مشاهد مؤسفة
محمد حزاب الغفيلي - الرس

قد لا تكون مثل هذه المشاهد مؤسفة في نظر الجميع لكن يكفي أنها كذلك لدى أصحاب المشاعر الإنسانية والوطنية السوية. ومن هذه المشاهد وهي كثيرة مشهد ذلك الشيخ الكبير الذي شاهده أحد الإخوة وهو يبكي في إدارة تعليم البنات في محافظة الرس في بداية العام الدراسي الحالي بعد أن شعر بخيبة أمل من المسؤولين الذين جاء إليهم يشكو كيف أن ابنته الحاصلة على أكثر من 80% في امتحانات الثانوية العامة لم تقبل في كلية التربية فلم يجد ما كان يؤمله من التفاعل مع مشكلته أو يقدر شيبته وقلة حيلته وهو العاجز عن تعليمها على حسابه الخاص وعاجز عن إقناعها بالكف عن البكاء منذ أن عرفت أنها غير مقبولة بالكلية.
لقد غالب البكاء والنشيج هذا المسن أمام جمهور المراجعين الذين رقوا لحاله وطلب منه البعض أن يذكر الله ويستعيذ به من الشيطان الرجيم، وقال آخرون: لا تلوموه فلو كنتم في مكانه لما وسعكم إلا البكاء؛ لأنها مشكلة أن يوصد باب التعليم في وجه هذه الفتاة وأمثالها، وفي هذه المرحلة من العمر وتحرم من مواصلة الدراسة في المجال الوحيد المتاح لمثلها مهما كانت نتيجتها في الثانوية العامة.
أما المسؤول الذي عليه (الشرهة) فقد كان مشغولاً بالمراجعين الآخرين، ويبدو أن هذا الموقف الذي أزعج المراجعين هو بالنسبة له من المواقف العادية.
أما المشهد الآخر فمشهد ذلك المواطن الذي تبدو عليه علامات الالتزام وهو يقوم بتنظيف سيارته الواقفة أمام منزله ويرمي ما بداخلها من الورق والمناديل في وسط الشارع دون مبالاة أو حياء فأين الوعي الحقيقي وأين احترام مشاعر الآخرين الذين صاروا يعيبون كل من يقترف مثل هذه السلوكيات غير الحضارية عندما تحدث من الجهال والمراهقين، فكيف بمن عليهم (الشرهة) ومن يفترض أن يكونوا قدوة للناس في كل شيء وأعني بهم الملتزمين؟ ثم ما الجهة المسؤولة عن مكافحة مثل هذه التصرفات المتخلفة؟ وإن كانت غير موجودة فيفترض أن توجد وتنشأ لها أقسام خاصة لدى إدارات الشرطة في كل محافظة باسم (شرطة الآداب).