Saturday 13th November,200411734العددالسبت 1 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شهر الغفران"

جابر عثرات الكرام والتأمينات الاجتماعية! جابر عثرات الكرام والتأمينات الاجتماعية!
عبدالإله بن سعود السعدون ( * )

جاء في الأثر القديم ظاهرة (جابر عثرات الكرام) في مجتمعنا العربي في الجاهلية والإسلام ليعين كل محتاج أدارت الدنيا له ظهر المجن دون أن يدري من الكريم الذي مد له يد العون لينقذه من هذه المحنة التي أسقطه الدهر بها. هذا التكافل الاجتماعي من أفراد زرع التاريخ أسماءهم من نور في سجل المكارم والشيم العربية مستمدة من نور الإسلام في التعاون والتعاضد من أجل خير وكرامة الفرد والمجتمع.
وفي السادس من شهر رمضان عام 1389هـ جاء أمر الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بإصدار نظانم التأمينات الاجتماعية والذي كان ولا يزال جابر عثرات شريحة واسعة من المجتمع السعودي وارتاحت نفوس كريمة من القلق على المستقبل المعيشي لها ولأفراد عائلتها بعد أن يصبح عائلتها في سن التقاعد عن مزاولة أي عمل كان يمارسه في الماضي.
وهنا يأتي دور التكافل الاجتماعي الذي يقدمه مجتمعنا لأفراده ليوفر لهم ولأسرهم حياة كريمة وعزيزة بمنحهم راتباً شهرياً حسب المعادلة الحديثة المعدلة وإذا قل ناتجها عن 1500 ريال يتم رفعه إلى هذا القدر. أن نظام التأمينات كان وسيبقى من الأنظمة الاجتماعية المهمة التي ترعى بنشاطها شريحة واسعة من المجتمع كانت قبل صدوره محرومة من منافعه وأطراف العلاقة التي تشكل حركة هذا النظام الاجتماعي ثلاثة المشترك المواطن السعودي الذي يعمل لدى صاحب العمل المعنوي كان أم شخصي والدولة بصفتها راعية تنفيذ النظام والمشرفة على موارده واستثماراته وحسن تطبيقه بحكم الرعاية الشاملة (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وتبلغ نسبة الاشتراك 18% من الأجر الشهري للمشترك، ومشاركة في مناقشة أهداف هذا النظام الاجتماعي الشامل والتي تتلخص (بأنها صورة من صور التعاون والتكافل الاجتماعي التي يقدمها المجتمع ممثلاً بالحكومة الوطنية الرشيدة لمواطنيها وتقوم على رعاية العاملين في القطاع الخاص ليوفر لهم ولأسرهم حياة كريمة بعد تركهم العمل بسبب بلوغ سن التقاعد أو العجز أو الوفاة وكذلك العناية الطبية للمصابين بإصابات عمل أو أمراض مهنية ودفع التعويضات اللازمة عند حدوث عجز مهني أو وفاة أثناء العمل).
وانطلاقا من هذه الأهداف النبيلة السامية التي تقدمها الدولة لمواطنيها اشارك بوضع بعض المداخلات التي أتمنى أن تناقش من قبل السادة اعضاء مجلس إدارة المؤسسة للاستئناس بفوائدها ومنافعها للمشترك الذي يشكل الضلع الأساسي في نشاط هذه المؤسسة:
1- المشترك المستفيد من منافع التأمينات الاجتماعية بفروعها الثلاثة قد فقد الكثير من دخله المعاشي قبل تمتعه بمستحقات التأمينات ومنها بدل السكن والذي يشكل دخل ثلاثة أشهر يدفع ضمن المرتب أو دفعه مقدمة كاملاً وبدل المواصلات 10% من مرتبه أو تقديم سيارة لتنقله علاوة على استحقاقه فقط على نسبة 54% من مرتبة حين استحقاقه لمرتب التقاعد بالشروط التي حددها النظام.
2 - إن من ضمن استثمارات التأمينات الاجتماعية تملك مستشفيات باسمها ولكن المشترك المستفيد بمعاش التقاعد لا يمكنه المعالجة بهذه المستشفيات بأفضلية خاصة أو بخصم من أسعار العلاج والتنويم فيها علماً بأنه كان يتمتع بضمان صحي مجاني أثناء عمله في القطاع الخاص له ولعائلته وبعد خضوعه للتقاعد لا ضمان صحي ولا علاج في المستشفيات المملوكة للمؤسسة التي قامت لخدمته وتوفير الحياة الكريمة له ولعائلته وفي الوقت والسن المحتاج لهذه الخدمة بعد بلوغه سن الستين عاماً.. ومرحلة ظهور أمراض الشيخوخة المزمنة!
3 - نتيجة لانخفاض دخل المشترك المستفيد من نظام التقاعد المشمول بنظام التأمينات الاجتماعية ومعظمهم بدون سكن مملوك من قبلهم فيا حبذا أن تساعد استثمارات التأمينات الاجتماعية الواسعة الشاملة والتي تقدر بحوالي عشرين مليار ريال تساعد هذه الشريحة العريضة من المجتمع السعودي وتأخذ دوراً إنسانياً يوفر على الدولة جزءا من الخدمات العامة بإنشاء احياء سكنية مناسبة بفئات متعددة حسب تدرج المعاش الشهري للمشترك المستفيد يستقطع بنسب معقولة كإيجار شهري يقصد التملك لهذه الفئة المحتاجة جدا لمثل هذه الخدمة والتي قامت أساساً لتقديم العون والمساعدة التكافلية لها وحمايتها من جشع الفوائد البنكية التراكمية والمركبة.
4 - لتوفر السيولة النقدية المتأنية من الاشتراكات الشهر وأرباح الاستثمارات الواسعة والشاملة لهذه المؤسسة لمنح المشترك المتقاعد قروضاً بحد أعلى مائة ألف ريال يستقطع لمدة ستين شهرا من مرتبه التقاعدي ومن قبل حسابات المؤسسة التي تتولى صرف مستحقات المتقاعدين لإعانة المشترك المستفيد بشراء سيارة أو دفع إيجار بيت أو نفقات علاج وغيرها من متطلبات الحياة والتي اصبحت ثقيلة وعثرات الكرام تعددت والجابر هو الله سبحانه ومن ثم حكومتنا الرشيدة وقيادتها الوطنية الكريمة وان تكون العلاقة بين المؤسسة والمشترك المستفيد الرغبة التامة والمستمرة في تقديم أفضل الخدمات الكريمة انطلاقاً من اهدافها السامية لا أن يربطها خطاب سنوي يستشعر منه بقاء المستفيد على قيد الحياة أو فارقها للأبد!!

( * ) محلل إعلامي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved