Saturday 13th November,200411734العددالسبت 1 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

شيراك يدعو الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم شيراك يدعو الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم
فرنسا تكرم عرفات بجنازة رئاسية وتؤكد دعمها الدولة الفلسطينية

  * باريس - أ ش أ:
لم تكتف فرنسا بتكريم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بإقامة جنازة مهيبة له في باريس تليق برئيس دولة وزعيم أفنى حياته من أجل قضية شعبه، بل حرصت في نفس الوقت على التأكيد على ضرورة دفع مسيرة السلام من أجل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة لتحقيق حلم عرفات.. وقد صدر أول رد فعل فرنسي على الإعلان على وفاة الرئيس الفلسطيني من الرئيس جاك شيراك الذي حيا عرفات ووصفه بالزعيم الذي تحلى بالشجاعة في حياته وبالتمسك بالمعتقدات من أجل حصول الفلسطينيين على حقوقهم الوطنية.
ولم يكتف الرئيس شيراك بالإشادة بعرفات بل دعا الفلسطينيين إلى توحيد الصفوف بوصفه الرد الوحيد للتعبير عن وفائهم لذكرى قائدهم ليكون موته شرارة مولد الدولة الفلسطينية، مشدداً على ضرورة أن ينزل المجتمع الدولي بكامل ثقله إلى ساحة السلام من أجل تنفيذ خريطة الطريق التي أقرها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وبعد مرور ساعات قليلة على الوفاة توجه الرئيس شيراك بنفسه الى مستشفى بيرسي العسكري حيث يرقد جثمان عرفات لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على عرفات حيث أمضى هناك نحو 25 دقيقة كاملة وقف جزء منها امام جثمان الرئيس عرفات قبل أن يقدم واجب العزاء الى أسرة الراحل وزوجته السيدة سها عرفات حيث أكد شيراك للمرة الثانية خلال ساعات قليلة عزم فرنسا على مواصلة بذل الجهود من أجل إقامة السلام في الشرق الأوسط. وقد واصلت فرنسا تكريم الرئيس عرفات بعد موته على أراضيها حيث ترأس رئيس الوزراء جون بيير رافاران بحضور كبار الدولة الفرنسيين الاحتفال الجنائزي الذي جرى في مطار فيلا كوبلاي العسكري بباريس الذي كان شهد مراسم جنائزية تليق برئيس دولة حيث عزفت الموسيقات العسكرية السلامين الوطنيين الفلسطيني والفرنسي. كما حرص القائمون على الموسيقات العسكرية أن تتشكل هذه الموسيقات من نماذج من الأفرع الثلاثة للقوات المسلحة الفرنسية مما يعكس تقديرا كبيرا لرئيس الدولة المحتفى به في الأعراف البروتوكولية.
وفي دلالة تكشف بوضوح عن أن فرنسا كانت منذ اليوم الأول في الصفوف الاولى التي وقفت بجانب الرئيس عرفات في كفاحه من اجل قضية بلده أكد الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان أنه كان قد أرسل في سنة 1974 وزير خارجيته جون سوفانيارج الى بيروت لعقد لقاء مع الرئيس عرفات وهو أول لقاء يجرى بين مسئول غربي وعرفات عندما كان عرفات رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية فقط.
ومن جانبه أكد الوزير الاشتراكي السابق جاك لانج أن اهتمام فرنسا بالقضية الفلسطينية التي كان يجسدها عرفات لم يقتصر فقط على اليمين بل إن الرئيس الفرنسي الاشتركي الراحل فرانسوا ميتران كان أول رئيس دولة غربي يعلن أمام الكنيست الإسرائيلي في سنة 1982 عن حق الفلسطينيين في اقامة دولة يعيشون فيها.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي جون بيير رافاران قد انتقد بشدة قبل وفاة عرفات مباشرة الحملة الإعلامية التي تروّج لموته قبل أن يموت مشددا على ضرورة احترام اللحظات الأخيرة لرجل يواجه سكرات الموت.
أما وزيرة الدفاع ميشال أليوماري فقد اعتبرت أن الشيء الرئيس الآن هو أن يتم استئناف مسيرة السلام فيما طالب الناطق باسم الحكومة الفرنسية جون فرنسوا كوبيه بضرورة تنفيذ خريطة الطريق التي تنص على إقامة دولة فلسطينية.
ومن جانبه طالب فرنسوا بايرو رئيس الحزب الديمقراطي الفرنسي اليميني أحد أهم الأحزاب الفرنسية بضرورة أن تفتح صفحة جديدة من أجل السلام في الشرق الأوسط تبدأ بتنظيم انتخابات فلسطينية تتسم بالشفافية وغير قابلة للجدل.
ومن جانبه طالب فرنسوا باروان الأمين العام المفوض لحزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية حزب الأغلبية اليميني المؤيد للرئيس جاك شيراك بضرورة أن يعثر الفلسطينيون والإسرائيليون على طرق جديدة للحوار من أجل العمل على اعادة الاستقرار الى المنطقة.
أما الحزب الشيوعي الفرنسي فقد علق صورة كبيرة لعرفات على مقر الحزب في وسط باريس فيما انتقدت ماري جورج بوفيه الأمين الاول للحزب رفض اسرائيل المتواصل الاعتراف بعرفات كمحاور للسلام.
وجدد جون بيير شوفانومون وزير الدفاع والداخلية الفرنسي الاشتراكي السابق مواقفه السابقة المؤيدة للقضية الفلسطينية مجددا تضامنه مع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني.. أما حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يتزعمه جون ماري لوبان فقد حيا الرئيس عرفات ووصفه بأنه زعيم وطني ذو ارادة لا تلين في مقاومة الضغوط العسكرية والدبلوماسية الإسرائيلية الرهيبة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved