Sunday 14th November,200411735العددالأحد 2 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

حول نقل الطالبات: حول نقل الطالبات:
البدائع تبحث عن كلية التربية للبنات

قرأت ما كتبه الأخ صالح عبدالله العريني في العد 11712 تحت عنوان (18 باصاً لنقل 3900 طالبة). هذا العدد من الحافلات من (البدائع - البدائع).. ولكن هناك ايضا مشكلة أخرى وهي نقل طالبات الكليات لعدم وجود كلية بالبدائع .
إن تعليم الفتاة في المملكة العربية السعودية من ضمن أولويات الدولة - حفظها الله - حيث تولي ذلك اهتماماً كبيراً.. ولا أدل على ذلك من آلاف المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وعشرات الكليات التي تفتح سنوياً في القرى والهجر والتعليم هو الأساس في بناء الفتاة لتصبح عضواً فاعلاً في المجتمع ولا أشك ان هناك معايير يفترض أن تكون دقيقة عند افتتاح مثل هذه الكليات ويجب أن تخضع هذه المعايير لدراسة دقيقة جداً.. حيث ان افتتاح الكليات ذو تكاليف كبيرة سواء بالنسبة للمبنى او لطاقم هيئة التدريس او الموظفات في هذه الكليات.
ومن هنا فإنني اقترح ان تقوم وكالة تعليم البنات في وزارة المعارف والتعليم العالي بوضع معايير دقيقة لافتتاح هذه الكليات تشمل ما يلي:
1- عدد السكان ونسبة النمو السكاني في المحافظة او المراكز او القرية او الريف المستهدف لافتتاح كلية جامعية فيه فعدد السكان مؤشر أساسي ولابد من الاعتماد عليه، فخدمة قرية او مركز او محافظة ذات عدد سكان 100 ألف نسمة أجدى وأولى عرفاً وقانوناً ومنطقاً واقتصاداً من افتتاح كلية في مركز عدد سكانه 10 آلاف نسمة فإذا لم يكن عدد السكان مؤشراً أساسياً وعنصراً أساسياً في التخطيط التنموي فما هي الفائدة من الاحصاء.. وما هي الفائدة من وجود وزارة للتخطيط.. ومصلحة للاحصاءات العامة.. تقوم بعمليات الاحصاء المستحدث للسكان ولمعدل النمو السكاني الذي هو كذلك مؤشر آخر على نمو السكان وتزايدهم لأي عامل من العوامل الاقتصادية او الاجتماعية.
2- عدد الطالبات خريجات الثانوية العامة في كل عام من ثانويات المنطقة وهو مؤشر أساسي يجب اعتماده في التخطيط.
3- عدد الطالبات اللائي يتلقين تعليمهن الجامعي خارج المدينة أو المحافظة.
4- المسافة (البعد أو القرب من المنطقة المستهدفة لافتتاح كلية جامعية)، ولكن هنا في حالة وجود عدة بدائل فإن العنصرين الأولين هما اللذان يجب المقارنة بناءً عليهما فمن الممكن ان توجد قرية او مدينة عدد طالباتها 10 طالبات يمكن نقلهن بواسطة سيارة او حافلة صغيرة بينما توجد محافظة أخرى قريبة وعدد طالباتها 1000 طالبة وتنقل هؤلاء الطالبات بأكثر من 15 حافلة كبيرة فهذه اولى في افتتاح كلية جامعية بها رغم قربها نظراً للعدد الكبير من الطالبات اللائي يخاطرن بحياتهن يومياً وللهدر الاقتصادي الكبير في النقل فبتكاليف النقل هذه يمكن افتتاح كلية جامعية.
سنطبق هذه المعايير على محافظة (البدائع بمنطقة القصيم):
1- يبلغ عدد السكان حوالي (35000 نسمة) خمسة وثلاثين ألف نسمة مع نسبة نمو سكاني تبلغ 3% وهذه نسبة كبيرة نظرا لنمو البدائع الكبير بسبب وجود عوامل الجذب السكاني بها من توفر فرص استثمارية وزراعية ولا شك انه بزيادة عدد السكان يزداد عدد الطالبات الراغبات في اكمال التعليم الجامعي.
2- يبلغ عدد الطالبات اللاتي يتلقين تعليمهن الجامعي خارج المحافظة أكثر من 700 طالبة وهو عدد كبير جدا يؤيد افتتاح كلية جامعية في البدائع.
3- يبلغ عدد الطالبات خريجات الثانوية العامة (حسب عام 1422هـ) أكثر من 300 طالبة وهو عدد يزداد سنوياً.
كما أن هناك عددا من العوامل التي تؤيد افتتاح الكلية منها:
1- تنقل طالبات البدائع يوميا الى كليات المنطقة بأكثر من 40 حافلة وسيارة نقل صغيرة، هذه القافلة اليومية تبدأ برحلة شاقة من ساعات الفجر الاولى بطريق طويل وكثير من المخاطر وتنتهي العصر، وهذه الرحلة اليومية الشاقة تستنفر أولياء الأمور وكثيراً من الجهود لنقل هؤلاء الطالبات.. ولا شك أنها رحلة مجهدة للطالبة حيث لا نوم ولا راحة طوال اليوم من الفجر حتى المغرب مما يؤثر على التحصيل العلمي الذي هو الهدف.
2- تُعتبر محافظة البدائع المحافظة الثالثة من حيث التعداد السكاني بين محافظات المنطقة إذ يبلغ تعداد سكانها حسب آخر احصائية حوالي 35.000 نمسة وهم بزيادة سنوية تقرب من 1%.. كما أنها ذات رقعة سكانية وريفية كبيرة جداً.. تشمل عدداً من الأحياء والقرى والهجر والأرياف المتوزعة على أكثر من (60*80) كم2 وبها عدد كبير من مدارس البنات الثانوية (أكثر من 10 مدارس ثانوية للبنات).
وتخرج هذه المدارس في كل سنة أعداداً كبيرة من الطالبات اللاتي يبلغ تعدادهن المئات.. في كل سنة ولمواصلة دراستهن الجامعية فلابد من مواصلة الدراسة في محافظات ومدن بعيدة عن البدائع في بريدة مثلاً التي تبعد عن محافظة البدائع أكثر من 80 كم مع ما يمثله هذا الانتقال من مشقة ومعاناة للطالبات أنفسهن ويؤثر على تحصيلهن العلمي حيث يذهبن الى الكليات في ساعات الفجر ولا يعدن الى البدائع إلا عصراً وفي هذا ارهاق لهن لا طائل من ورائه وتعريضهن لمخاطر الطرق خصوصاً مع ما عرف من تهور قائدي الحافلات.. حيث يتم استنفار أكثر من 15 حافلة ووسيلة نقل خاصة لنقلهن الى مقار هذه الكليات اضافة الى الاستنفار التام لأولياء أمور الطالبات واشغالهم منذ الفجر لإيصال الطالبات الى مراكز انطلاق وسائل النقل وما يشكله ذلك من ارهاق نفسي وبدني لهم منذ الفجر.. إضافة الى ان الكليات في المحافظات الأخرى مزدحمة بالطالبات المتخرجات من الثانويات التي توجد في مقار هذه الكليات.. إن افتتاح كلية تربية للبنات بالبدائع حلم يراود طالبات البدائع المحرومات من التعليم الجامعي حيث ان أغلب طالبات البدائع لا يواصلن تعلميهن الجامعي بسبب عدم وجود كلية أو حتى فرع لكلية يمكن من مواصلة تعليمهن الجامعي فيها لقد اصبح افتتاح كلية للتربية للبنات بمحافظة البدائع ضرورة ملحة وقصوى نظرا لما ذكر. ولمجلس منطقة القصيم برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز - حفظه الله - جهود ملموسة ومشكورة في دراسة تأييد فتح كلية للبنات بالبدائع ونتمنى ان يرى هذا الجهد النور قريباً. كما ان لمعالي وزير المعارف ونائبه لشؤون تعليم البنات رأياً حصيفاً وفكراً ثاقباً في مثل هذه الحالات ونتمنى ان يجد افتتاح كلية للتربية للبنات بالبدائع لفتة من معاليه والتوجيه بدراسة افتتاحها فهي حلم طالما راود طالبات البدائع وأولياء أمورهن.. فهل يتحقق هذا الحلم.

م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني/ البدائع


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved