Saturday 13th November,200411734العددالسبت 1 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

تشويه صورة العرب والمسلمين في أمريكا تشويه صورة العرب والمسلمين في أمريكا

*******
الكتاب:Civil Rights in Peril: The Targeting of Arabs and Muslims
المؤلف: Elaine C. Hagopian
الناشر: Haymarket Books, 2004
*******
لقد تزامن ظهور الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات مع تصاعد المد اليميني الراديكالي داخل الولايات المتحدة، والذي شمل مزيجًا من المحافظين الجدد والنصارى الإنجيليين واللوبي الموالي لإسرائيل.
وقد أدى تقلد الرئيس جورج دبليو بوش منصب رئيس الولايات المتحدة إلى جلب مجموعة متماسكة من المحافظين الجدد إلى الإدارة الأمريكية، والذين كانت استراتيجياتهم لعقود طويلة هي التخطيط لدور كبير للولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب الباردة، وقد كانت مخططاتهم في أوج نشاطها في تلك الفترة.
وقد اختار اليمين المسيحي واللوبي الموالي لإسرائيل - بمساعدة منظومة واسعة من المعاهد والمنظمات والمنتديات - أن تتوسع الولايات المتحدة عالميًا من خلال شن حروب وقائية أحادية الجانب، بعزيمة لا يوقفها شيء حتى القانون الدولي.
وفي تلك الخطة الواسعة تم استهداف الدول الغنية نفطيًا والتي تقع في مناطق استراتيجية في وسط آسيا وفي الشرق الأوسط، وقد كانت أفغانستان والعراق من أولى الدول المرشحة لتلك الحروب الوقائية، وذلك لعدة اعتبارات دعائية وسياسية واقتصادية وجغرافية وعسكرية، في حين كانت العراق هي الهدف الأساسي من تلك الحملة.
وقد وفرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر غطاء كبيرًا ليتم تحريك تلك الاستراتيجيات الجديدة وأهداف السيطرة على العالم من خلاله، أما (الحرب على الإرهاب) والتي كانت تستهدف العرب والمسلمين في فترة ما قبل الحادي عشر من سبتمبر فقد تم ضخ المزيد من الدماء الجديدة في عروقها؛ فقد سمح تركيز إدارة بوش على الإرهاب في فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر بفرض مزيد من السيطرة على الشرق الأوسط ودول وسط آسيا، إضافة إلى سن قوانين وتشريعات بصورة سريعة أدت إلى تقويض الحقوق المدنية والإنسانية.وقد تم استهداف العرب والمسلمين في الولايات المتحدة لإجراء تحقيقات ومحاكمات في ظل تلك القوانين الجديدة، وتم تشويه صورة العرب والمسلمين ووصفهم بأنهم إرهابيون، وهو ما ساهم في تبرير الحرب على أفغانستان والعراق، وترويع الدول الإقليمية الأخرى، إضافة إلى وجود حالة من التفرقة القانونية والعنصرية ضد العرب والمسلمين داخل الولايات المتحدة.
وهذا الكتاب يحلل الطريقة التي تم بها تشويه صورة المجتمعات العربية والإسلامية ودوره في تسهيل عملية تقويض الحقوق القانونية والاجتماعية والسياسية لحقوقهم الإنسانية والمدنية.
وبالرغم من أن تلك العملية قد بدأت في وقت مبكر، إلا أنها حصلت على زخم ودافع من مناخ ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.واستهداف العرب والمسلمين على أنهم (الأعداء داخل الولايات المتحدة) وخلق تشريعات وإجراءات وقواعد بيانات وتقنيات جديدة قد أثر على كل مواطن داخل الولايات المتحدة، مما أضفى أهمية عاجلة لهذا الموضوع.والهدف من هذا الكتاب هو كشف مدى التفاعل ما بين السياسات الداخلية والخارجية في الولايات المتحدة، وأهمية فهم ذلك إذا ما كنا نريد عكس مسار الخطر الذي دشنته الولايات المتحدة، واستعادة ضمانات الحريات طبقًا للدستور الأمريكي.
والكتاب مقسم إلى ثلاثة أجزاء؛ الجزء الأول يركز على تشريعات وإجراءات ما قبل وما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي أثرت على الحريات المدنية، بما في ذلك تسليط الضوء على عدة حالات بعينها للدراسة.
وقد قامت أستاذة القانون سوزان م. أكرم ومعها كيفين ر.جونسون بتغطية فترة ما قبل الحادي عشر من سبتمبر، ويظهران كيف تم التلاعب بالإطار العام للإجراءات الاستثنائية وقوانين الأدلة السرية، وتطويعها بصورة سلبية ضد العرب والمسلمين.أما نانسي موراي مديرة مشروع وثيقة حقوق التعليم بمعهد ماساتشوستس فتقوم بتوثيق إجراءات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر التي أفسدت الحقوق الدستورية والحماية التي يكفلها الدستور، وذلك باسم (الحرب على الإرهاب) داخليًا.
أما الجزء الثاني من الكتاب فيسلط الضوء على كيفية تشويه صورة العرب والمسلمين والتي ظلت مستمرة من خلال خلق صور عنصرية لهم داخل الولايات المتحدة، كما قدم الخبير الإعلامي والباحث روبرت مورلينو رؤيته في ذلك الكتاب حول دور وسائل الإعلام بتوجهاتها السياسية المختلفة في تشكيل صورة العرب والمسلمين، وكيف أن الإعلام لعب دورًا هامًا في إبقاء المواطن الأمريكي مذعورًا وكارهًا للعرب والمسلمين، مما أدى إلى تحفيز الدعم الشعبي لمعظم الانتهاكات الصارخة التي حدثت لحقوقهم المدنية في الداخل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved