Sunday 14th November,200411735العددالأحد 2 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

لم تتبع عرفات إلى رام الله خوفاً من رد فعل الشعب الفلسطيني لم تتبع عرفات إلى رام الله خوفاً من رد فعل الشعب الفلسطيني
مزيج من الغضب والضيق بين الفلسطينيين من سهى عرفات

* رام الله - (رويترز):
كانت الفوضى عارمة بحيث يصعب التعرف على أي أحد عند وصول جثمان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات إلى المقاطعة لدفنه في مقره بمدينة رام الله إلا أن الشخصية الوحيدة التي كان غيابها مدوياً في رام الله هي الشقراء، زوجته سهى. فلسطينيون كثيرون لا يحبونها لغيابها عن الضفة الغربية وقطاع غزة طوال أربعة أعوام من الانتفاضة ومع ذلك فقد جلبت على نفسها المزيد من غضب الناس لفرضها طوقا من العزلة على زعيمهم المحبوب في أيامه الأخيرة بمستشفى فرنسي. قالت رانيا زبانة (25 عاما) بعد مراسم دفن عرفات وسط مشاهد من الفوضى في مقره برام الله: إنني متأكدة انها تخشى ردة فعل الشعب الفلسطيني، ربما كان من الممكن أن يحدث لها أي شيء.
ويوجه الفلسطينيون الكثير من الانتقادات إلى سهى (41 عاما) معتبرين أنها تتصرف كملكة وأنها نالت من كرامة الرجل الذي يمثل رمز قضيتهم الوطنية وأثارت القلاقل فيما يتعلق بخلافته بحجبها أنباء تطورات حالته عن رفاقه.
واتهمت سهى مساعدي عرفات وهم رفاقه الذين لم يتقبلوا أبدا بسهولة زواجه في 1992 من أمرأة في نصف عمره بأنهم يحاولون دفنه حيا.
وسمحت سهى فقط لأولئك الذين اعتبرتهم ملائمين بزيارته قبل اعلان موته يوم الخميس، وكانت سهى اتهمت قادة فلسطينيين بأنهم يسعون جاهدين لخلافة الرجل الذي يجسد النضال من أجل دولة فلسطينية وضد الاحتلال الاسرائيلي،وقالت سهى عرفات اثناء ظهورعلى شاشات قناة الجزيرة الفضائية العربية انها تدعو إلى ادراك (حجم المؤامرة).
وأضافت قائلة انهم يحاولون دفن ابوعمار (عرفات) حيا، وأعرب أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني للصحفيين في مستهل اجتماع لمجلس الوزراء في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الاثنين الماضي عن الاسف الشديد لهذه الضجة التي افتعلت نتيجة التصريحات المؤسفة التي أدلت بها الاخت سهى والتي أحدثت قدرا من البلبلة بين الناس ووضعت علامات استفهام حول ذلك، واتهم ياسر عبد ربه المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل سهى عرفات (بالهستيريا) فيما قال سفيان أبو زيده وكيل وزارة الشؤون المدنية ان ياسر عرفات ليس ملكية خاصة لسهى عرفات،وقال محمد محمود قصي (18 عاما) قرب القبر أمس لقد خانت الشعب الفلسطيني، إنني احترمها فقط من أجل الرئيس،وفوجئ كثير من الفلسطينيين بأنباء زواج عرفات المسلم الديانة من سهى التي تنتمي لعائلة الطويل المسيحية المعروفة في رام الله، وقال مسؤولون في حينها: انها اعتنقت الاسلام، لقد أثارت سهى برأسها المكشوف وبأناقتها الغربية الملفتة للنظر دهشة الناس في الاراضي الفلسطينية حيث عامة الناس من المسلمين المحافظين، وفي فبراير شباط الماضي فتح قاض فرنسي التحقيق في تحويل ما يصل إلى تسعة ملايين يورو (11.5 مليون دولار) إلى حسابات مصرفية في فرنسا بمعرفة سهى استنادا إلى معلومات قدمتها سلطات مكافحة غسل الأموال الفرنسية،ونفت سهى العيش في بحبوحة من العيش بأموال السلطة الفلسطينية فيما يعيش الفلسطينيون في ظروف اقتصاديةبائسة وسط أعمال عنف مروعة.
وغادرت سهى مع ابنتها زهوة إلى باريس في مستهل الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 بعدما أصيب منزلهم في غزة أثناء هجوم صاروخي إسرائيلي على موقع لحرس عرفات القريب، ولم تلحق أي إصابات بالاثنتين.
لقد ضاق مسؤولون فلسطينيون ذرعا عندما ظهرت سهى في رام الله لفترة وجيزة يوم 29 أكتوبر تشرين الاول من أجل نقل عرفات إلى فرنسا.
وأثارت المزيد من الغضب عندما فرضت ستارا من العزلة حول عرفات في باريس وعندما اتهمت رفاقه بالتآمر لقتله،وقال مسؤول: لو جاءت إلى رام الله لعرفت كم يكرهها الناس إلا انها إذا لم تأت فسينتقدها الناس أكثر.
ومن سيارة سوداء تابعت سهى في القاهرة جنازة تشييع عرفات التي حضرها الملوك والرؤساء وكبار الشخصيات من 50 دولة، وانتحبت في قاعدة جوية مصرية فيما كان جثمان عرفات ينقل إلى طائرة ستقله إلى مثواه الأخير، ثم تفرقت بهما السبل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved