Tuesday 2nd November,200411723العددالثلاثاء 19 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ضحايا بسبب إرهاب من نوع آخر ضحايا بسبب إرهاب من نوع آخر
عبداللطيف بن إبراهيم آل غضية - بريدة

كما تعد الأعمال التخريبية الإجرامية، تصرفات لا مسؤولة، فإن التفحيط والقيادة بتهور، والدوران والازعاج بالأحياء ليس بأقل خطراً من هؤلاء، بل إنهم قد يكونوا أشد خطورة، وأعظم بلية واشد فتنة، لأن المفحطين من أبنائنا ويعيشون معنا فلا نستنكرهم ولا نخشى من صنيعهم، وهنا يكمن الخطر وتزداد المشكلة، لأننا ألبسناهم لبوس البراءة من أعمالهم المشينة، والذي بسببهم أزقهت أنفس بريئة، وأرواح شريفة، سواء من المارة أو من المتهورين أنفسهم، فلا تكاد تدخل حيا أو شارعاً كبيراً في مناسبة أو غيرها إلا وترى ثلة من المتهورين المستهترين بأرواح الآخرين وممتلكاتهم مزعجين الغير ضجيجاً وتخويفاً ولإطاراتهم صرير وصراخ.
وقد أجريت مؤخراً دراسة ميدانية عن ظاهرة التفحيط المنتشرة هنا وهناك فنتج عن هذه الدراسة أن قتلى الحوادث التي غالبها من التفحيط، والتهور في القيادة أكثر من قتلى الحروب، وهذه النتيجة المؤسفة تنذر بخطر كبير يستدعي المسؤولين الغيورين على شبابهم ومجتمعاتهم بأن يتداركوا الأمر، وذلك بالإسراع بايجاد الحلول الناجعة لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة المنتشرة، وفي الحقيقة لم نر حتى هذا الوقت عقوبة رادعة لهؤلاء المستهترين وحلاً قاطعاً لهذه المشكلة وإن كانت هناك بعض المحاولات، والخطوات المباركة، للحد من هذه الظاهرة، إلا أننا نريد المزيد من الحلول المجدية والفعالة.
ومشاركة مني في علاج ومحاربة هذه الظاهرة أقترح الآتي:
1- العناية والاهتمام بتربية النشء التربية الصالحة، منذ نعومة اظفارهم والنصح في ذلك، فإن التربية الصالحة غالباً ما تؤتي ثمارها ولو بعد حين.
2- تربية الشباب منذ الصغر على حسن اختيار الصديق المناسب، فالصديق الصالح خير جليس للمرء، والصديق له تأثير كبير على صديقه فقد قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
وتحذير الشباب من مغبة مصاحبة الشاذين والمنحرفين سلوكياً فهم يفسدون ولا يصلحون.
3- احتضان الشباب الصادر منهم هذه الأعمال، والتعرف على همومهم ومشاكلهم الاجتماعية والنفسية، فغالباً هؤلاء الشباب لديهم مشاكل داخلية، يفرزونها لنا بأعمال صبيانية كالتفحيط والتهور بالقيادة وغيرها من التصرفات الطائشة.
4- انشاء دور ومراكز ونوادي تهتم بالشباب، وتنمية ما لديهم من مهارات وقدرات مع تقييم تصرفاتهم، وتهيئة أجواء خاصة لهم لتفجير طاقاتهم، ومزاولة انشطتهم، مع توفير وسائل ترفيه مناسبة لاعمارهم، كالألعاب المحببة لهم كاستعراض حركات السيارات الوحشية، والدراجات النارية،مع ارشادهم الى النافع منها والضار، ولا بأس باستضافة بعض المشاهير المعتزلين واقامة لقاءات معهم والاستفادة من تجاربهم الماضية.
وسواء كانت هذه المراكز صيفية دورية، أو شبه مستمرة طوال العام، لابد أن تكون تحت إشراف مباشر من مربين ومختصين بمشاكل وهموم الشباب ويمكن أن يستفاد من تجارب المراكز الصيفية فلها السبق والفضل في احتضان الشباب لسنوات طويلة.
5- منع وسحب جميع الأفلام من الاسواق التي تشجع على ارهاب المجتمعات والتي يطلق عليها (افلام الرعب والمطاردات) والتي تشحن الشباب على ارتكاب أعمال مرفوضة وتضييق الخناق على بث مثل هذه الافلام عبر وسائل الإعلام المحلية بقدر المستطاع.
6- اقامة ندوات ولقاءات دورية لعلاج ظاهرة التفحيط والتهور بالقيادة وكذلك اقامة دورات تدريبية مكثفة لمعرفة كيفية القضاء على هذه الظاهرة، واستضافة مختصين تربويين للاستفادة من افكارهم واطروحاتهم للحد من هذه الظاهرة وغيرها من الصور السيئة، فبالاخلاص والعزيمة تزول بإذن الله المصاعب.
7- اصدار مجلة أو نشرة دورية مهتمة بالحديث عن الأسلوب الحضاري في فن القيادة وغيرها من الامور الخاصة في المركبة وطرق السلامة، وفتح المجال أمام مشاركة آراء الكتاب والمواطنين في علاج مثل هذه الظواهر وتوزيع المجلة في أماكن تواجد الشباب.
8- اخيرا: الإكثار من الدعاء لهم بالصلاح والهداية فالدعاء سلاح المؤمن، ولا يغلب القدر إلى الدعاء بإذن الله.
والله أسأل أن يهدي شباب الإسلام وأن يرد الضال منهم وأن يحفظ بلاد الحرمين من مغبات الفتن ما ظهر منها وما بطن.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved