير مرة التي أشار إلى شيء منها الأخ سليمان المطلق منتقدا الكاتب عبدالرحمن السماري في اتخاذه العامية طريقا له في كتاباته، وكان ذلك في عدد الجزيرة (11706) ليوم السبت 2-9-1425ه وما زلت أذكر يوم أن كتبت وعلى هذه الصفحات بالذات في ردي على ابن معيقل.. وكيف يتشبث بعاميته اللقيطة في مقال نشر يوم الثلاثاء 20- 2-1424ه في عدد الجزيرة (11163) عنونته ب(سأخوض معركة الانتصار للفصحى) كان ذلك في ظروف سوداوية معتمة قاتمة يوم أن لحظنا تكشف هذه العامية اللقيطة في نظري وهي تجهز على لغتنا الفصيحة لغة القرآن الكريم، ولنقف على جسر واهٍ إثر هجمات شرسة على لغتنا الفصيحة من جارتها العامية التي يرى أنصارها أنها الواقع الثقافي الصحيح..!! متجاهلين خطرها على لغة القرآن الكريم.. وأنا أستعرض شريط هذا الحدث، وهذا المداد تبينت أمراً ثانوياً ألا وهو المواقف السلبية لبعض الكتاب الأعلام في صحافتنا العامرة تجاه لغتنا الفصيحة والذين يحسبون عليها بلاشك؛ من ذلك موقفهم تجاه اللغة العربية وتراثها إلى درجة إسرافهم في الدعوة إلى العامية.. والاعتداد بها في المنابر الثقافية والمناسبات الثقافية العامة!! فأصبحنا نلحظهم بين الفينة والاخرى يدعون إلى تذوقه وتمثله، فكم من أصحاب هذه العامية من وضعوا جيوبهم في أيديهم أوكلوا مهمة الدفاع إلى بعض أعلامنا من الكتاب..!! والغريب في الامر أنك تجد مثل هؤلاء الأعلام من الكتاب الأدباء من يمتلك عضوية في مجمع اللغة.. ومع ذلك تجده يناصر أصحاب العامية.. ويشاركهم في لغوهم في لغتنا العربية!!
فإلى هؤلاء أقول.. كفوا عن هذا الهراء.. وتمثلوا لغتنا الفصيحة.. واستحضروا مواطن الجمال في لغتنا، وتكشفوا عن مكارم الأخلاق فيها، وتبينوا مواطن الوصول الجميل لبيئتنا ولطبيعتنا الخلابة، وعن شموخ إنسان هذه البلاد وشيمة اكتبوا بجميل الألفاظ.. وحسن الأسلوب.. خير لكم من مطاردة هذه العامية التي (لا تسمن ولا تغني من جوع)!!.
أسألكم بالله ماذا جنينا نحن من مقارعة هذه العامية بلغتنا الفصيحة غير تفسخ الوشائج والصلات، وتحول ألفاظنا ولغتنا الشريفة الجميلة إلى ألفاظ أفسدتها اللغة العامية وتقاذفتها أفواهنا.. أليس هذا واقعنا بحق.. أجيبوني بالله عليكم!!؟؟
أسألكم بالله أتريدون إهمال تراثنا اللغوي وطمس معالمه ونسيانه..!
إن العامية بحق باتت تزكم أنوفنا صباح مساء، ونحن نقلب صفحات الصحف لتصطدم بنا صفحاتها الشعبية.. أو ما نسمعه في الجلسات.. ولكن من منا استوعب خطر هذه العامية على ثقافة جيلنا القادم بكل حق.. فنحن هنا بهذه العامية إن دعونا إليها واستحضرناها في مجالسنا الثقافية وفي مناسباتنا العامة.. بالكاد سنقضي على مستوى أبنائنا التحصيلي، وحتما سنفسد ذوقه ولسانه.. وألفاظه وبيانه!! أليس كذلك!؟؟.
وأنا هنا، وكما ذكرت لا أهمش دور العامية بتاتاً.. ولا أنكر أن فيها النزر القليل من الجمال وحسن العرض التصويري والدعوة إلى التحلي بالشيم العربية.. ولكن أجد ذلك عند قليل من الشعراء.. ولا تكاد تجد هذا الجمال إلا عند القدماء ممن عاصروا هذه البيئة واستطاعوا أن يبدعوا في تصويرها.. وعرض جمالياتها!! ذلك أنهم ينقلون الواقع كما هو.. أما بعض أبيات هذا اللون العامي اليوم فهي تصاغ من نسج الخيال، لاستعراض ملكاتهم الشعرية في هذا اللون ليس إلا!!
وهنا أخاطب شبابنا بأن يتنحوا عن هذا اللون الشعري المفلس!! ويتشبثوا بلغتهم الفصيحة.. ويقولوا الشعر فصيحا يحكي واقعهم.. وواقع هذه المصادمات للغتهم الفصيحة من جارتها العامية!! وأن يجددوا هذه اللغة.. ويورثوها لأجيال تأتي بعدهم جيلاً بعد جيل!!
حقا إن غزو هذه العامية الدخيلة في هذه الأيام.. ماهو الا تشويه للكلمة في فضاء لغتنا الفصيحة بكل ما تحمله من نقاء وروعة وجمال!!.
وهنا نقول: إننا مسؤولون عن الدفاع عن لغة القرآن.. وهذه أيضا مسؤولية كبار الكتاب.. ممن لهم باع طويل في الكتابة.. وصناعة الكلام والأدب عامة!!
حقيقة مازلت أتساءل وبحرقة.. كيف وصلت ذائقتنا اللغوية إلى هذا المنحدر السحيق كتابة.وحتى في أسلوب الخطاب والمشافهة.. بل كيف الفت أسماعنا عجمة اللسان.. وبعض المفردات الغريبة المنكرة.. بل كيف رضينا لأنفسنا أن نخاطب الأجانب في بلادنا بلغتهم.. ونهمل لغتنا في صورة بحق تحكي تنصلنا من هذه اللغة الفصيحة.. وإهمالنا لها!!
أحبتي نخلص في النهاية إلى أن الأمر يتعلق بشخصيتنا نحن في موروثنا الثقافي وديننا وذائقتنا ومكاننا الأدبي والإبداعي بين الشعوب!!؟؟ وليتنا هنا نعرف مكمن الخلل بحق..
ترى هل هو في مناهجنا أم في معلمينا أم في وسائل الإعلام أم العمالة والاختلاط بهم.. أم هو انهزام نفسي أمام الآخرين!!
لعل الخلل في بعض وسائل الإعلام وفي تساهلهم في الخطاب بلغة فصيحة واعتمادهم اللهجات العامية في جوانب عدة من إعلامهم المرئي والمقروء..!!
إننا بحق في كارثة قد تطال قدسية لغتنا.. وقد تقضي علىما تبقى منها من جمال!!
آه.. آه.. عمّ أحدثكم إن معاناتي اليوم.. معاناة ليس يداويها.. سوى أن نصهر كل ما كتبته آنفا بذاتنا، ونحسه جملة وتفصيلاً.. فنحن لا نريد أن نضع لشخصياتنا ولغتنا قالبا من صنع غيرنا.. وثقافة ارتكزت على ثقافات عدة.. هي للإجهاز على لغتنا أقرب منها إلى الانتصار لها.
ولنعلم بأن عنايتنا بالعامية.. معناه أننا نهدم بشمالنا ما بنيناه باليمين!!
فيا أنصار العامية إن كنتم تحتفون بعاميتكم فأين هي من شعر ابن لعبون وأمثاله ممن وفقوا في التقريب بين العامية والفصيح الى حد ما في عرضهم لصور جميلة.
فمتى نعتز بلغتنا الفصيحة.. وننتصر لها واقعاً وتطبيقاً لا خيالاً وتنظيراً!!؟
كل ما أريده هو أن نحد من هذا الاتجاه العاطفي تجاه العامية.. والتقليل من أهميتها لأنها لم تعد ذا فائدة تذكر.. وفي نظري أنها أصبحت (تطريبا وترفا لغوياً) لا يقدم ولا يؤخر ما عدا تلك الحقبة الزمنية السابقة التي سجلت شعراً عاميا اتصل منها بشيء من تاريخ ذلك الزمان!! وإن كان ولابد من العامية فيا حبذا لو تكون شعراً بعيداً عن ضجيجها المأفون عبر مقال نثري أو قصة أو خطابة!!

سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
المذنب ص ب 25 الرمز 51931


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved